الحديث الثامن:
قال r: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة).
أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642)، والحاكم (1/421)، والبيهقي (4/303)، وابن خزيمة (3/188)، وابن حبان (3426)، والبغوي في شرح السنة (1705) من طريق المصنف. وأخرجه المصنف في علله الكبير (1/329)، وأبو نعيم في الحلية (8/306) وقال: «غريب من حديث الأعمش، لم يروه عنه إلا قطبة بن عبد العزيز وأبو بكر» . وأخرجه أيضاً البيهقي في الشعب (3327) وفضائل الأوقات (41) من طريق أبي كريب به.
جميعهم من طريق: أبي كريب محمد بن العلاء بن كريب، عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وهذا الحديث معلول كما ذكر الترمذي فقال: «حديث غريب لا نعرفه من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا من حديث أبي بكر».
ونقل عن البخاري أنه قال -بعد أن روى هذا الخبر من طريق: أبي الأحوص عن الأعمش عن مجاهد قوله-: «وهذا أصح عندي من حديث أبي بكر بن عياش».
وقد اختلف على أبي بكر بن عياش اختلاف آخر، فقد رواه ابن ماجه (1643) عن أبي كريب عن أبي بكر عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر.
واختلف على الأعمش اختلاف كثير، فرواه ابن نمير عنه عن حسين الخراساني عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً ببعض هذا الخبر. عند أحمد (5/256).
ورواه أحمد (2/254) عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد -هو شك يعني الأعمش- قال: قال رسول الله r: (إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة).
قلت: وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات أثبات، خرّج لهم الجماعة، غير أنه معلول؛ لما تقدم من وقوع الاختلاف الكثير فيه على الأعمش.
وقد جاء من طريق آخر فيه اختلاف على الأعمش غير ما تقدم.
وأصح ما في هذا الخبر الحديث المتقدم في الصحيحين من حديث أبي هريرة t مرفوعاً: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
وليس فيه: (مردة الجن). ولا قوله: (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة