عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 05-Apr-2008, 10:12 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
وحي العقل
ناقد ومحلل ادبي

الصورة الرمزية وحي العقل

إحصائية العضو






وحي العقل غير متواجد حالياً

افتراضي

العود ابو موس

يبدو انك طبيب جراح هههههه

دائماً صاحب المهنه يتحدث بمصطلحاتها كثيراً وهذا مايحدث معك

تماماً


تقول في حديثك انك لاتستطيع فرض ادواتك التي تستخدمها

على الاخرين !!!!

ولكن اسمح لي اخالفك الراي في ذلك ...بل تستطيع وذلك متى

ماامتلكت الاسلوب المقنع







ولكن دعني اجاوب على سؤالك عن النقد ؟؟؟

نقدُ الكلام في اللغة؛ معرفةُ جيّده من رديئه، وذكر محاسنه أو عيوبه؛

سواء كان شعراً أو نثراً، وله أصولٌ معتبرة طالما تحدَّث عنها المتقدّمون

والمتأخرون في كُتبهم ورسائلهم، ومقالاتهم؛ وقد قسَّموه أنواعاً؛ فمنها

ما يرجع إلى المعاني، ومنها ما يتعلق بالصّور الذهنيّة، والخيالات

الشعريّة، ومنها ما يعود إلى الأوزان والمقاطع، ومنها ما يعود إلى ائتلاف

بعض ذلك ببعض؛ وإذا كان المتقدّمون قد أبدعوا وأجادوا في نقد الألفاظ

وتعلّقها بمعانيها، والأوزان، والقوافي، والقوافي والأسجاع، وائتلاف

بعضها ببعض، وألفوا في ذلك الكتب المطوّلة والموجزة حَسَب معارفهم

وقُدراتهم اللّغوية والبيانيَّة؛ فإنَّ المتأخرين قد تفنَّنوا، وتوسَّعوا في نقد

الصور الذهنيَّة والدوافع الوجدانيَّة، ونقدوا النثر الفنيّ، والشِّعْر على


مختلف أشكاله كفنّ من الفنون الجميلة.

وما كلّ ذِي ملَكَةٍ بيانيَّة يستطيع أنْ يكون «ناقداً» ولا سيَّما إذا كان

المنقود «شعراً»؛ فهناك شروطٌ لا بدّ من توفّرها في «ناقدِ الشعر»

وبحسبِ قوّتِها، أَو ضعفِها فيه تكونُ قوة «النقد» وضعفِه؛ «فالناقد» يجب

أَنْ يكونَ واسعَ الاطّلاع، قويّ العارضة، ثاقب الذهن، بصيراً بأساليب

البيان، فيلسوفاً شاعراً، مُتَبحّراً في علوم اللغة وآدابها؛ فإن عَرِيَ عن

بعضِ هذه الشروط جاء نقدُهُ –إنْ تجرَّأ على النَّقد- وليسَ إلاّ موضوعاً

إنشائياً؛ استوحاه من قصيدة شاعر، أو أدارَهُ على مقالة كاتب؛ واقفاً هنا

وقفة استحسان، وهناك وقفة استهجان؛ مقتنعاً بالحديثِ عن الأشكال

الظاهرة غير متعمّق إلى ما وراءها من صورٍ ذهنيَّة، ودوافع وجدانيَّة


وملابسات نفسيَّة؛ كان لها أعظم الأثر في إبداع شعر الشاعر أو مقالة

الكاتب البياني وما أبرع وأحكم الذي اشترط في «ناقد الشعر» أن يكون


شاعراً؛ لأنَّ خوالج نفس «الشاعر» أكبر من أن تحدّها الكلمات؛ وإنَّه

ليحسَّ بها في «ساعاته الشعريَّة» كغَشْيَةِ الوحي، وقد ركدت بشريَّتُه،

وتحوَّل روحاً يطير في سماوات رائعة؛ وهنا الفرق بين القوي والضعيف؛

والمحلّق والعاثر، وبين مَنْ يجيد التعبير عن بعض تلك المعاني بِحَسَبِ

ثَرْوَتِهِ اللّغويَّة؛ وبين مَنْ يتلَعْثَمُ ويقِفُ دون ما يرده الفن والجمال الشعري؛

لأنه محدود القدرة لغةً، واطّلاعاً، وذوقاً.... فإذا كان «ناقد الشّعر» شاعراً

واسعَ الاطّلاع، مُتمكِّناً من آداب لغتِه، قويّ النَّفس، استطاع أن يتصوَّر

الجوَّ الخاص الذي أحاطَ بالشاعر المنقود، وتمثَّل تلك «الغشية»

السَّماويَّة، وعرض له ما عرض لصاحبه من قبله، وبذلك يَفْهَم تفوّقَه من

قُصورِهِ، وقُوَّتَه من ضعْفِه، وكيف عثر، ومِنْ أينَ أدركه الضعف؟ وما الذي

كان عليه أن يقول؟

فيأتي نقدُه محكماً.















رد مع اقتباس