عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 08-Dec-2004, 07:06 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فتى الجبل
عضو نشيط
إحصائية العضو






التوقيت


فتى الجبل غير متواجد حالياً

افتراضي تفاصيل الد خول الى العراق

منقول

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-

إن كثيراً من المسلمين اليوم على قناعة تامة بأن الجهاد فرض عين على الأمة لمداهمة العدو أرض المسلمين ، وعلى قناعة أيضاً بحاجة المجاهدين والأمة الإسلامية إلى الرجال الذين يذودون عن هذا الدين وعن دماء المسلمين وأعراضهم .

إلا أن هذه القناعة لم يكتب لها أن تترجم من قبل أكثر المسلمين لتكون عملاً يثمر التحاقهم بأرض المعركة ، بل تتبدد تلك القناعة وتضمحل عندما يعرض لها أول سؤال مفاده : أين الطريق إلى أرض الجهاد ؟ كيف نصل إلى أرض المعركة ؟ ، والإجابة العملية على هذا السؤال لدى الكثير من أبناء المسلمين ، ليس الإصرار والبحث عن الطريق ، إنما القعود وترك البحث وخداع النفس بأن هذا هو العذر أمام الله .

وسأتكلم هنا عن طريق الجهاد وكيف تصل الأمة إليه ، وما مفهوم الطريق .

إن الجهاد اليوم يعد هو الوحش المرعب الذي يقض مضاجع اليهود والصليبيين ، وهو الغول الذي يهدد العالم وحضارته وأمنه كما يحلوا للصليبيين تسميته ، وبما أن هذه هي الصورة التي يصور بها العالم الجهاد ، فلا يظن المسلم أنه سيصل إلى أرض الجهاد بكل يسر وسهولة كلا ، بل إنه معرض لمخاطر ينبغي عليه أن يقتحمها ليصل إلى أرض الجهاد ، ولا يتوقع أحد من
المسلمين اليوم أن عدوه سيفرش له طريق الجهاد بالورود والرياحين ليقول له أقبل أقبل لرضى الله والجنة ، إن من يظن بعدوه هذا فهو مغفل لا يعرف طبيعة عدوه ولا يعرف حقيقة عدوه من كتاب الله سبحانه وتعالى حيث قال} ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا {فهم يعملون ليل نهار ليصدوا الذين آمنوا عن دينهم وعن الجهاد .

وليس ما سبق هو تثبيط لهمم الرجال التي تتوق إلى الجهاد أبداً ، ولكنه تقريب للصورة التي ينبغي أن يضعها المسلم في ذهنه قبل الانطلاق إلى طريق الجهاد ، وليعلم كل من حدث نفسه بالذهاب إلى الجهاد ، بأن حديث النفس وحده لا يكفي ليكون لك عذراً أمام الله ، نعم حديث النفس ينفي عنك النفاق ، ولكن العذر بترك الجهاد يحتاج إلى ما بعد تحديث النفس ، وليعلم شباب الأمة أيضاً أن الصادقين قبلهم قد حاولوا وبذلوا الاستطاعة ودخلوا إلى أرض الجهاد ولكن بعد ماذا ؟
بعدما تعبوا وخافوا وطوردوا ، صدقوا الله فوصلوا .

ومن أجل ذلك فقد عد الله سبحانه وتعالى طريق الجهاد وحده جهاداً منفرداً ، لذا رتب الله عليه أعظم الأجر والثواب ، وعد من خرج إلى الجهاد بأنه مجاهد ولو مات مات شهيداً ، كل ذلك الفضل والثواب يأتي تحفيزاً لرجال الأمة على الجهاد ، فالمجاهد ماذا يريد من جهاده ؟ إنه يريد من جهاده إحدى الحسنيين ، إما النصر أو الشهادة ، فإذا نال إحداهما فقد انتصر ، لذا بين الله
سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم ، أن من خرج للجهاد فإنه سينال إحدى الحسنيين ..
قال الله تعالى} ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما {فبين الله في هذه الآية أن من يخرج للجهاد فإنه سيجد مراغماً مكاناً يأوي إليه وسعة في الرزق ، وإن أدركه الموت فقد وقع أجره على الكريم الذي لن يجازيه بما دون جنة الخلد ، وقال الله أيضاً} والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله لهو خير الرازقين{ ويبين الله تعالى في هذه الآية لمن خرج للجهاد أنه إما أن يقتل أو يموت وفي كلا الحالين فقد وعده الله رزقاً حسناً ..

وقال تعالى: ( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) وفي هذه الآية يبين الله تعالى أيضاً أنه سيرزق المجاهد ويعطيه رزقاً حسناً وليس هذا هو الأجر وحده ، لأن أجر الآخرة هو أكبر حتى لو فات الرزق الحسن في الدنيا لحكمة يعلمها الله تعالى .

