.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مجالسة الأخيار والاقتداء بهم تدفع المرء الى الأقتداءء بغيره .
وهذا قد تثمره مجالسة الأخيار الأفاضل ، وتحدثه مكاثرة الأتقياء الأماثل ،
ولذلك :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ))
فإذا كاثرهم المجالس ، وطاولهم المؤانس ،
أحب أن يقتدي بهم في أفعالهم ، ويتأسى بهم في أعمالهم ،
ولا يرضى لنفسه أن يقصّر عنهم ، ولا أن يكون في الخير دونهم ،
فتبعثه المنافسة على مساواتهم ، وربما دعتْهُ الحميّة إلى الزيادة
عليهم ، والمكاثرة لهم فيصيروا سبباً لسعادته
، وباعثاً على استزادته . والعرب تقول :
(( لولا الوئام لهلك الأنام .))
أي لولا أنَّ الناس يرى بعضهم بعضاً فيقتدي بهم في الخير لهلكوا .
ولذلك قال بعض البُلغاء :
((مِن خير الاختيار ، صحبة الأخيار ، ومن شرِّ الاختيار ، مودّةُ الأشرار ))
، وهذا صحيحٌ ؛ لانَّ للمصاحبة تأثيراً في اكتساب الأخلاق ،
فتصلح أخلاق المرء بمصاحبة أهل الصلاح ، وتفسد بمصاحبة
أهل الفساد . ولذلك قال الشاعر :
رأيت صلاحَ المرء يُصلِـحُ أهله*****ويُعْدِيهم عنـد الفسـاد إذا فسـد
يُعَظَّمُ في الدنيا بفضـل صلاحـه*****ويُحْفَظُ بعد الموت في الأهل والولد
وأنشد بعض أهل الأدب لأبي بكرٍ الخوارزمي :
لا تصحبِ الكسلان في حالاتـه ***** كم صالحٍ بفسادِ آخـرَ يَفْسُـدُ
عدوى البليد إلى الجليد سريعةٌ*****والجمرُ يوضعُ في الرُّماد فيخمُدُ