صديقتي كانت تعشق زوجها حتى "النخاع" والحب مرتبط لديها بالصفح والتسامح غير القابل لأي حدود أو تقنين ؛ لذلك كانت كل نهايات أخطائه وسقطاته.. وحتى خياناته.. كان لها نهايات سعيدة تعيده إلى تاج قلبها بكل جدارة بعد بضع جرعات من اعتذاراته ومزيج من عصارة العشرة والسنين...
السعادة بالنسبة لها "رادار" يتحكم به صاحب قلبها ومالك مملكتها
من أجله جمعت المال لحقن وجنتيها فهو يحب الوجه الممتلئ وتناولت الكولسترول لأنه يفضلها بدينة، ونفذت بجرأة كل أشكال "التقليعات" والموضة لأنه يحبها دائماً متجددة.. وقطعت علاقتها بأهلها وأقاربها لأنه ينزعج من منافسيه في حبها..
كنت أتهمها بالغباء و"الدونية" وكانت تدعوني بالحقودة صاحبة المثل العنجهية لا تتعجبوا إنها "صداقة عالية الشفافية"..!!
زارتني بالأمس وكانت مختلفة....! حتى صمتها بدا مختلفاً..!
لا أصدق.. ..!!
تلك الهائمة الخاضعة وقفت أمام القاضي تطلب الطلاق.. !؟ وحين رفض المحبوب ؛ أعلنت طلب الخلع "بضم الخاء" وناضلت من أجل الحصول عليه شهوراً طويلة حتى حصلت عليه..
سألتها.. كيف تحول ذاك الحب ألماً.. ؟ كيف أثمرت جنة صبرها علقماً؟؟
قالت بصوت قوي واثق "يكفي.. امتلأت كأسي.. ثم انسكب كل حبي بمجرد قطرة زائدة"!!
أدركت حينها أن للصبر فعلاً نهاية لا يدركها سوى من نسج البداية وتلظى بنار الصبر واكتوى بالهزيمة والقهر..