اعود للموضع
قبيلة خثعم قبيلة عريقة وقبيلة قوية
بدايتها كانت حلف بين اخوة من ام واب وهم ابناء (افتل) وقيل اسمه (اقيل) وعندما تحالفوا تسموا خثعما ولهذه التسمية اسباب اختلفوا فيها الرواة فقيل هو جبل اسمه خثعم تحالفوا عنده وقيل جمل لانمار كان بهذا الاسم وقيل بل هو دم تخثعموا به .
المهم ان الحلف في بدايته كان بين الاخوة وهذا لايضير ، وبشكل عام فان انمار تزوج بامرأتين الاولى هي هند والتي منها قبايل خثعم والاخرى هي بجيلة والتي منها قبايل بجيلة (وبني مالك بطن من بجيلة) .
ثم اصبحت خثعم من اقوى القبايل العربية ، فقد كانت مساكنهم من قرب نجران الى تربة شمالا ، والمقصود بتربة هي وادي سحيق يقع في بلاد بجيلة ويمتد لان يدخل في بلاد زهران ثم غامد ثم البقوم وغيرهم .
اما بجيلة فقد كانت منازلهم من تربة الى حدود عدوان وثقيف في الطايف فكانت غالبية السروات وتهامة لبني انمار ، ومرت الايام حتى وقعت الحرب الدامية بين الاخوين (خثعم وبجيلة) وهي حرب (الحدأة) والتي تسببت في افتراقهم عن بعضهم بشكل كلي تقريبا ، فبقيت كل قبيلة منهم تذود عن نفسها بنفسها دون مساعدة الاخر ، وكانت خثعم قبيلة عزيزة الجانب ولها غزوات ووقائع مشهودة كثيرة جدا ، وقد تقاتلت مع قبايل عدة مثل (بني عامر بن صعصعة-سليم-ثقيف-الازد-مذحج-همدان-ابرهة الاشرم) ولقد كانت بيشة(قاعدة خثعم الكبيرة) مقصدا للكثير من الغزاة مماتسبب في حدوث بعض من الاحلاف ، فحالفتهم مذحج ولازال ذلك واضح وجلي الى يومنا هذا متمثلا في قبيلة شمران المذحجة ، وحالفتهم (بني سلول) وقبايل اخرى فاستطونوا مع خثعم بإسم خثعم لاحقيتهم في المنطقة اولا وقوتهم ثانيا ، وتكاثروا مع الزمان حتى اصبح المذحجيون وغيرهم يمتلكون تلك المناطق الى يومنا هذا .
()()()
وعندما مرت بطون الازد (شنوءة-خزاعة-بارق) وغيرهم مهاجرين من اليمن قاتلوا خثعما التي عصفت بها الحروب من كل جهة حتى من ابناء عمومتهم (بجيلة) مماتسبب في تراجعهم عن جزء من اراضيهم وهو مايعرف اليوم بمنطقة الباحة تهامة وسراة ، فقطنت بها قبايل ازد شنوءة (غامد وزهران) ولازالوا .
فظلت خثعم طيلة تاريخها عزيزة الجانب وشبحا مهيبا سواء بكثرة عددهم او بديارهم الواسعة حتى انفصل عنها بطون عظيمة مثل (شهران-ناهس-اكلب) ومرت ناهس ايضا بمنعطافات كثيرة فدخلت في (شهران) فبقي الخثعميون متمسكين باماكنهم متفرقين باسمائهم يجمعه النسب الى يومنا هذا .
سبحان الله العظيم فهذا ايضا ينطلي على بجيلة فلقد انفصلت عنها بطون ضخمة وبقيت مجاورة لها شمالا وشرقا وغربا ولم يحتفظ باسم بجيلة الا (بني مالك بجيلة) ولذلك نقول بأن بجيلة لازالوا متمسكين باراضيهم رغم انفصال عدد من بطونهم الضخمة عنهم اسميا .
وبعد هذه التجارب الطويلة لايزال لخثعم وبجيلة بقايا عظيمة في جزيرة العرب وخارجها فهذه قبيلة خثعم في جنوب البلاد بقبايلها الضخمة شهران وغيرهم وتلك بجيلة بقبايلها الضخمة بني مالك وصهيبة وغيرهم واقول لقد هاجر منهم الالاف في الجاهلية وفي صدر الاسلام وفيما بعده والحمد لله على كل حال .
شكرا اخي ساهر فموضوعك شيق واحببت التوسع فيه قليلا .