[جبل حزنة]

(ياليت قومي يعلمون )

كلام جميل يسطر بماء من ذهب.

ولكن في عصر التقنية الحديثة وسهولة انتقال المعلومات

وغياب الرقابة وضعف الوازع الديني. وعدم وجود العقاب .ومن امن العقاب

أساء الأدب فترى الرضيع والوضيع يتكلمون في أمر العامة . ويتصدرون

المنابر والمجالس. فيسبون هذا و يشتمون هذا و يختلقون بطولات و يروون قصص

وحكايات من نسج الخيال ما انزل الله بها من سلطان. ويدعون أن

الصحابي الجليل منهم.

وان الفارس الهمام منهم, وان القبيلة الفلانية تبعهم, و أن حدودنا كذا

وكذا. فيكذبون ثم يكذبون حتى يصدقوا أنفسهم . ثم ينزلونها في مجلدات

ويوزعونها على المكتبات في غسق الظلام .و تجد المؤلف إما على بند

الأجور و إلا عنده سادسة ابتدائي ومتقاعد من العسكرية .أو مدرس

ابتدائية. ولم يتبحر في علم الأنساب ويضرب كبود الإبل ليبحث عن

الحقيقة , وإنما جالس عند الدلة والتمرة وقريب من الكهله .وحوله بعض الكتب والمجلدات

القديمة فيقتص منها بالمقص ما يوافق هواه أو ما يراه شيخ القبيلة

ويجمع بعض المعلومات من العجزة. فيخرج لنا بديوان ما شاء الله

ولا ديوان البحتري أو مقدمة ابن خلدون.فتتهافت عليه عامة القبيلة لشراء

هذا الديوان في علم الأنساب .ليضعونه على الأرفف في المجالس لا للفائدة

وإنما ليتفاخروا به على القبائل الأخرى.والله بهم عليم . فبصبح الكاتب

ثرياً بعد ما كان لا يجد قوت يومه.ويلبس البشت ويركب افخم السيارات .

وكل يوم مفطحات. و ينتفخ حتى لا تسعه هدومه.

و يصير من الذين يشار لهم بالبنان ومن المقربين الشجعان.

والمغفل لا يدري انه قد خلط الأنساب وغير حدود الله .و إن فيه حساب

اما الى جنة واما نار . فليتقوا الله العامة من الخوض في هذه الأمور

الهامه. و يتركوها للمتخصصين والباحثين الأطهار*



أخوكم في الله / محمد العُمري