اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفاح العضياني
ليس مستحيل أن يرجعوا كما كانوا, خصوصاً عتيبة وسليم وعدوان وفهم.
والأماني لا تأتي بشيء, لابد من العمل بتثقيف الأبناء وترسيخ الإنتماء القيسي في نفوسهم.
كذلك لابد من قتل الحلفين المشؤومين خنذف وشبابة.
|
اشهد ان الااله الا الله وان محمد رسول الله
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، متى قالها عمر بن الخطاب ؟
ومتى صاغ هذه العبارة؟
قالها في مناسبة عظيمة، وفي مرحلة كريمة من مراحل الإسلام.
قالها يوم ذهب يفتح بيت المقدس، وليأخذ مفاتيح بيت المقدس الذي ضيعناه يوم ضيعنا الاعتزاز بالإسلام.
ذهب عمر هناك ليأخذ مفاتيح بيت المقدس، فسمع النصارى بقدوم عمر بن الخطاب الذي ارتجت الدنيا بذكره، والذي اهتزت المعمورة بصيته، والذي إذا ذكر عمر في مجلس كسرى و قيصر يكادان يغمى عليهما من الخوف والفرق.
يا من يرى عمراً تكسوه بردته والزيت أدم له والكوخ مأواه
يهتز كسرى على كرسيه فرقاً من خوفه وملوك الروم تخشاه
عمر الذي ينام على الحصير، ولكن قلوب الطغاة ترجف على عروشهم منه.
عمر الذي يأكل الشعير، ولكن أهل الذهب والفضة يغمون ويدهشون إذا رأوه.
عمر الذي إذا سلك طريقاً سلك الشيطان طريقاً غيره.
عمر الذي عرفه مسلمو الملايو ، ومسلمو الهند ، ومسلمو العراق و السودان ، والأندلس ، وسوف تعرفه الدنيا معرفة تامة عامة.
لما سمع النصارى أنه سوف يأتي ليأخذ مفاتيح بيت المقدس خرجوا لاستقباله في أبهة عظيمة، وخرجت النساء على أسقف المنازل وعلى أسطحة البيوت، وخرج الأطفال في الطرق والسكك.
وأما جيوش المسلمين هناك وقوادها الأربعة فخرجوا في عرض عسكري رائع ما سمعت الدنيا بمثله.
فما هو موكبه الذي أتى به ليأخذ مفاتيح بيت المقدس فيه؟
لا موكب! ظن الناس أنه سوف يأتي في كبار الصحابة، وفي كبار الأنصار والمهاجرين من الصالحين والعلماء، ومن النجوم والنبلاء، لكنه أتى بجمل واحد ومعه خادمه، فمرة عمر يقود الجمل والخادم يركب، ومرة عمر يركب والخادم يقود!
فلما أشرف على بيت المقدس قال الأمراء المسلمون: من هذا؟
لعله بشير يبشر بقدوم أمير المؤمنين.
فاقتربوا منه فإذا هو عمر بن الخطاب ! وقد أتت نوبته، وإذا هو يقود البعير وخادمه على البعير.
فقال عمرو بن العاص : يا أمير المؤمنين الناس في انتظارك والدنيا خرجت لاستقبالك، والناس يسمعون بك وأتيت في هذا الزي؟
فقال عمر قولته الشهيرة التي حفظها الدهر ووعتها الدنيا:
[نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله].
نحن بنينا حضارتنا من لا شي إلا من شي واحد، من لا إله إلا الله.
نحن جئنا من الصحراء، ونحن عرب رحل ليست لنا ثقافة ولا حضارة ولا معرفة ولا قصور ولا دور ولا مناصب ولا سيارات، ثقافتنا لا إله إلا الله، ويفتخرون بالمناصب لأنه لا فخر لهم بلا إله إلا الله، فيبحثون عن هذه المفاخر وهذه المناقب.
أما نحن فقوم أعزنا الله بالإسلام.