- الصغاء :
..............
فرس مجاشع بن مسعود السلمي ، وكانت من نسل الغبراء فرس قيس بن زهير العبسي ، وهي خالة داحس وأخته لأبيه ، فأشتراها عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشر آلاف درهم ، ثم غزا مجاشع أي غزوه في فتوحات العراق ، فقال عمر : تحبس منه بالمدينة ، وصاحبها في نحر العدو وهو أحوج ؟! فردها إليه ، فأنجبت عند ولده ، حتى بعث الحجاج بن يوسف الثقفي فأخذها بعينها . وسمى صاحب (( تاج العروس )) هذه الفرس 0( صفا) بالفاء .
23- الصموت : (أنظر فقرة 24) .
..............
24- صوبة : صوبة والصموت للعباس بن مرداس ويقول فيهما :
............
أعددت صوبة والصمـوت ومأرباً
ومـفاضة في الـدرع كالسـحل
25-الصيود : من مشهور خيل العرب ، قال العباس بن مرداس يفتخر بما صار إليه من
.............
نسلها :
أبوهـا للضبـيـب أو افتـلاهـــا
جـواد ا ُلمــخ مـن ال الصـيــود
26- الضخم : فرس لرحضة بن مؤمل السلمي ، وله يقول :
.............
أليس أحق الناس أن يشهد الوغا
وأن يقتل الأبطال ضخم على ضـخم
27-طلقة:
..........
فرس صخر بن عمرو بن الشريد السلمي أخي الخنساء، وقالت الخنساء .
وخــيـل قــد دلـفت لهــــا بخـيـل
فـــــــدارت بــيــن كـبــــشــيـهـا
رحالهاتكـفت فضل سابغـة دلاص
خـيـفـــــــاة خــفــق حـشــــاها
فقد فقدتك طلقة فاستــــــرحت
فـلـيت الخـيـل فـــارسها يراهــا
28-العبيُد: للعباس بن مرداس السلمي قال فيها :
............
ولم أق عجلي في الصباح رماحهم
وحـق طـعـان الـقـوم من كان أول
29-علوى : لخفاف بن ندبة السلمي قال فيها :
............
وقفت له علوى وقد خام صحبتي
لأبـنـي مـجـداً أو لأثـأر هـالكــاً
30- الغمر : فرس جحاف بن حكيم السلمي ، وله يقول :
...........
ولمــا أتـــانـي أن بـشـــراً أثـــابـه
أبو الجهم والساقان في حلق سُمر
بذُلت لـه الغمــر الجـواد ولـن ترى
مــطـيـة حــرب مـثـل منـتـخب غمر
31- القريط : لبني سُليم ، قال العباس بن مرداس السلمي:
............
بـين الحـمـالة والـقــريط فـقـد
أنـجـبـت مـن أم ومــن فـحـل
32- كزاز : للحصين بن علقمة الذكواني السلمي وهو حصين الفوارس قال فيها :
..........
عــدلت كـــزاز لصــدر اللطـيم
حـتـــى كـأنــهــــا فــي قــــرن
وأيـقـنــت أني امـــرؤ هـالـك
فأخطرت نفسي الثناء الحسن
تركت فضالة في مـعـرك
يعـالـج أسـمـر مثـل الشـطــن
وهــن بنـا شـرب فـي الغبــار
يعدون عدو إفـال الـسـنن
33-اللكاع : فارسه زيد بن عباس بن عامر الرعلي .
............
34- مسفوح : لصخر بن الحارث بن عمرو بن الشريد السلمي ، قال فيه :
.............
فأحمل مسفوحاً عليهم فلم يخم
وقد عجزت هدل الشفاه عن الفم
إذا حبسونا في مضيق رمـيـتهـم
بقرحته ، وفـــارس غيــر مـحــجـم
35- مُصاد : فرس نبيشة بن حبيب قاتل ريعة بن مكدم ، وقال فيه :
...........
نصـبـت مصـادا لصــدر اللـطيـم
حــتـى كـأنـهــمـــا فـي قــرن
36- المُصبح : فرس عوف بن الكاهن السلمي ، وقال فيه :
..............
نصبـت لهـم صدر المصبح بعدما
تـدارك ركـض مـنـهـم متـعـــاجل
تواصوا به كي يعـقروه وقد رأوا
أخاهم على الكفين والرأس مائل
37-الوَرْدُ :
............
لصخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد السلمي قال في يوم بني أسدحين طُعن:
وجـــاءت تـهـز السمـهـــري كتيبةُُ
عزيـز عـلى المـرء الجبـان نزالهــا
معــــودة يـــــوم النســـار وبعــده
إذا ابرق بالمـوت يصــدق خالهــا
حملت عليها الورد حتــى تـبددت
تخــر مـن الـركض الحثيث نعالهــا
38- الورد :
............
لخالد بن صريم السلمي ، قال أخوه يمنُ عليه ، وأسره بنو النابغة من بني نصر بن معاوية ، فأنفلت على فرس لهم ، وأخذو فرسه فقال ابن صريم :
ظــل طرادي يوم عائذ ( وجرة)
سراة بني زعـب لـديك وعـامرا
هم سلبوك الدرع والمح فيهـم
وهـم بدلوك الورد شقـرا عـاقرا
--------
أفــضـل رجال الولايات في عهد عمر – مـن بنـي سُلـَيْم
حـــدث أن عــــــمـربن الخطاب - رضــي الله عـــــنـة- أرســل كـُــتــب إلــى ولاته على الكوفة والبــــصرة ومــــصر والــــــشـــــام أن ابــــعـــثـــوا إلي مــن كــــل بــــلـد بأفــضـلـه رجـلاً فبعث كل والي برجل من بني سُليم وهم كالتالي :
بـــعـث أهـل الــــشـــام:بـأبـي الأعــــــــــــــــور الـــسلمي .
وبـعـث أهـل البصـــــــرة: بـمـجا شع بـن مـــسـعـــود السلمي .
وبـعـث أهـل مـــصـــــــر: بمـعـن بـن يزيـد بـن الأخنــس السلمي .
وهذا إن كان يدل على شيء فإنما يدل على همة رجال بني سُليم العالية وتفانيهم في خدمة الإسلام والمسلمين .
--------
بني سُليم وفتح مكة :
لقد شارك بني سُليم في فتح مكه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد التقـوا بني سُليـم بالـرسول صلى الله عليـة وسلـم وهــو يسيـر حـيـن هبــط المشـلل _ وادي قديد _ وبنو سُليم في آلة الحرب ، والحديد ظاهر عليهم ، والخيل تنازعهم الأعنة ، فصفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى جنبه أبو بكر وعمر ، وكانت رايتهم حمرا فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا عيينة هذه بنو سُليم قد حضرت بما ترى من العدة والعدد . فقال عيينة : يا رسول الله جاءهم داعيك ولم يأتني . ثم حدث بينه وبين العباس بن مرداس كلام شديد .
وقد كان عدد بنو سُليم يربوا على الألف مقاتل وقد كان لواءهم أحمر وقدمهم الرسول صلى الله علية وسلم على القبائل وأمر عليهم خالد بن الوليد رضي الله عنه .
وفي هذا قال العباس بن مرداس رضي الله عنه :
فإن تـك قــد أمـرت في القوم خالـداً
و قـــــدمتــه فـــإنه قـــد تقــــدمــــا
بجنــد هــــــــداه الله أنــت أمـيـــــره
تصيب به في الحق من كان أظلمــا
حلفــت يمـيـنــــــاً بـــرة لمــحمــــــد
فأكملتهـا ألفــاً من الخيـــل ملجمــا
وقــــــال نبــي المؤمنيــن تقدمـــــوا
و حب إلينــا أن نكــون المقــــــدمــا
أهم شخصيات بنو سليم:.
الحجاج بن علاط السلمي (رضي الله عنه)
وكيف مكر بزعماء قريش
...............................................
