عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 25-May-2008, 03:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبدالرحمن الهيلوم
عضو
إحصائية العضو







عبدالرحمن الهيلوم غير متواجد حالياً

Arrow حق مشروع لك الكراهيه ويجب التسليم

مساءكم فل وكادي


ار يد أن أنبه أنني أتحفظ على المثل القائل «اللي يحب ما يكره شي» اللهم إلا إذا كان يعني أن المحب يمكن أن يتغاضى عن بعض ما يكره في محبوبه. ذلك لأن الأصل العلمي لهذه المسألة يقول بعكس المثل تماما. إن القدرة على الكراهية تعني من ناحية رفض الكره ، كما أنها تعني ضمنا القدرة على الحب. إن الذي يستطيع أن يكره، هو الذي يمكن أن نحترم حبه وهو يتجاوز كراهيته ليحتويها في حب أرقى. إن كثيراً من المقولات والمزاعم المطروحة على«الساحة هذه الأيام تحت ما يسمى «حوار الأديان»، أو «حب الكل»، هي مقولات مثالية نظرية قد تكون طفلية إذا أحسنا الظن، وقد تكون مناورات ليس وراءها إلا خداع الأضعف. وخاصة إذا أكد عليها الأقوى، دون مسئولية حقيقية، ودون أن يختبر، ودون معاملة المثل..

بعد التسليم بأن الكراهية حق من حقوق الإنسان، وهي من الحقوق السرية حتى الآن، لنا أن نتساءل: من الأولي بممارسة هذا الحق في مساحة مشروعة باعتباره بداية اتخاذ موقف مناسب حفاظا على ذاته، ومن ثم على نوعه؟ الأضعف أم الأقوى؟
إن القوي لا يكلف خاطره أن يكره، فهو قادر على الظلم، وعلى القهر، وعلى القتل، وعلى النفي، وعلى السحق، وعلى الترك، وعلى الإنكار، وعلى الاستغلال، وعلى الاحتقار. يفعل كل ذلك دون تردد.
إن مثل هذا القوي الغبي لا يكلف خاطره أن يكره أصلاً. أما الضعيف الذي لا يملك ما يرد به وجها لوجه. وبالقدر المناسب لما يفعله فيه القوي المتغطرس، فهو يمارس الكراهية باعتبار أنها هي ما يقدر عليه، أو لعلها بداية تحفزه إلى أن يقدر على شيء أكبر.

إن كراهية الضعيف للقوي غير مضمونة العواقب دائما، برغم أنها حق، وأنها واجب. ذلك أنها أحيانا ما تزيد من يمارسها عجزا، وهي أحيانا ما تفجر صاحبها غيظا إذا لم يستطع أن يفجرها في فعل قادر مناسب، وهي أحياناً تستغرق صاحبها حتى يتصور أنها الغاية لا الدافع فيكتفي بها ويكررها «في المحل»، مع كل ذلك فهي تظل حقا من حقوق الإنسان الأضعف خاصة. إذا طلبنا من الضعيف المظلوم المقهور المهان ألا يكره، فإننا نطلب منه أن ينحني ، أو ندعوه إلى أن يستمرئ العبودية، لا أكثر ولا أقل. أعذروني أيها الإخوة الغالين .















رد مع اقتباس