وفي السنة يوضح الرسول صلى الله عليه و سلم هذا الأمر بأوضح عبارة وأجمل بيان ، ويقرب للعبد الصورة بعرض احتمالات المصاب ليهيج النفوس على الخروج إلى الجهاد ، فيقول كما جاء عند أبي داود وغيره عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( من فصل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد أو وقصه فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وإن له الجنة ) قال ابن مفلح في الفروع فيه بقية مختلف فيه إلا أنه حديث حسن إن شاء الله ، وقال ابن أبي عاصم إسناده حسن لغيره ، وقال الحاكم على شرط مسلم ، وهذا الإسناد فيه بقية وعبد الرحمن بن ثوبان وهما ضعيفان ، إلا أنه يعتضد بما جاء عند البيهقي في سننه قال عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن الله عز وجل قال من انتدب خارجا
في سبيل الله ابتغاء وجهه وتصديق وعده وإيمانا برسالاته على الله ضامن فإما يتوفاه الله في الجيش بأي حتف شاء فيدخله الجنة ، وإما يسيح في ضمان الله وإن طالت غيبته ثم يرده إلى أهله سالما مع ما نال من أجر و غنيمة قال ومن فصل في سبيل الله فمات أو قتل يعني فهو شهيد أو وقصة فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وله
الجنة ) و يعتضد أيضاً بما رواه أحمد عن عبد الله بن عتيك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله عز وجل ثم قال بأصابعه هؤلاء الثلاث الوسطى والسبابة والإبهام فجمعهن وقال وأين المجاهدون فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله تعالى أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله عز وجل ) وهذا أيضاً فيه محمد بن إسحاق ، إلا أن الآيات المتقدمة تعضد الأحاديث ولا تعارضها ، وقد فهم البخاري ذلك وبوب عليه في صحيحه وقال باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم وقوله تعالى: ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) وقع : وجب ، قال ابن حجر : ( فهو منهم ) " أي من المجاهدين, قوله ( ثم يدركه الموت ) أعم من أن يكون بقتل أو وقوع من دابته وغير ذلك فتناسب الآية الترجمة , وقد روى الطبري من طريق سعيد بن جبير والسدي وغيرهما أن الآية نزلت في رجل كان مسلما مقيما بمكة ,فلما سمع قوله تعالى: ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) قال لأهله وهو مريض
أخرجوني إلى جهة المدينة فأخرجوه فمات في الطريق , فنزلت , واسمه ضمرة على الصحيح ,وقد أوضحت ذلك في كتابي في الصحابة . قوله : ( وقع : وجب ) قال : قوله فقد وقع أجره على الله أي وجب ثوابه " أهـ كلام ابن جحر رحمه الله مختصراً .


فهذا ثواب الطريق إلى الجهاد فكيف يكون ثواب الجهاد نفسه ، ولم يجعل الله ثواب الطريق إلى الجهاد بهذه الدرجة من الضمان إلا لأنه يعلم أن الطريق إلى الجهاد شاق لأمرين ، أولاً : لأنه أول الصعوبات التي يواجهها المجاهد حينما يفارق الأهل والمال ولم تعتد نفسه المشقة ،
وثانياً :لأن قطع العدو لطريق الجهاد على المسلمين أسهل عليه من قتل المجاهدين بعدما يأخذوا حذرهم وأسلحتهم .

وشحذا للهمم ، وشحناً للنفوس رتب الله على طريق الجهاد هذا الأجر العظيم وضمن أيضاً للمجاهد الأجر ضماناً لا يتطرق إليه الشك كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهادا في سبيلي وإيمانا بي وتصديقا برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه
الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة .. الحديث ) فهذا الضمان الأكيد من الله سبحانه وتعالى لمن خرج في سبيله ، يدل دلالة واضحة على أن الخروج إلى الجهاد شاق على الأنفس ومحفوف بالمخاطر لذا سهل الله هذه الصعاب وخففها بذلك الأجر العظيم .

وبناءً على ذلك يا عبد الله إن كنت ممن يحدث نفسه حقاً بالجهاد فإياك أن تقف عند التحديث وحده فقط فهذا لا يعذرك أمام الله بترك الخروج للجهاد بما أنك قادر على الخروج أو قادر حتى على المحاولة المحتملة للنجاح ، فحاول واسلك طريق الجهاد ، والذين وصلوا إلى الجهاد لم يكونوا أصحاب خوارق إنما حاولوا ويسر الله لهم وأخذ عنهم العيون والأسماع وعبروا إلى ساحات الجهاد .

وما أكثر الطرق إلى الجهاد فهذه أفغانستان تحدها باكستان وإيران و أوزبكستان وطاجكستان و تركمانستان والصين ، وكذلك الشيشان تحدها جورجيا وداغستان وأنغوشيا وروسيا ، وفلسطين تحدها مصر والأردن ولبنان وسوريا ، وكشمير تحدها باكستان والهند ، وأندونيسيا تحدها البحار من كل اتجاه ، وأرتريا تحدها السودان وأثيوبيا والبحر الأحمر ، وانظر إلى الفلبين ومقدونيا وغيرها من ساحات الجهاد لها طرق كثيرة يستحيل أن يعدم العبد الحريص على الجهاد من تلك الطرق كلها ، ففكر وستصل بإذن الله تعالى .


وبما أن أمتنا أمة المليار فلو حاول مليون من المسلمين الوصول إلى ساحات الجهاد لوصل منهم بالتأكيد مائة ألف مجاهد ، وهؤلاء تقوم الكفاية بهم بإذن الله تعالى في ساحات الجهاد .

ولكن الأمة كلها أعرضت عن الجهاد وتذرعت بأن الطريق مغلق ، والله سبحانه وتعالى قد قطع أعذارنا وجعل أجر من مات في الطريق أو قتل فهو شهيد ، إلا أننا لا زلنا نبحث عن أعذار أخرى للتسويف والتخلف نسأل الله ألا يجعلنا ممن قال الله فيهم} ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين{ ونسأله ألا يجعلنا أيضاً ممن قال فيهم: ( لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيلحفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون ) .

ولكن ثق أخي بالله أنك لو صدقت الله في بحثك عن طريق الجهاد فإن الله سيصدقك وقد ضمن لك الوصول وهو القائل} والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين















رد مع اقتباس