قال ابن إسحاق : لما فتحت خيبر وأنزل الله هزيمته على من بها من اليهود كلم النبي – صـلى الله عـليه وسلم - الصحابي " الحجاج بن علاط البهزي السلمي" فقال : يا رسول الله إن لي بمكة مـالاً عـند صـاحبتي ( زوجته ) أم شيـبه بنت أبى طلحه القرشية وكانت عنده وله منها ولد أسمه معرض بن الحجاج ، وقال لي مال متفرق في تجار أهل مكة فأذن لي يا رسول الله . فأذن له رسول الله – صلى الله عليه وسلم- . فقال الحجاج : خرجت حتى إذا قدمت مكة وجدت بثينة البيضاء رجالاً من قريش يتسمعون الأخبار ويسألون عن أمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وقد بلغهم إنه سار إلى خيبر وقد عرفوا إنهاء قرية الحجاز ريفاً ومنعه ورجالاً، فهم يتحسسون الأخبار ويسألون الركبان فلما رأوني قالوا: الحجاج بن علاط ، ولم يكونوا علما بإسلامي – عنده والله الخبر- أخبرنا يا أبا محمد فأنه قد بلغنا إن القاطع قد سار إلى خيبر وهي بلد يهود وريف الحجاز. قال : قلت : بلغني ذلك وعندي من الخبر ما يسركم قال: فألتبطوا بجنبي ناقتي يقول : بعضهم : إيه يا حجاج ، قال: قلت : هزم هزيمتاً لم تسمعوا بمثلها قط وقتل أصحابه قتلاً لم تسمعوا بمثله قط و أسر محمد أسرا ، وقالوا (أي اليهود) : لا نقتله حتى نبعث به إلى أهل مكة فيقتلوه بين أضهرهم بمن كان أصاب من رجالهم . قال : فقاموا وصاحوا بمكة وقالوا : قد جاءكم الخبر وهذا محمد إنما تنتظرون أن يقدم به عليكم فيقتل بين أظهركم ، قال : قلت : أعينوني على جمع مالي بمكة وعلى غرمائي فإني أُريد أن أقدم خيبر ، فأصيب من فيئي محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار إلى هناك . قال الحجاج فقاموا فجمعوا لي مالي في أسرع جمع سمعت به ، ثم جئت صاحبتي فقلت لهاء : مالي وقد كان لي عندها مال موضوع، لعلي الحق بخيبر فأصيب من فرص البيع قبل أن يسبقني التجار . قال: فلما سمع العباس بن عبد المطلب وجاءه عني ، أقبل حتى وقف إلى جنبي وأنا في خيمة من خيام التجار فقال يا حجاج : ما هذا الخبر الذي جئت به ؟ فقلت : هل عندك حفظ لما أضع عندك ؟ قال العباس نعم . فقلت له : فأ ستأخر عني حتى ألقاك على خلا فأني في جمع مالي كما ترى ، فأنصرف عني حتى أفرغ ، حتى إذا فرغت من جمع مالي كله في مكة وأجمعت على الخروج فلما خرجت لقيت العباس فقلت له : أحفظ عليه حديثي يا أبى الفضل فأني أخشى الطلب ثلاثاً ( ثلاثة أيام) ، ثم قل ما شئت ، قال العباس لي : نعم أفعل. قلت له : فإني والله لقد تركت ابن أخيك عريساً على بني ملكهم ( يعني صفية بنت حيي بن أخطب ) من اليهود في خيبر وانتثل أي استخرج ما فيها وصارت له ولأصحابه . فقال : ما تقول يا حجاج ؟ قال قلت : أي والله فأكتم عني ولقد أسلمت وما جئت إلا لآخذ مالي فرقا من أن أُغلب عليه ، فإذا مضت ثلاث فأظهر أمرك فهو والله على ما تحب . فلما مرت الثلاث أيام فجرها العباس في قريش فقالوا له : من جاءك بالخبر، قال لهم الذي جاء به ولقد دخل عليكم مسلماً فأخذ ماله فأنطلق ليلحق بمحمد وأصحابه فيكون معه . قالوا: يا لعباد الله انفلت منا آما والله لو علمنا لكان لنا معه شأن.
قصة الجحاف السلمي مع الأخطل الشاعرالتغلبي
كانت بنو تغـلب قـد قتلت عـمير بن الحباب السلمي (مـن بني سليم)، بعدها صادف أن قدم الأخطل التغلبي الشاعر الشهير على الخليفة عبد الملك بن مروان الأموي في دمشق وكان الجحاف بن حكيم السلمي جالساً عنده ، وقـد كان يجيد الشعـر ومـن الصحابة والفـرسان المشهورين ،فأنشد الأخطـل قائلاً :
ألا سائل الجحاف هل هو ثائر
بقتلى أصيبت من سليم وعامر ؟
عامر يقصد بن عامر بن صعصة من( هوازن بن منصور).
