الاخ الوليد الأسعدي حفظه الله ورعاه
أشكرك على كلمات الإطراء الطيبة ، ولعلكم لاحظتم المغزى الذي نقصده في الإفتخار السامي أو الحقيقة الغائبة والتي لا يكاد يذكرها العرب الصرحاء النسب أو لا يستطيعوا استيعابها لقدم العهد وتباعد الخبر وقرون الدهر ، فالبركة القديمة كانت لسام ثم لابراهيم ثم لاسماعيل عليه السلام إذن اجدادنا هؤلاء فيهم أنبياء ، وقد مر معنا أعلاه ان القبائل السامية على وجه الأرض اليوم والتي لم تتلاشى في الأعراق الأخرى والصريحة النسب في سام هم : العرب القحطانية وقبائلها : حواضرها وبواديها ، والعرب العدنانية وقبائلها : حواضرها وبواديها ، وبني اسرائيل فقط ، أما غير هذه الثلاث شعوب فما هناك الا الظنون تردفها الخزعبلات ، ومر معنا ان كنعان بن حام اندثر وذاب في التاريخ وكذلك شعب الجبارين (العمالقة) اندثر ولم تبق له بقية تذكر ، مع العلم انه حصل اختلاطات عظيمة بين الشعوب المختلفة ما بين ق 500-1300هـ في الحواضر العربية (دمشق ، بغداد ، القاهرة ..الخ ) حيث حكم هناك أجناس غير عربية ، إذن فأبناء سام الحقيقيين هم أبناء جزيرة العرب وبوادي العراق والشام وبوادي مصر وغيرهم ممن يعرف انه من صرحاء النسب في قبائل العرب ، الذين لم تستعبدهم أمة من الأمم كما سيأتي ، وتلك هي البركة الحقيقية التي أعطيت من الرب لسام ونكمل الموضوع ونقول :
وفاة إبراهيم عليه السلام
ويقول التكوين : " وَهَذِهِ أَيَّامُ سِنِي حَيَاةِ إِبْرَاهِيمَ الَّتِي عَاشَهَا: مِئَةٌ وَخَمْسٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً. 8وَأَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ شَيْخاً وَشَبْعَانَ أَيَّاماً وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 9وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي أَمَامَ مَمْرَا - 10الْحَقْلِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ بَنِي حِثٍّ. هُنَاكَ دُفِنَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ امْرَأَتُهُ." تكوين 25/7ـ10
وإبراهيم عليه السلام (هو الجد 91 تقريباً) في سلاسل نسب شيوخ عتيبة التي ذكرناها .
إسماعيل عليه السلام ....
قال تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً (55)...) ـ مريم
ويقول التكوين : " 12وَهَذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهَذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هَؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ وَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيساً حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. " تكوين 25/12-16 ، وجاء أيضاً : " 3وَبَسْمَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ أُخْتَ نَبَايُوتَ." 36/3 التي تزوجها عيسو أخو يعقوب بن اسحاق "وَوَلَدَتْ بَسْمَةُ رَعُوئِيلَ " 36/4
تقول تواريخ العرب عن اسماعيل عليه السلام : احتمله أبوه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع أمه هاجر ، فأسكنها بوادي مكة بين جبال فاران حيث لا أنيس به ولا حسيس ، وكان إسماعيل رضيعاً ، ثم ذهب وتركهما هنالك عن أمر الله له بذلك ، ليس عند أمه سوى جراب فيه تمر، ووكاء فيه ماء، فلما نفد ذلك ، أنبع الله لهاجر زمزم التي هي طعام طعم وشفاء سقم، كما تقدم بيانه في حديث ابن عباس الطويل ، الذي رواه البخاري رحمه ال له، ثم نزلت جرهم : وهي طائفة من العرب العاربة من أمم العرب الأقدمين عند هاجر بمكة ، على أن ليس لهم في الماء شيء إلا ما يشربون منه وينتفعون به، فاستأنست هاجر بهم، وجعل الخليل عليه السلام يطالع أمرهم في كل حين ، ثم لما ترعرع الغلام وشب وبلغ مع أبيه السعي، كانت قصة الذبح، كما تقدم بيان أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح، ثم لما كبر تزوج من جرهم امرأة، ثم فارقها وتزوج غيرها، وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي. وجاءته بالبنين الاثني عشر : وهم نابت، وقيذر، ومنشا، ومسمع، وماشي، ودما، وأذر، ويطور، ونيشى، وطيما، وقيذما، هكذا ذكره محمد بن إسحاق، وغيره، عن كتب أهل الكتاب. وله ابنة واحدة اسمها نسمة، وهي التي زوجها من ابن أخيه العيصو بن إسحاق بن إبراهيم ، ثم جميع عرب الحجاز على اختلاف قبائلهم يرجعون في أنسابهم إلى ولديه نابت وقيذر، وكان الرئيس بعده والقائم بالأمور الحاكم في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم: نابت بن إسماعيل، وهو ابن أخت الجرهميين .
وفاة أسماعيل عليه السلام ...
يقول التكوين : " 17وَهَذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18(وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ). أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ." تكوين 25/17ـ18
وإسماعيل عليه السلام (هو الجد 90 تقريباً ) في سلسلة نسب شيوخ عتيبة التي ذكرناها .
قيذار والنبيت ....
قال قصي جد النبي عليه الصلاة والسلام :
فلست لحاضن إن لم تأثل *** بها أولاد قيــــذر والنبــــيت
و قال اميه بن الصلت :
ان الصفي بن النبيت مملكا *** اعلى واجود من هرقل وقيصرا
النبيت هو (نبايوت) الأبن الأول لآسماعيل عليه السلام ، منه تنحدر معظم عرب الحجاز ، ومساكن بنية هي مكه وعكاظ والعاليه وما جاور تلك المناطق ، واختلف عرب الحجاز هل هم من نسل النبيت أم من قيذر حتى انهم قالو ان قيذر هو النبيت ، والأقرب إلى الصحيح أنهم أولاد النبيت (نبايوت) ، أما قيدار ومعناه (الأسمر) باللغة السامية القديمة فهو الابن الثاني من أبناء إسماعيل عليه السلام بن إبراهيم عليه السلام جاء بعد نبايوت (النبيت) ، وكان بني قيدار قبيلة كبيرة في الفترة من 1000ـ400ق.م ، حيث ذكروا في التوراة ، جاء في إشعياء عن بلاد العرب وقيذار : " 13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ \لْعَرَبِ: فِي \لْوَعْرِ فِي بِلاَدِ \لْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ \لدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ \لْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَ\فُوا \لْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ \لسُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ \لسَّيْفِ \لْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ \لْقَوْسِ \لْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ \لْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي \لسَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ \لأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ \لرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ»" أشعيا ـ 21/13-17 . وتذكر النبؤة "قيدار" مع الدادنيين وتيماء" وكيف أنه في مدة سنة... يفني كل مجد قيدار ، والصورة التي يقدمها العهد القديم عن قيدار هي صورة شعب من البدو من نسل إسماعيل لم يكونوا يعبدون الرب . ولكن إشعياء يتنبأ بأنهم وبني النبيت (نبايوت كما في التوراة) سيكونون من الشعوب التي ستستمتع في المستقبل بملكوت الله : " قُومِي \سْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ وَمَجْدُ \لرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. 2لأَنَّهُ هَا هِيَ \لظُّلْمَةُ تُغَطِّي \لأَرْضَ وَ\لظَّلاَمُ \لدَّامِسُ \لأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ \لرَّبُّ وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. 3فَتَسِيرُ \لأُمَمُ فِي نُورِكِ وَ\لْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ. 4اِرْفَعِي عَيْنَيْكِ حَوَالَيْكِ وَ\نْظُرِي. قَدِ \جْتَمَعُوا كُلُّهُمْ. جَاءُوا إِلَيْكِ. يَأْتِي بَنُوكِ مِنْ بَعِيدٍ وَتُحْمَلُ بَنَاتُكِ عَلَى \لأَيْدِي. 5حِينَئِذٍ تَنْظُرِينَ وَتُنِيرِينَ وَيَخْفُقُ قَلْبُكِ وَيَتَّسِعُ لأَنَّهُ تَتَحَوَّلُ إِلَيْكِ ثَرْوَةُ \لْبَحْرِ وَيَأْتِي إِلَيْكِ غِنَى \لأُمَمِ. 6تُغَطِّيكِ كَثْرَةُ \لْجِمَالِ بُكْرَانُ مِدْيَانَ وَعِيفَةَ كُلُّهَا تَأْتِي مِنْ شَبَا. تَحْمِلُ ذَهَباً وَلُبَاناً وَتُبَشِّرُ بِتَسَابِيحِ \لرَّبِّ. 7كُلُّ غَنَمِ قِيدَارَ تَجْتَمِعُ إِلَيْكِ. كِبَاشُ نَبَايُوتَ تَخْدِمُكِ. تَصْعَدُ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي وَأُزَيِّنُ بَيْتَ جَمَالِي " اشعيا 60/1-7 ، ثم أن بني قيدار وبني نابت كانو على التوحيد 700 ق.م ، ويقول كتاب إرميا يلوم بني أسرائيل على تبديلهم آلهة أخرى ويحذرهم ان العقاب الرباني لهم اصبح وشيكاً ويذكر قيدار : " 10فَاعْبُرُوا جَزَائِرَ كِتِّيمَ وَ\نْظُرُوا وَأَرْسِلُوا إِلَى قِيدَارَ وَ\نْتَبِهُوا جِدّاً وَ\نْظُرُوا: هَلْ صَارَ مِثْلُ هَذَا؟ 11هَلْ بَدَلَتْ أُمّةٌ آلِهَةً وَهِيَ لَيْسَتْ آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لاَ يَنْفَعُ! 12اِبْهَتِي أَيَّتُهَا \لسَّمَاوَاتُ مِنْ هَذَا وَ\قْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدّاً يَقُولُ \لرَّبُّ. " إرميا 2/10ـ12
يقول بن الأثير ق7هـ : " جميع عرب الحجاز على اختلاف قبائلهم يرجعون في أنسابهم إلى ولديه نابت وقيذر، وكان الرئيس بعده والقائم بالأمور الحاكم في مكة والناظر في أمر البيت وزمزم: نابت بن إسماعيل، وهو ابن أخت الجرهميين " أ.هـ والحجاز يقصد به العالية وشمال العالية والجبال التي تفصل تهامة عن نجد شمال الطائف ، وعرب الحجاز صفة اطلقتها الكتب على عتيبة وغيرها من القبائل والمقصود بعرب الحجاز عند ابن الاثير القبائل التي تقطن شرق مكه في العالية من العصر الجاهلي وحتى الآن والصريحي النسب في عدنان ومنهم هوازن (عتيبة) وقريش ...الخ ، اذ تلك ديارهم منذ أيام أبوهم نبايوت بن اسماعيل عليه السلام . وبالطبع هناك قبائل من عدنان مشهورة في نجد والعراق والشام كما نعلم من الهجرات في التاريخ العربي .
يتبع ـ
| التوقيع |
أ‡أ،أٹأ¦أأ*أڑ أ¥أڈأ*أ¥ أ£أ¤ أأ‘أ¥أ¦أڈأ* |