عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Aug-2008, 04:06 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وحي العقل
ناقد ومحلل ادبي

الصورة الرمزية وحي العقل

إحصائية العضو






وحي العقل غير متواجد حالياً

افتراضي المارد الايراني !!!

/
/
/
/
/


ماذا تنتظر دول مجلس التعاون الخليجي لتعلن عن موقف واضح
وسياسة «حازمة» لا «ناعمة» ضد أطماع وخطر السياسات والممارسات الإيرانية التي تتربص بها وتحاصرها تارة
بالتصريحات وتارة باللّكمات «الخطَّافية» المقلقة؟! ليس هذا السؤال دعوة لإعلان الحرب على إيران أو استفزازها أو
تحدّيها بل لسبر أغوارها الداخلية بكل «ذكائية» وكيفية التأثير على مناخها السياسي «الساخن».
النظام الإيراني يرفض مبدأ الحوار حول عدد من الملفات الخليجية - الإيرانية، في مقدمها الجزر الإماراتية المحتلة منذ العام
1970. النظام الإيراني يعتمد على سياسات «مكشوفة»، إلا أن هناك سياسة خليجية «صامتة» لا تريد التصعيد تجاه تلك
السياسات الإيرانية «العدوانية». لماذا تسعى إيران إلى تغيير تركيبة المنطقة السكانية؟ لماذا تحاول التأثير على
الانتماءات الوطنية الخليجية بـ «الدولار»؟ لماذا تحاول ربط «حبل أسود» حول عنق المنطقة؟ لماذا تستميت في تنفيذ
أجندتها عبر دول وأحزاب عربية كسورية وحزب الله وحماس؟!
أليست الحركات الإيرانية «مكشوفة»، إذ كأنها تلعب في دوري كرة قدم للمحترفين فيه شراء وبيع للولاءات والأحزاب
والحركات التي تجيد التمرد على الحكومات، ولا تعنيها سلامة واستقرار المنطقة وشعوبها.
إيران لم تتورع يوماً عن دعم وتجييش جماعات «معيّنة» للعمل وفق مصالحها وحدها لا مصالح المنطقة وسلامة أراضيها
وشعوبها، إذ تهدد المنطقة بمستقبل «غابر»، من خلال تعنّتها وتآمرها في العراق ولبنان وفلسطين واليمن ومحاولة
التأثير على بعض الجماعات الخليجية.
إيران بلد «ينتفخ» كبالون يبحث عن الانفجار، بلد شعبه يعاني من مصاعب وتحديات داخلية، وحكومته تبدّد الأموال
خارجه، فيما الفقر والقهر تتنامى نسبتهما داخلياً، وآخرها مشاهد طوابير السيارات تقف الساعات الطوال أمام محطات
البنزين والغاز، وهي من أكبر دول العالم المصدّرة للطاقة.
القادة الإيرانيون لا يتوقفون عن إصدار التصريحات «العدائية» ضد دول الخليج، فمرّة يعلنون نيّتهم إحراق المنطقة
والقواعد العسكرية والآبار النفطية في حال تعرّض بلادهم لعمل عسكري أميركي كما جاء في تصريحات سابقة
للأدميرال علي شمخاني، المستشار العسكري لمرشد إيران علي خامنئي، وتارة أخرى بالتدخل في الشؤون الداخلية
لدول المنطقة أو التصريح بعدم شرعية الأنظمة الحاكمة في دول الخليج، كما ورد في نص كلمة مساعد وزير خارجية
إيران لشؤون الأبحاث منوشهر محمدي التي ألقاها في ختام الاجتماع العاشر لأساتذة الجامعات التعبويين للشؤون
التعليمية في منطقة مشهد الإيرانية.
محمدي وجد مبرراً للفت الأنظار عن الأزمات الإيرانية الداخلية، حيث كشف أن شرعية الأنظمة في دول الخليج العربية
ستكون سبباً في الأزمة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط. تصريحات محمدي لن تكون الأخيرة لمسؤول إيراني ضد دول
المنطقة، بل ستتبعها تصريحات أخرى تنمّ عن حال «مستوطنة» في عقلية بعض القادة الإيرانيين.
الدور الذي تلعبه إيران لم يعد «مستتراً» بل «مفضوحاً»، فهناك ما تقوم به في لبنان وجنوب العراق ومع قادة «حماس»
ودعم الحوثيين في اليمن، إضافة إلى محاولاتها في التأثير على بعض البلدان العربية، خصوصاً الخليجية بغية تصدير
الثورة الخمينية والاعتقاد بولاية الفقيه.
الخطر الإيراني في المنطقة لا تخطئه العيون، وسياساتها «غير المقبولة» تفوح رائحتها من كل الاتجاهات، وعلى رغم
ذلك لا تزال هناك دول خليجية «خجولة» تحاول أن تبادل تلك السياسات «العدائية» بديبلوماسية «ناعمة». لا أعتقد أن
الديبلوماسية «الخليجية» المتبعة حالياً ستجعل إيران تفكر في مصير المنطقة وسلامة الشعوب، بل ستحاول جرّ الجميع
معها إلى شعلة اللهب من دون تفكير بالنتائج وما ستؤول إليه.
إيران تحاول خلق صراع سني - شيعي داخل المنطقة الخليجية وعلى الضفاف العربية، بغية التمدد وكسب المزيد من
المؤيدين، سواء عبر الشراء بـ «الدولار» أو بتصدير الثورة الخمينية. دول الخليج تجدد في كل اجتماع رسمي رغبتها
في تطوير علاقاتها بإيران على أساس راسخ من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون
الداخلية، إلا أن هذه الرغبة تقابل من إيران بالصمت أو الحديث عن اكتشافات عسكرية جديدة أو إطلاق صواريخ أو
محاولة الاستفزاز في المياه الإقليمية.
على دول الخليج العربي «فضح» ممارسات النظام الإيراني وأهدافه في المنطقة، وجدولة ما لديها من دلائل وإثباتات
ضده وتقديمها للأسرة الدولية، بدلاً من استمراره في إثارة الغبار وزعزعة أمن المنطقة.
لا أشك في أن السياسة الإيرانية هي مصدر الخطر الأول على العواصم الخليجية، ويفوق عداء أي دولة أو نظام آخر
لهذه المنظومة العربية، لذلك يتوجب على صانع القرار الخليجي تجاوز «الخجل» السياسي ولغة السياسة «الناعمة»،
والتعامل بوضوح «خشن» مع طهران قبل أن تقع المنطقة كلها في براثن وجنون «المارد» الإيراني















رد مع اقتباس