اللهم لك الحمد اعطيتنا خيرا كثيرا وصرفت عنا شرا كثيرا فلك الفضل والمنة والحجة علينا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وبعد
فاسمح لي اخي ( الدهاسي وبس ) ان ابدي اعجابي بما نقلته واحسنت التصرف باخيتار هذا الموضوع كما احسنت التصرف في الموضوع بحيث لايخل بمعناه
بحق انت رائع والله اني لاتكلم عن صدق لقد اعجبني هذا الموضوع لانه علمي مؤصل سهل ممتنع وفيه حفز وترغيب وترهيب حفز لهمة المريض وترغيب له بالصبر وماللصابرين من اجر عظيم كما قال تعالى ( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ) وترهيب من القنوط والجزع الذي لايصدر الا من ضعف يقينه وقصرت همته واساء الظن بربه جل وعلا
اسال الله ان يوفقك اخي الدهاسي وان يجمعنا واياك في مستقر رحمته
كما اشكر اخي الفرهود على اتحافه لنا ببعض من فوائد المرض لمن صبر واحتسب وتبصر واتعظ فبارك الله فيك اخي الفرهود قد اعجبني اضافتك واخص منها قولك ( 4- ومن فوائد المرض وتمام نعمة الله على عبده ، أن ينزل به من الضر والشدائد ما يلجئه إلى المخاوف حتى يلجئه إلى التوحيد ، ويتعلق قلبه بربه فيدعوه مخلصاً له الدين .
فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء ، ومستخرج الشكر بالعطاء. )
نعم فمن ابتلي بمصاب فصبر واحتسب تعلق قلبه بربه وسلم من شوائب الشرك وحقق كمال الايمان ودخل في قوله صلى الله عليه وسلم ( من قال لااله الا الله مخلصا بها من قلبه دخل الجنة ) وهذا في امثال من بلغوا درجة كمال الايمان وليس لكل احد كما قرره شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وغيره من ائمة الدعوة رحمهم الله فالحاصل لله درك اخي فرهود على حسن الاستنباط وارجو ان يسمح لي اخي الدهاس ببعض الاضافة وان كنت اعجز عن ان اضيف فوق مانقلته ولكن لعلي انحى منحى اخر لعل الله ان يكتب بما نقوله الاجر والمثوبة فاقول مستعينا بالله ان المرض على قسمين
حسي ومعنوي ولكل منهما اسبابه ودواعيه لعل مجمل اسبابها او مرد عللها هو البعد عن الله جل وعلا كما قال تعالى ( ومااصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير..) كما يجدر الاشارة على ان المرض طاريء والاصل ان الانسان يخلق سويا كما قال تعالى ( فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ...) هذا من جهة الروح وصفائها كما جاء في الحديث ( خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم ) اي غيرتهم من الفطرة الى الشرك والكفر عياذا بالله واما البدن فالغالب ان الله يخلقه كاملا ليس بعي وقد يخلق بعاهة او نقص عن غيره كمن يخلق اعمى او اعرج ولله في ذلك حكمه وهو احسن الخالقين ومن هنا اود ان اتحدث عن شيء من الامراض المعنوية وان كان اخي دهاس ماترك لغيره مجالا لكن لعل الله ان يشركنا معه الاجر علما اني ساخصص الحديث عن الامراض التي تتعلق بالعقيدة والتي للاسف بدات تنتشر بين الناس اما بقصد او جهل فنسال الله العفو والعافية منها
1) قول كثير من الناس نحن ولله الحمد اهل عقيدة ولاداعي ان يتكلم الخطيب او امام المسجد عن العقيده كثيرا فالاولى ان تكون لاولائك الذين عندهم جهل في العقيده وتخبط اما نحن فلله الحمد قد نشأنا على العقيدة الصحيحة فالاولى ان يتكلم عن امور اخرى كالكلام عن الاسرة او الصلاة او الطلاق الخ
وهذا وان كان فيه جانب من الصحة وهو قولهم اولى ان تصرف لمن عندهم تخبط في المعتقد ولكن نحن ايضا بحاجة وان شئت فاستعرض القران وستجد ان غالبه يتكلم في توحيد الربوبيه الذي يستلزم توحيد الالوهية وعن توحيد الطلب والقصد ( الالوهية ) كقوله تعالى ( ولئن سالتهم من خلق السموات والارض ) وقوله ( امن يجيب المضطر اذا دعاه ) وتارة يذكر توحيد الربوبية ليثبت به الوهيته كقوله تعالى ( ياايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ...) وتارة ياتي بتوحيد الالوهية بعبارة تدل على وجوب افراده ناهيا عن ضده وهو الشرك به كقوله تعالى ( واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا ) كما ان في ذلك تزكية للنفس والله قد نهى عن ذلك فقال في غير موضع ( الم ترا الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء ولايظلمون فتيلا ) وكان يكثر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من ( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي علىطاعتك ) او كما ورد عنه
2) وقع كثير من الناس في مزلق خطير فيما يتعلق بمسألة عوام الرافضة حيث جعلهم من المسلمين وهذا خطأ عظيم فمن اعتقد معتقد الرافضه فهو كافر خارج من الملة كقولهم بعصمة أئمتهم وسب الصحابة من جهة العدالة بخلاف من سب سب غيظ بل وكفروهم وقولهم على امنا عائشة انها زانية وفي هذا تكذيب للقران الخ فمن اعتقد معتقد الرافضة ( الجعفرية ) فهو كافر خواصهم وعوامهم وعلى من قال باسلامهم ان يتوب الى الله ويرجع قبل ان لايكون درهم ولادينار
والشيعة على سبيل العموم كما ذكره ابن باز رحمه الله تعالى عن السجستياني انهم اثنان وعشرون فرقة منها مانكفرها كالرافضة والسبئية والاسماعلية ومنها من لاتكفر كالمفضلة والزيدية الا من غلا منهم في ال البيت حتى اشركهم مع الله فيما لايكون الا لله كالاستغاثة والذبح لهم الخ واما من لم يغلوا منهم ولم يبدر منه مايوجب خروجه فهو من المسلمين لكنهم ضالين في بعض المسائل كتقديمهم لعلي على ابي بكر وعمر فهذه بدعة ومخالفة لما اجمع عليه المسلمون
3) قول بعضهم ( خير ياطير ) وهذا من الطيرة والطيرة هي : ماامضتك على فعل اوردتك 0
وهي شرك ولذا كانوا في الجاهلية يتطيرون بالغراب والبوم فاذا الغراب او غيره من الطيور التي يتشائمون منها وقعت في مكان ما تركوها ظنا منهم ان هذه الطيور تجلب لهم الشر وعلى العكس فكانوا يستبشرون باليمام وغيره ظنا منهم انه يجلب لهم خيرا فاذا وقع على مكان تبركوا به وظنوه خيرا لهم وقد ورد النهي عنها كما في قوله تعالى ( فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لايعلمون )
وفي الحديث ( الطيرة شرك ) وقال ابن مسعود ( ومامنا الا...) اي ليس منا الا وتاتيه الطيرة في نفسه فربما تشائمت من شخص او مكان او حدث معين الخ وهذه طيره لكن المؤمن يرجع ويستيقن ويعلم ان النافع الضار هو الله ولعلي اتي بمثال يقع فيه بعض الناس من ذلك لو جرت مباراة كرة القدم بين فرقين متنافسين ثم وجد حكم احدهم يرتضيه والاخر لايرتضيه فتجد ان الذي يرتضيه يتفائل بالفوز وكأن الذي يجلب له الفوز هو الحكم والاخر يتشائم ويظن ان النتيجة محسومه وهذا من الطيره وظابطه ان يحملك على التشاؤم او التفاؤل الشركي واما التفاؤل الذي امرنا فيه فهو الكلمة الطيبة كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم
وعلاج من جاءه هذا التشاؤم او التفاؤل الشركي ان يقول ( اللهم لاخير الا خيرك ولاطير الا طيرك ولااله غيرك ) هذا ماارشدتنا له السنة
وللحديث بقية