أقول غفر الله لي ولوالداي
في أحد المستشفيات الحكومية وبينما نحن في انتظار الدخول على الطبيب وكان الجمع رهيب وقد ازدحم المكان بالرجال والنساء وكلن يدعو الله أن يجد من يدخله على الطبيب قبل الأخر, وبينما أنا أبحث عن واسطة من هنا وهنالك لعلي أدخل على ذلك الطبيب الذي ذهبت السنون العجاف بشعر رأسه
وقد أنهكني ذلك التسمم الذي عانيت الأمرين منه نتيجة تلك الوجبة السريعة التي حصلت عليها من أحد مطاعم الرياض الملية بالجراثيم وليس ذلك مستغرب ففي كل صيف ومع ذلك الغبار والحر لابد أن يكون هنالك العديد والعديد من الضحايا وكل التحايا للمسؤولين
وبينما أنا سارح الذهن شارد الفكر هل يحق لي رفع قضية على ذلك المطعم أم لا ؟ إذا بذلك الشخص الذي ذكرني بقولة تعالى: (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة ) يقبل علينا ويصاحب ذلك الرجل ممرض تجاوز به كل طوابير المنتظرين وأدخله على الطبيب وشاهدت الطبيب يقفز من مكانة ويتجه نحو ذلك الرجل وبكل سرعة أتت الممرضات وكأن ذلك المريض يحتضر وبعد عدت دقائق خرج ذلك الرجل وهو يبتسم في وجهي وكأنه يقول مسكين يا أبن الجز يره
وحينها تحركت ( اللقافه ) لدي وأمسكت بذلك الممرض الذي كان من أبناء الوطن وقلت : أين النظام لماذا لم يقف ذلك الرجل في الطابور مثل هؤلاء المرضى أم أن مرضه عضال ولا يستطيع الانتظار ؟ فبتسم الممرض وقال : ( عزيزي هذا أمريكي وبشرك مافيه غير العافية بس شويت زكام ) !!!
عندها انجلت عن أفقي تلك النظرة الضبابية التي كانت تعلوني وشاهدت الحقيقة واضحة بأم عيني وقلت آه يا وطن ( ليتني أمريكي الجنسية فأحصل على حقوقي وحقوق غيري )
هل هكذا يعامل أبناء الوطن في وطنهم ؟
أخوتي أعضاء منتدى الهيلا يحزنني أن أشاهد الغريب يقدم على أبن الوطن ويأخذ حقوق المواطن وكأن المواطن غريب في وطنه !
فهل نقول أن تلك الأفعال تعتبر من الكرم ؟ أم احتقار للمواطن ومحاولة تبيان أنه أقل من ذلك الأمريكي ؟
وهل تلك سياسة تقوم عليها الدولة أم أن تلك أفعال واجتهادات شخصية من قبل بعض المسؤولين ؟
أسئلة كثيرة تطرح لماذا وكيف ؟
لكن الجواب لابد أن يكون _لا_ فأبن الوطن الأحق بوطنه والوطن ملك الجميع والغريب سيكون غريب مهما كان ومن كان حتى لو كان من الأمريكان وكفينا شر هيمنة القوى على عقول الضعفاء
أخيرا متى نشعر بأننا في وطننا ياحكومتنا العزيزة؟ فنحن أبناء وطن والوطن للمواطن
أبــــــــن الجـــــــزيــــــــره