نرجوا بيان صحة حديث : صوموا تصِحُّوا
هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم – منهم :
01 أبو هريرة – رضي الله عنه - : أخرج حديثه العقيلي في " الضعفاء " 2/92 في ترجمة زهير بن محمد التميمي ، والطبراني في " الأوسط " 8/213 ح ( 8312) من طريق زهير بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – بلفظ : " اغزوا تغنموا ، وصوموا تصحوا ، وسافروا تستغنوا " .
قال العقيلي عقب إخراجه : " لا يتابع عليه إلا من وجه فيه لين " .
وقال الطبراني : " لم يروِ هذا الحديث عن سهيل بهذا اللفظ إلا زهير "
وضعفه العراقي في " تخريج الإحياء" 3/115
02 علي – رضي الله عنه – أخرجه ابن عدي في " الكامل " 2/357 من طريق حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة ، عن أبيه عن جده ، عن علي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " صوموا تصحوا " وإسناده تالف ؛ لأن حسيناً هذا متروك الحديث كما قاله أحمد والنسائي وغيرهما ، وقال عنه البخاري : منكر الحديث ، كما ذكر ذلك ابن عدي عنهم .
03 عن ابن عباس – رضي الله عنه - : أخرجه ابن عدي في " الكامل " 7/57 من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك ، عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " سافروا تصحوا ، وصوموا تصحوا ، واغزوا تغنموا " .
وإسناده ضعيف جداً ،إن لم يكن موضوعاً ؛ لأن نهشل بن سعيد قال عنه ابن راهويه : كان كذاباً ، وقال النسائي : متروك الحديث .
وخلاصة القول :
أن الحديث روي عن جماعة من الصحابة – رضي الله عنهم - ، ولا يصح منها عن المعصوم – صلى الله عليه وسلم – شيء ، ولا يعني ذلك بطلان معناه ؛ لأن الأطباء يتحدثون كثيراً عن فوائد الصيام الصحية ، وهو أمر مشاهد ومعروف ، بل هو – أي الصيام – من الأساليب التي يستخدمها بعض الأطباء لعلاج بعض الأعراض ، ولكن هنا ينبغي التنبُّه لأمرين:
الأول : أن المحدثين يهتمون ببيان صحة الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وهل هو ثابت عنه من ذلك الطريق أم لا ؟ وقد يكون معناه صحيحاً ، أو صح موقوفاً عن بعض الصحابة – رضي الله عنهم – إلا أن صحة المعنى أو ثبوته عن الصحابي شيء ، وصحة نسبته للنبي – صلى الله عليه وسلم – شيء آخر .
الثاني : أن بعض الناس حينما يتحدث عن فوائد بعض العبادات الصحية أو الطبية ، يوغل في ذلك ويبالغ مبالغة غير محمودة ، حتى إنه ليخيل لبعض المستمعين أن تلك العبادة إنما شرعت لهذه الفوائد الطبية أو تلك ، وهذا خطأ ! لأن الغاية العظمى من مشروعية العبادات هي تعبيد الناس لرب العالمين – جل جلاله – وحصول التذلل له -سبحانه- وزيادة الإيمان بالإقبال عليه – تبارك وتعالى - ، وحصول التأسي بالنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي شرع وبين لأمته هذه العبادات العظيمة .. نعم ، في العبادات فوائد صحية وبدنية ، لكنها تبع ، وليست أصلاً ، فينبغي أن تعطى حجمها اللائق بها ، والله أعلم .
د. عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
http://islamtoday.net/questions/show...***.cfm?id=635
.........................
من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً"،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
نعم، روى ابن كثير –رحمه الله- من طرق عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً"، رواه البيهقي في شعب الإيمان (2269) وذكره الألباني في ضعيف الجامع الصغير (5773) وذكره السيوطي في الجامع ورمز عليه بعلامة الضعف. فالحديث الظاهر أنه ضعيف –والله أعلم-، وهذا هو شأن أكثر الأحاديث الواردة في فضائل السور فمنها الضعيف ومنها الموضوع، والصحيح منها قليل كما ورد في سورة "قل هو الله أحد" أنها تعدل ثلث القرآن، وأن سورة الفاتحة أفضل سورة نزلت وما أشبه ذلك، والله أعلم.
العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
http://islamtoday.net/questions/show...**.cfm?id=8988
.........................
