السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاحيي فيك حبك للقبيلة واهلها وهو امر فطري اذ جبل الانسان على محبة العشيرة والأهلون ولكن الا يكون حبها يصل لدرجة الغلو ومعصية الله فان هذا منهي عنه بل الواجب ان يحب الانسان عشيرته الا ان يترتب على هذا الحب معصية لله كظلم للاخرين او ان يعاقب فوق ماعوقب به من اجل عشيرته واليك ماذكره ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير حول قوله تعالى ( {إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ فِى ٱلاٌّذَلِّينَ * كَتَبَ ٱللَّهُ لاّغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِىۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ * لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاٌّخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوۤاْ ءَابَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَٰنَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَـٰنَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلاٌّنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا رَضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }
قوله تعالى: {كِتَـٰبِ ٱللَّهِ } أي: قضى الله {لاَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى } وفتح الياء نافع، وابن عامر.
قال المفسرون: من بعث من الرسل بالحرب، فعاقبة الأمر له، ومن لم يبعث بالحرب، فهو غالب بالحجة {إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ } أي: مانع حزبه من أن يذل.
قوله تعالى: {لاَّ تَجِدُ قَوْماً } الآية. اختلفوا فيمن نزلت على أربعة أقوال:
أحدها: نزلت في أبي عبيدة بن الجراح، قتل أباه يوم أحد، وفي أبي بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز، فقال: يا رسول الله دعني أكون في الرعلة الأولى فقال: متعنا بنفسك يا أبا بكر، وفي مصعب بن عمير، قتل أخاه عبيد بن حمنة يوم أحد، وفي عمرو قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة قتلا عتبة وشيبة يوم بدر، قاله ابن مسعود.
والثاني: أنها نزلت في أبي بكر الصديق، وذلك أن أبا قحافة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر الصديق صكة شديدة سقط منها ثم ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أو فعلته» قال: نعم. قال: فلا تعد إليه، فقال أبو بكر: والله لو كان السيف قريبا مني لقتلته، فنزلت هذه الآية، قاله ابن جريج.
والثالث: نزلت في عبد الله بن عبد الله بن أبي، وذلك أنه كان جالسا إلى جنب رسول الله، فشرب رسول الله ماء، فقال عبد الله: يا رسول الله أبق فضلة من شرابك، قال: وما تصنع بها؟ قال: أسقيها أبي، لعل الله سبحانه يطهر قلبه، ففعل فأتى بها أباه، فقال: ما هذا؟ قال: فضلة من شراب رسول الله جئتك بها لتشربها،
لعل الله يطهر قلبك، فقال: لهلا جئتني ببول أمكٰ فرجع لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في قتل أبي، قال: فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفق به، وأحسن إليه، فنزلت هذه الآية قاله السدي.
والرابع: أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة يخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عزم على قصدهم، قاله مقاتل واختاره الفراء والزجاج.
وهذه الآية قد بينت أن مودة الكفار تقدح في صحة الإيمان، وأن من كان مؤمنا لم يوال كافرا وإن كان أباه أو ابنه أو أحدا من عشيرته. ) انتهى
فبالعكس ايها الغالي صنيعك جميل لكن اياك ثم اياك ان يصل الحال الى درجة العنصرية وعليك بالاعتدال في كل شي فانه جميل
ارجو ان اكون قد وفقت للاجابة التي تشفي ماحاك صدرك وان تلقى عندك قبولا واخيرا تقبل تحيتي والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين