عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-Mar-2008, 05:44 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
العود أبو موس
عضو فعال

الصورة الرمزية العود أبو موس

إحصائية العضو






العود أبو موس غير متواجد حالياً

افتراضي

يوجد دائماً في كل مجتمع , تقسيم للناس مبني على الطبقات أو الفئات أو العلاقات ,وهو تقسيم مفترض مستحدث بحكم الضرورات المرتبطة بمؤثرات الزمن والثقافة في مجتمع ما !
بالرغم من عدم إقتناعي بعدالة هذه التقسميات إلا أنها موجودة لا أحد ينكرها .
كان المجتمع المصري القديم يتكون من طبقات إجتماعية تميز بين الناس بمعيار الأعلى والأسفل .
فكانت الطبقات الإجتماعية تبدأ من الدهماء ( من العبيد ثم العمال بالأجر , ثم الفلاحين بأيديهم , ثم اليهود ) وهؤلاء لهم نظام خاص وقانون خاص وعدالة تختلف عن الطبقات الأخرى .
ثم تأتي طبقة التجار والشعراء والمعلمين والكتاب ,والرعاة البدو , والبحارة ..إلخ . من ذوي الدخل المتوسط والمكانة المحترمة عملياً ووظيفياً في نظر ثقافة تلك العصور المظلمة .
وهذة الطبقة هي التي تقوم بالدور التنفيذي في المجتمع فهي التي تشرف مباشرة على الطبقة التي تستخدم في بناء الحضارة وهم سكان الطبقة الدهماء .
ثم تأتي طبقة النبلاء والسادة والكهان والقضاة وكبار الكتاب والشعراء والفرسان والوزراء وأشهر المومسات والبغايا _ لقد كانت المومس لها البغي لها وضع خاص جداً _ وكل من يتصل بالبلاط الفرعوني .. وهؤلاء يتمتعون بحصانة وقدرة على تجاوز القوانين التي يتم تنفيذها على الشعب .
ثم تأتي طبعة رأس الهرم وهي تتكون من الفرعون والدائرة التي تحيط به عائلياً .

وكذلك ايضاً في المجتمع اليواناني .. وفي كل المجتمعات نجد تشكليلات للمجتمع قد تختلف عن بعضها في الشكل الخارجي ولكن تتفق على هدف واحد وغاية مشتركة وهي إختلاق مبررات ليكون أحدهم شريف والأخر وضيع .. ولولا إعتماد وصاعة البعض لما كان البعض الأخر شريفاً ونبيلاً ولهذا فإنه يجب أن يستحدث مفهوم للوضاعة والحقارة لكي يستمتع البعض بإحتقار الأخرين ويميز نفسه بالنبالة في العرق واللون والمكانة .. الأصل واحد .. ؟!

كانت القبيلة تمثل بنية إجتماعية لها نفس الخصائص التي يتكون منها مجتمع من المجتمعات الأخرى ..
وكان هناك فيما مضى _ طبقة أوجدتها ضروف الثقافة البدائية _ تنهض بخدمة القبيلة والقيام بكل الأعمال المزدراة والتي لا يجب أن يقوم بها الرجل الشريف _ وهم فئات مختلفة ما بين ( الغجر والصلب , والعبيد , والمنتفعين من القبيلة مقابل ما يرتضون القيام به بحكم الظروف التاريخية .


وبعد مرور المجتمع بحركات تحرر وتصحيح للمفاهيم والعودة إلى القيم الدينية التي تنادي بالإخاء والمساواة كان بحكم المنطق النبيل أن يضم هؤلاء إلى القبيلة العربية بمبدأ الإخوة .
ومع مرور القليل من الوقت نجد بعضاً من هؤلاء يثبت وجوده في نظاق القبيلة العربية من خلال التغني بالأمجاد والفعول المميزة . وذلك لإحساسه الدفين بأنه لا ينتمي جوهرياً في إطارة الفكرة الثابته في صميم الحقيقة .
ومع مرور وقت أخر .. ! يخرج من أصلاب هؤلاء من يتوراث هذا التغني ويبدأ بالتمثل من خلال هذه القيم المستعارة . فيرى في نفسه صفوة عن الأخرين ويتعالى عليهم .

ومع مرور وقت أخر ..!
يأتي من هؤلاء من يحاول القدح في الأخرين .. لكي يكرس ذاته ويثت صفاء نسبة وحسنة ونقابته ..
فيبدأ بالتشكيك في أنساب خلق الله . ويتقول عليهم الأقاويل الشنيعة وقد يخرجهم من ملة العرب نهائياً .
وقد يهاجم احدهم ويطعن فيه و جدوده وهو في سلالة من كان يتملق لأجداد هذا المطعون في نسبه ..
فيسبب له مركب النقص المتوارث مشكلة التصاغر كلما وجد نفسه أمام إنسان يمثل حقيقة لا يريد الإعتراف بها فيشتاط حقداً ويستهلم إبداعه المريض في نسج خيوط جديدة لكي يقدح في هذا الإنسان ..
مشكلة أن يكون المرء في محيط كهذا .. وأن يكون له حضور يثير كل هذه الأحقاد بأنفاسه التي تزفر بها رئته .. فقط ..
عندما تكون رائحتك الشخصية مزعجه مهيجة لحشرات الصدور المريضة ..

عندها سوف تجد نفسك لا تنتمي للحقارة .. وأهلها ولا تنتمي إلا لكل مبدأ جميل في هذا الحياة ..
أن يكون الجمال هو قبيلتك .. والنقاء فراشك ..

النفي .. لا يكون إلا لعظيم ..
ولا عظيم أعظم من الله سبحانة وتعالى
هناك من يكفر به وينفي وجود وحقيقه من خلقه !

الله الذي خلق الإنسان .. وخلق القلم ..















آخر تعديل العود أبو موس يوم 09-Mar-2008 في 05:55 AM.
رد مع اقتباس