فلم يرد الجحاف السلمي بأي شعر أمام الخليفة، وقد عرف أن الرد لا ينفع إلا بحد السيف مادام قد عيره الأخطل علنا في حضرة الخليفة،فخرج الجحاف السلمي غاضباً يجـر مـطــرفه فقـال عبد الـملك بن مـــروان للأخطـل : ويحك أغـضبته به وأخلق أن يجلب عليك وعلى قومـك شراً ،فكتب بالجحاف عهداً لنفسه من عبد الملك ، ثم ذهب إلى قـومه من سليم ودعاهـم للخروج معـه ، فلما وصل مـعهم إلى البشر وهـو موضع لتغـلب نادى فرسان سليم وقص عليهم ماحدث له مـن الأخطل أمـام الخليفة ، ثـم قال لهـم : قاتلـوا عـن أحسابكم أو موتوا فأغاروا على بن تغـلب بالبشـر وقتـلوا منهـم مقـتلة عظيمـة ، ثـم قـال الجحـاف يجـيب الأخطل :
أبا مالك هل لمتني إذ حضضتنـي
على الثار أم هل لامني منك لائمي
متى تدعنني أخرى أجبك بمثلهـا
وأنت امــرؤ بالـحـق لـست بقــــائــم
فقدم الاخطل التغلبي على الخليفة عبد الملك بن مروان فلما مثل بين يديه أنشاء يقول:
لقـد أوقع الجحاف بالبشر وقعـة
إلى الله منها المشتكى والمعول
فـإن لم تغـيرهـا قريش بعد لـها
يكن عن قريش مستماز ومزحــل
فلما طلب عبد الملك بن مروان الجحاف السلمي ليقتص منه في قتلى بني تغـلب هـرب إلى بلاد الروم ثـم بعـد فترة استأمن ورجـع إلى قومـه، وقيل أنه تنسك نسكاً صحيحاً ومال إلى العبادة وتاب الله عليه.
شــاعــــرة بـني سـُليــــــم
الخـنـســــــاء – رضـي الله عـنهـــا
.......................................
هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتـفاخـر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فـرسـان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ،ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. وقد طغت شهرتها على النساء قديماً وحديثاً. وتوفية سنة 664
للميلاد.
من شعرها ترثي اخاها صخر :
:قــذى بـعـــينـك أم بالعـيـن عــــــوار
أم أقفـرت إذ خلت من أهلها الـــدارُ
كـأن عـيـنـيـك لـذكـراه إذا خـطــــرت
فيض يسيـل عـلى الخـديـن مـدرارا
تبكي لصخر هي العبرى وقـد ولهت
ودونـه مـن جـديــد الـتــرب أستــــار
تبكي خـناس على صخر وحـق لها
إذ رابهـا الدهــــر إن الدهــــر ضـــرار
وقالت أيضاً:
وإن صـخـــراً لمـــــــولانـا وسيـــدنــا
وإن صخــــراً إذا نشــــدت لنحـــــــار
وإن صخــــراً لتـأتــم الهـــــــــداة بــه
كأنــه علـــــم في رأســـــــــه نـــــار
وقالت أيضاً:
أعـينــي جـــــــــوداً ولا تجـمــــــــدا
ألا تــبـكيـــان لـصخــــــر النــــــــدى
ألا تــبـكيـــان الجــــريء الجمـيـــــل
ألا تــبـكيـــان الفـتـــــى السيــــــدا
طويـــــــــــــل النــجــاد رفيـع العماد
وســـــــــــــاد عـشـيرتـه امـــــــــردا
وقالت أيضاً في صخر:
ابـكـي أبا عـمـــرو بعـيـن غـــزيـــرة
قليل إذا تغـــفى العيــون رقــودهــا
وصخـــراً ومــن ذا مثـل صخر إذا بدا
بساحتــه الأبـطـــال قبـــــا يقودهـا
كما قالت في أخيها معاوية لما قتله بنو مرة من (غطفان) ترثيه :
ألا لا أرى فـي الـنـــاس مثل معاوية
إذا طـرقت إحـدى الـليــالي بـداهية
بـداهـية يصغى الكلاب حسيـسهـا
وتـخـــرج مــن ســر الـنجـا عـــلانية
وكـان لـــزاز الـحــــرب عـند شبوبها
إذا شمرت عن ســاقها وهي ذاكية
وقـواد خـيـل نحـــــو أخـرى كـأنــهــا
سعـــال وعـقبـان عـليهــــا زبـانـيـة
بـلـينا وما تبلـى تـعــار ومــــا تــرى
عـلــــى حـــدث الأيــــام كـمـاهـي
فأقـسمـت لا ينفك دمعي وعولتي
عـليـك بـحـزن ما دعا الله داعـيــــة
وقيل للخنساء صفي لنا أخويك صخراً ومعاوية فقالت : كان صخر والله جنت الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر ، وكان معاوية القائل الفاعل ، قيل لها: فأيهما أسمى وأفخر ؟ قالت : أما صخر فحر الشتاء ، وأما معاوية فبرد الهواء وقيل لها فأيهما أوجع وأفجع ؟ قالت : أما صخر فجمر الكبد وأما معاوية فسقام الجسد . وأنشأت تقول:
أســــدان محـــمــــر المخــالب نجـده
بحــــران في الزمـــن الغضـوب الأنمـر
قمـران في النــــادي رفيعــــاً محتدي
فــي الـمجـد فـرعـاً سـؤدد مـتـخـيـــر
لعل هذه السيرة المختصرة للخنساء الشاعرة السلمية العظيمه تكون كافيه وموفيتها حقها .
سلطـان العلمـاء
العــز بن عبد الســلام السلمي
...................................
هو أبو محمد عز الدين ، عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن بن محمد ابن المهذب الدمشقي ، الملقب بسلطان العلماء ، واشتهر بالعز بن عبد السلام ، والسلمي نسبة إلى بني سُليم إحدى القبائل القيسية المشهورة من مضر .
ولـد العـز بن عبد السـلام بدمشــق ونشــأ بهــا ، ومـولده كــان سنـة 577هـ أو 578هـ.
وقد وصف العز بن عبد السلام بأنه (( رزق قسامة في الوجه ونعومة الأسارير ، فهو مقبول الصورة ، وكان مع ذلك جليلاً ، وكان قوي الشخصية ، ومع ذلك كان متواضعاً في مظهره بعيداً عن التكلف ، لايتأنق لكذب الحشمة ومألوف الوقار ، حتى لم يكن يتقيد بلبس العمة على عادة العلماء والفقهاء ، بل ربما لبس قبع لباد ( طاقية الصوف ) وكان يحضر المواكب السلطانية به.
وقد روى الأستاذ خير الدين الزركلي أن من أمثال مصر القديمة قولهم : ( ما انت إلا من العوام ولو كنت ابن عبد السلام ) ، وقال عنه أبو محمد عبد الله بن سعد اليافعي في كتابة (( مراة الجنان)) : (ومرتبته في العلوم الظاهرة مع السابقين في الرعيل الأول).
وقد تفقه على فخر الدين بن عساكر ، والقاضي جمال الدين بن الحرستاني ، وقــراء الأصول على الآمدي ، وبرع في الفقة والأصول العربية ، وفاق الأقران ، والأضراب ، وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه واختلاف أقوال الناس ومآخذهم ، وقد بلغ رتبة الإجهاد في الفقه ، ورحل إلية الطلاب من سائر البلاد ، وصنف التصانيف المفيدة ، وروى عنة الدمياطي وخرج لة أربعين حديثاً ، وروى له ابن دقيق العيد ، وهو الذي لقبة بسلطان العلماء .
وقد تولى الخطابة والتدريس بزاوية الغزالي ثم بجامع الأموي ، وفي خطابته أزال كثيراً من بدع الخطباء ، ولم يلبس سواداً ولم يسجع في خُطبه ، كان يقولها مسترسلاً، وأجتنب الثناء على الملوك ،إنما كان يدعوا لهم ، وأبطل صلاة الرغائب والنصف من شعبان فوق بينه وبين (( ابن الصلاح)) بسبب ذلك ، وحينما سلم الصالح إسماعيل قلعة ( الشقيف ) و(صفد ) للفرنج ، نال منه الشيخ على المنبر ولم يدع له ، فغضب الملك مــن ذلك وعزلة وسجنة ، ثُم أطلقة ، فتوجة إلى مصر ، فتلقاة صاحب مصر الصالح نجم الدين أيوب وأكرمة وولاة القضاء ، فقام بهمات المنصب خير قيام ، ومكنة (( الصالح)) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم أعتزل القضاء ، وعزلة السلطان من الخطابة ، فلزم بيتة يدرس الناس ،.
قال الشيخ قطب الدين اليونيني : كان مع شدته فيه حسن محاضرة بالنوادر والأشعار ، ولما مرض أرسل إلية الملك الظاهر يقول :إن في أولادك من يصلح لوظائفك؟ فقال :لا ).
وقد انتهى العز بن عبد السلام معرفة المذهب الشافعي مع الزهد والورع ، وقمعه للضلالات والبدع ، وكان قائماً خير قيام بالذب عن السنة ، ولا يقبل الهوادة أو المسايرة فـي ذلك مطلقاً مع أي إنسان ولو كان السلطان .
ولهيته العلمية في النفوس وصلاحه وورعه وتقواه لقب بسلطان العلماء .
وكانت وفاته يرحمه الله بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 660هـ ومشى في جنازته الخاص والعام وشيعه الظاهر ، ولم بلغ وفاته السلطان قال : ( لم يستقـر ملـكـي إلا الساعة ، لأنه- أي العز بن عبد السلام – لو أمر الناس في بما أراد ، لبادروا إلي امتثال أمره).
-------------------------------------------------
صفوان بن المعطل السُلمي
-------------------------------
هو الذي قال فيه أهل الإفك ما قالوا فيه مع عائشة رضي الله عنهما، فبرأهما الله مما قيل فيهما ، وقد أعترض حسان بن ثابت بالسيف لما قذفه به من شعر الإفك وضربه .
ويكنى : أبا عمرو ، ويقال : إنه أسلم قبل المريسيع ، وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها بعدها ، وكان مع كرز بن جابر الفهري في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح النبي – صلى الله عليه وسلم - .
وتحكي لنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فلما كان غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه ، كما كان يصنع ، فخرج سهمي عليهن معه ، فخرج بي رسول الله . قالت : و كان النساء إذ ذاك يأكلن العلق لم يهجهن اللحم فيثقلن ، و كنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي ، ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي فيحملونني ، و يأخذون بأسفل الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير ، فيشدونه بحباله ، ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به . فالت : فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك وجه قافلاً حتى إذا كان قريباً من المدينة نزل منزلاً فبات به بعض الليل ، ثم أذن مؤذن في الناس بالرحيل فارتحل الناس و خرجت لبعض حاجتي ، و في عنقي عقد لي فيه جزع ظفار فلما فرغت انسل من عنقي و لا أدري ، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت التمسه في عنقي فلم أجده ، و قد اخذ الناس في الرحيل ، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه فالتمسته حتى و جدته ، و جاء القوم خلافي الذي كانوا يرحلون لي البعير و قد كانوا فرغوا من رحلته ، فأخذوا الهودج و هم يظنون أني فيه ، كما كنت أصنع ، فاحتملوه فشدوه على البعير ، و لم يشكوا أني فيه ، ثم أخذوا برأس ، البعير فانطلقوا به ، فرجعت إلى العسكر و ما فيه داع و لا مجيب ، قد انطلق الناس قالت : فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني و عرفت أن لو افتقدت لرجع الناس إلي . قالت فو الله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي وأسمه الكامل صفوان بن معطل بن رميضه بن خزاعي بن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم . و كان تأخره بسبب ثقل نومه ، فرأى سوادي فاقبل حتى و قف علي و قد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب ، فلما راني قال : إنا لله و إنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ و أنا متلففة في ثيابي . قال : ما خلفك يرحمك الله ؟ قالت : فما كلمته . ثم قرب إلي البعير فقال : اركبي و استأخر عني . قالت : فركبت و أخذ برأس البعير فانطلق سريعاً يطلب الناس ، فو الله ما أدركنا الناس و ما افتقدت حتى أصبحت ، ونزل الناس ، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي ، فقال أهل ، الإفك ما قالوا ، و ارتج العسكر و والله ما أعلم بشيء من ذلك ، ثم قدمنا المدينة فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة لا يبلغني من ذلك شيء . و قد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أبوي لا يذكرون لي منه قليلاً و لا كثيرا ، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي كنت إذا اشتكيت رحمني و لطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي ، ذلك فأنكرت ذلك منه ، كان إذا دخل علي و عندي أمي تمرضني قال : كيف تيكم ؟ لا يزيد على ذلك ، قالت : حتى وجدت في نفسي ، فقلت : يا رسول الله حين رأيت ما رأيت من جفائه لي : لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني ، قال : لا عليك ، قالت : فانتقلت إلى أمي و لا علم لي بشيء مما كان ، حتى نقهت من وجعي بعد بضع و عشرين ليلة ، و كنا قوماً عرباً لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم ، نعافها و نكرهها ، إنما كنا نخرج في فسح المدينة ، و إنما كانت النساء يخرجن في كل ليلة في حوائجهن ، فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب ابن عبد مناف و كانت أمها ابنة صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم خالة أبي بكر الصديق ، قالت : فو الله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت : تعس مسطح و مسطح لقب و اسمه عوف قالت : فقلت : بئس لعمر و الله ما قلت لرجل من المهاجرين ، و قد شهد بدراً ، قالت : أوما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ، قالت : قلت : و ما الخبر ؟ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك ، قلت أو قد كان هذا ؟ قالت : نعم و الله لقد كان ، قالت : فو الله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ورجعت ، فو الله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي قالت : و قلت لأمي : يغفر الله لك ، تحدث الناس بما تحدثوا يه ، و لا تذكرين لي من ذلك شيئاً ، قالت : أي بنية خففي عليك الشأن ، فو الله لقل ما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا كثرن ، و كثر الناس عليها ، قالت : و قد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فخطبهم ، و لا أعلم بذلك فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق ، و الله ما علمت عليهم إلا خيراً ، و يقولون ذلك لرجل ، والله ما علمت منه إلا خيرا ، و لا يدخل بيتاً من بيوتي إلا و هو معي قالت : و كان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي ابن سلول . في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح و حمنة بنت جحش ، و ذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لم تكن امرأة من نسائه تناصيني في المنزلة عنده غيرها ، فأما زينب فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيراً ، و أما خمنة فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضادني لأختها ، فشقيت بذلك ، فلما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المقالة قال أسيد بن حضير : يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفيكهم ، و إن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا أمرك فو الله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم قالت فقام سعد بن عبادة ، و كان قبل ذلك يرى رجلاً صالحاً فقال : كذبت لعمر الله ، ما تضرب . أعناقهم ، أما و الله ما قلت هذه المقالة إلا إنك قد عرفت أنهم من الخزرج ؟ و لو كانوا من قومك ما قلت هذا فقال : أسيد بن حضير كذبت لعمر الله ، ولكنك منافق تجادل عن المنافقين . قالت : و تثاور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس و الخزرج شر ، و نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما ، فأما أسامة فأثنى علي خيراً ، ثم قال : يا رسول الله أهلك و ما نعلم منهم إلا خيراً ، و هذا الكذب و الباطل . و أما علي فإنه قال : يا رسول الله إن النساء لكثير ، و إنك لقادر على أن تستخلف ، أرسل الجارية فإنها ستصدقك . فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة يسألها قالت : فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا و يقول : أصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فتقول : و الله ما أعلم إلا خيراً ، و ما كنت أعيب على عائشة شيئاً إلا أني كنت أعجن عجيني فأمرها أن تحفظه فتنام عنه ، فتأتي الشاة فتأكله . قالت : ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم و عندي أبواي ، و عندي امرأة من الأنصار ، و أنا أبكي و هي تبكي ، فجلس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس ، فأتقي الله و إن كنت قد قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله ، فإن الله يقبل التوبة عن عباده . قالت : فو الله إن هو إلا أن قال لي ذاك فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا ، وانتظرت أبواي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما . قالت : و أيم الله لأنا أحقر في نفسي و أصغر شأناً من أن ينزل الله في قراناً يقرأ به و يصلى به ، و لكني كانت أرجو أن يرى النبي في نومه شيئاً يكذب الله به عني ، لما يعلم من براءتي و يخبر خبراً ، و أما قرآناً ينزل في فو الله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك ، فالت : فلما لم أر أبوي يتكتمان قلت لهما : ألا تجيبان رسول الله ؟ فقالا : و الله ما ندري بما نجيبه . قالت : و والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام ، قالت : فلما استعجما علي ، استعبرت فبكيت ؟ ثم قلت : و الله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبداً ، و الله إني لأعلم لئن أقررت بما يقول الناس ، و الله يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن ، و لئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني ، قالت : ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره ، فقلت : و لكن سأقول كما قال أبو يوسف " فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون " قال : فو الله ما برح رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه حتى تغشاه من الله ما كأن يتغشاه ، فسمجى بثوبه و وضعت وسادة من أدم تحت رأسه ، فأما أنا حين رأيت من ذلك رأيت ، فوا الله ما فزعت ، و ما باليت ، قد عرفت أني بريئة ، و أن الله غير ظالمي ، و أما أبواي فو الذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما فرقاً من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس . قالت : ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلس و انه ليتحدر من و جهه مثل الجمان ، في يوم شات ، فجعل يمسح العرق عن وجهه و يقول : أبشري يا عائشة قد أنزل الله عز وجل براءتك .
قالت : قلت : الحمد لله . ثم خرج إلى الناس فخطبهم و تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من القران في ذلك ، ثم أمر بمسطح بن أثاثة و حسان بن ثابت و حفنة بنت جحش وكانوا ممن أفص بالفاحشة فضربوا حدهم .
و قد ذكر ابن اسحاق أن حسان بن ثابت قال شعراً يهجو فيه صفوان بن المعطل وجماعة من قريش ممن تخاصم على الماء من أصحاب جهجهاه كما تقدم أوله هي :
أمسى الـجلابيب قـد عــزوا و قـد كثــروا
وابــن الفــريعة أمــسى بـيــضــة البـلـــد
قــد ثـكـلــت أمــة مــن كـنـت صـاحـبـه
أو كــــــان منـتـشيـاً فـي بــرثن الأســــد
مـا لـقــتـــيـــلي الــذي أعـــدو فـآخــذه
مـن ديـــة فـيـه يـعــطــــــاهـا و لا أقـود
ما البحــر حيــن تـهــب الــريح شــامية
فيـغـــطــئل و يــرمـي العــبــر بالــزبــد
يـومـا بـأغلـــب مــني حــيـن تــبـصرني
مـل غـيـظ أفـري كـفـري العـارض الــبرد
أمـــا قــريـــش فــإنــي لا أســا لـمــهــا
حـتــى يـنــيـبـوا مـن الـغـيـات للـرشـــد
ويـتـــركـوا الـــلات و الـعــزى بمـعـزلــة
و يسجــدوا كـلـهــم للــواحــد الصـــمـــد
ويشهـــدوا أن مــــا قال الرسـول لهم حق
فيـــــوفـــــوا بـحــــق الله و الـــوكــــــد
فاعترضه صفوان بن المعطل فضربه بالسيف و هو يقول :
تلق ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر
وذكر أن ثابت بن قيس بن شماس أخذ صفوان حين ضرب حسان فشد و ثاقاً ، فلقيه عبد الله بن رواحة فقال : ما هذا ؟ فقال : ضرب حسان بالسيف . فقال عبد الله : هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك ؟ قال : لا . فأطلقه ، ثم أتوا كلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن المعطل : يا رسول الله آذاني و هجاني ، فاحتملني الغضب فضربته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا حسان أتشوهت على قومي إذ هداهم الله . ثم قال : أحسن يا حسان فيما أصابك . فقال : هي لك يا رسول الله . فعوضه منها بيرحاء التي تصدق بها أبو طلحة و جارية قبطية ، يقال لها : سيرين ، جاءه منها ابنه عبد الرحمن . قال : و كانت عائشة تقول سئل عن ابن المعطل فوجد رجلاً حصوراً ما يأتي النساء .
وقد قتل صفوان في غزوة أرمينية شهيداً ، وأميرهم يومئذ عثمان بن أبي العاص سنة 19 هـ في خلافة عمر رضي الله عنه . وقد كان خيراً فاضلاً شجاعا بطلاً رضي الله عنه وأرضاه.