عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 15-Feb-2005, 02:25 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
salehwafi
عضو
إحصائية العضو





التوقيت


salehwafi غير متواجد حالياً

افتراضي قطعة الخبز ... جسدي ... وغصن الزيتون

بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة مشرفي الموقع , اضيف هذه القطعة الشعرية للدخول بها في المسابقة الشعرية المنظمة من قبلكم , ارجو ان تنال اعجابكم .

(( 1 ))
* (( قطعة الخبز ... جسدي ... وغصن الزيتون )) *

بقلم / صالح الشارف عبدالوافي الزائدي طرابلس / ليبيا

* في جينين
اجهض الجنين
ذبح الوليد
قتل ابن الشهيد
التقيتها
هي طفلة في عمر الزهور
سألتها ... قالت

* وأنا ايضا ابحث عن أمي وأبي وأخي
ابحث عن كل أهلي
أين انت يأمي
اين أنت أبي
اين انت يأخي

* يأهل يعرب
إبحثوا معي عن أمي وأبي وأخي
قالوا إنهم في السجون
قالوا إنهم بالأغلال مكبلون
وآخرون قالوا إنهم تحت الأنقاض مدفونون
أترضون يابن يعرب أن تحضوا بحنان الأم والأب والأخ
وأمي وأبي وأخي في جينين محاصرون

* أخي العربي انت في أحضان الدفء مدفون
وأمي وأبي وأخي تحت الأنقاض
يلفظون أنفاسهم الأخيرة في جينين
قد ردموا برصاصات ابن صهيون

* أنت ...
أنت تشرب ماء
تشرب عصيرا
تشرب خليطا
تأكل أرزا
تشوي لحما
وأنا أبحث عن أمي وأبي
وفي يدي قطعة خبزا أنتشلتها من بين الأنقاض في جينين

* أنت تأكل خبزا طازجا
تشرب ماءا باردا
وأنا آكل خبزا بدون ماء
ولكني وسط جتث الشهداء
نسيت شرب الماء باحثا عن أمي وأبي بين جتث الشهداء

* هاهي طفلة المهد الصغيرة تحتضن لعبتها
مبتسمة لمستقبلها
فاجئتها رصاصة غادرة في جبهتها

* هاهو طفل صغير مكب وفي يده قلم
سطر به سطوره الأخيرة بمداد من دمه
إتأرو لأمي ... إثاروا لأبي ... إثاروا لي ...
إثأروا لفلسطين
حرروا قدسكم أولى القبلتين , وتالث الحرمين
ومسرى رسول العالمين

* يدان صغيرتان فوق الثرى
والجسد مدفون
قابضتان على وريقة بها رسم طفولي
لحمامة سلام وغصن زيتون
رسالة كانت لليهود أبناء صهيون
أستشهد الرسام
وبقى الرسم شاهدا لكل العصور
إننا دعاة سلام وأصحاب حق , فكيف لا نثور

* لا أريد لأمي وأبي أن يكونا مسجونين
ولا أريد أن أراهما خلف القضبان مكبلين
إني أريدهما أحرارا في الحياة
أو شهداء أحياء
كما قال رب السماء

* إني أسمع زغرودة فهل تسمعون
هذه أم ... ربما وجدت إبنها أو إبنتها
بل ربما زوجها شهيدا في جينين

* نحن لفلسطين وهبنا الحياة
وأمهاتنا لا تلطم الخدود ولا تشق الجيوب
ولكنها ترسل زغاريد الفرح لشهيدها الحبيب

* الجنين في بطن أمه في جينين
يطلب الولادة
ليحمل بندقية
ليطلق رصاصة
حتى يفوز بالشهادة

* اختي تناديني ... صبرا ... صبرا
نعم أنا صبرا وأختي شاتيلا
أراد والدينا أن يؤرخا لحدثا مؤلما
فكنت أنا صبرا وكانت أختي شاتيلا
أستشهد الكل ولم نستشهد
لأننا حدث والحدث لا يموت ولا يستشهد

* يأهل الهلال والصليب
أوقفوا البحث ... أوقفوا البحث ...
هاهي جتث أبي شهيدا
وهاهي أمي تضم وتحتضن أخي الصغير لينعما بالشهادة
زغرودة أيتها النساء
اطلقوا رصاص الفرح
فقد أستشهد أبي
واستشهدت إمي وأستشهد أخي

* لماذا يأمي حرمتني من الشهادة
وأرسلتني للبحث عن قطعة خبز

* ياللقدر الرهيب
أمي وأبي وأخي تحت الثرى
وانا فوق الثرى أعيش
وهل يتركني ابن صهيون أعيش
وإن تركني فلرغبة طيش

* لا لن أكون مثلهن
أنتظر غيرة ماتت ولن تحى بعد اليوم
ربي حّرم لحم الخنزير ونحن نأكله كل يوم
في سلع واردة ومصنعة نتخم بها البطون
ماتت غيرتنا بشرب الكولا ولعق الكريم كراميل
وأكل كرواسون فرنسا المصنع في مدينة كليرمونت فيرون
وهكذا ماتت غيرة العرب فلن تحي بعد اليوم
قتلت غيرتنا فلن نثأر لشرف دنس , وكرامة أهينت
ولن يكون هناك معتصما ولا صلاح الدين
في أمة تأكل كل يوم منتجات مزجت بدهن من لحم خنزير

* أمي أيها الحضن الدافيء الذي ضاع
أمي يامن تلقمني فتات الخبز وهي تتضور جوعا
إفتقدك ... لمن أحي بعدك
آه يأمي إنني أبحث عن قطعة خبز
وهم يريدون جسدي
ذبحوا حمامة السلام
وأحرقوا غصن الزيتون

* شاتيلا ... أختي لا تمنعيني ... لا تحريميني الشهادة
فأنا لا أريد قطعة الخبز
ولن أكون جسدا غضا
فقط وصيتي
حافظي على حمامة السلام
وأروى غصن الزيتون

* أمي أنتظريني ...
سأكون رفيقتك في جنة الفردوس
مع أخي وأبي
لن أعيش بعد اليوم
ساكون قنبلة جسدية متحركة
سألبس حزام الموت
سأفجر نفسي بنفسي بين من يريدون جسدي
وستكون قطرات دمي رصاص لمن يريدون تدنيس شرفي
سأثر لكم ... وسأثر للجميع
لن أنتظر كما أنتظرتم
ولو إنتظرت ... سيطول إنتظاري
لأن حال العرب قد قال
لن يكون هناك عمرا , ولا معتصما . ولا صلاح الدين , ولا عمر المختار .















رد مع اقتباس