قرأت حديثاً شريفاً ولكنني غير متأكدة من صحته ، والحديث هو : قال الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه- : يا علي لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء هي :قراءة القرآن كله ، والتصدُّق بأربعة آلاف درهم ، وزيارة الكعبة، وحفظ مكانك في الجنة ، ورضاء الخصوم . فقال علي – كرم الله وجهه - : كيف ذلك يا رسول الله ؟ " فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : أما تعلم أنك إذا قـرأت ( قل هو الله أحد ) إلى آخره ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله ، وإذا قرأت ( سورة الفاتحة ) أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم ، وإذا قلت ( لا إله إلا الله يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ) عشر مرات فقد زرت الكعبة ، وإذا قلت ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة ، وإذا قلت ( أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ) فقد أرضيت الخصوم . أرجو من حضرتكم معرفة ما إذا كان هذا الحديث صحيحاً أم أنه موضوع؟
جواباً على سؤال السائلة عن حديث : " يا علي ، لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء ، هي: قراءة القرآن كله ، والتصدُّق بأربعة آلاف درهم ، وزيارة الكعبة ، وحفظ مكانك في الجنة ، ورضاء الخصوم .. ) إلى آخره .
فأقول إن هذا الحديث حديث باطل لا أصل له ، وفيه من علامات الوضع ما لا يخفى على أهل العلم ، مع أنه قد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن قراءة سورة الإخلاص : " قل هو الله أحد " تعدل ثلث القرآن انظر ما رواه البخاري (5013) ومسلم (811) ، وصح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في فضل سورة الفاتحة أحاديث متعددة انظر ما رواه البخاري (4474) ومسلم (806) ، وكذلك صح في صنوف الذكر من التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير وغير ذلك أحاديث ووردت فيها نصوص ، لكن هذا الحديث المسؤول عنه بهذا اللفظ وبهذه المقادير والأجور والخصائص لا يصح ، وفي هذا السياق فإني أنبه إلى أن هناك كتاباً يتضمن وصايا من النبي – صلى الله عليه وسلم – لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وقد طُبع مراراً أنه كتاب مكذوب على نبينا – صلى الله عليه وسلم - ، يجب الحذر منه وتحذير الناس منه . وقد نبّه العلماء على كذب غالب الوصايا المنسوبة إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – زوراً وبهتاناً والموجَّهة – بزعمهم- إلى عليّ – رضي الله عنه – مبدوءة بعبارة : " يا علي " حتى قال بعض أهل العلم : " إن وصايا علي المصدّرة بياء النداء كلها موضوعة غير قوله – صلى الله عليه وسلم -: " يا علي، أنت مني بمنـزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " فقد رواه أحمد (27467) وانظر ما رواه البخاري (3706) ومسلم (2404) وإن كان في هذا الحصر نظر، لكن يبقى أن غالب هذه الوصايا مكذوب، فعلى المسلم أن يحذر من أمثال هذه الأحاديث وأن يسأل عنها أهل العلم .
ومن هذه الوصايا ما أورده ابن الجوزي في الموضوعات ( رقم 1677، 1678) والصنعاني في الموضوعات ( رقم 9،8) ، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ( 2/373 – 376) ، والأسرار المرفوعة لملا علي القارئ ( رقم 614) والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع له أيضاً ( رقم 436) والتنكيت والإفادة لابن هِمّات (44-45) . والله أعلم . والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .
د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
http://islamtoday.net/questions/show...**.cfm?id=4057
................
ما صحة الحديث الذي يقول:" من زار قبري وجبت له شفاعتي"؟
أولاً : يشكر الأخ السائل على حرصه على البحث عن درجة الحديث إذ ليس كل حديث في الكتب يكون صحيحاً، فيجب على المسلم قبل أخذ الحديث التأكد من صحته.
ثانياً: هذا الحديث هو فقرة من حديث موضوع، قال ابن عبد الهادي:"هو حديث موضوع مكذوب مختلق مفتعل مصنوع من النسخة الموضوعة المكذوبة الملصقة بسمعان المهدي قبح الله واضعها ... "، وللحديث رواية أخرى رواها أبو داود الطيالسي (65)، ورواها البيهقي في (الشعب والسنن) ثم قال في (السنن):" إسناد مجهول" (5/245).
ثالثاً: زيارة القبور مشروعة ما لم ينشئ لها سفراً، فأما السفر للزيارة فلا يجوز قال –صلى الله عليه وسلم-:" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" رواه مسلم (977) من حديث بريدة بن الحصيب –رضي الله عنه-، وقال – صلى الله عليه وسلم -:" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى" متفق عليه عند البخاري (1189) ومسلم (827) من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-.
رابعاً: زيارة مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – مستحبة، ثم بعد ذلك يزور قبره – صلى الله عليه وسلم -، والله الموفق .
http://islamtoday.net/questions/show...**.cfm?id=4928
د. أحمد بن سعد الغامدي
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى