السلام عليكم:
مع كثرة الوسائل الحديثة والتكنولوجيا المتقدمةالتي تساعد الإنسان على العيش في أمان من الله وسعة من الرزق, إلا أن هذه التكنولوجيا أصبحت نقمة على ضعاف النفوس حينما أستخدموها في إنتقاص الناس والتسلط عليهم في المنتديات والشاتات في القنوات الفضائية, مما سبب التفرقة بين المجتمع الواحد وأكبر مثال على ذلك المجتمع السعودي الذي أصبحت العصبية القبلية والمناطقية تنخر فيه, وإذا لم يتوقف هذا النخر بالرجوع الى الدين الخنيف والعقل والحكمة فالمجتمع آيلٌ الى السقوط.
أنني أعجب من بعض المتعصبين الذين تجدهم عاقون لوالديهم, قاطعون لأرحامهم, بعيدون عن الدين, يتعصبون وينالون من لحوم العلماء والصالحون ومن الصحابة رضى الله عنهم من أجل أن تلك القبيلة عربية أصيلة تعود الى قحطان وتلك الى عدنان, كم عدد القرون بعد قحطان وعدنان, هل تذكرت أنك مسلم وماخلقك الله إلا لعبادته, هل تستطيع تغيير شكلك ولونك وتركب نفسك في أحسن صورة, هل تستطيع أن تنتسب الى غير أبيك, كل ذلك ليس للإنسان الخيار في ذلك, قال تعالى(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {4} ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ
{5} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ {6}التين
وقال تعالى(} يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ {13الحجرات
بالأختصار المفيد:
أيها المتعصبون يا من فضلتم وشرفتم ورفعتوا أنفسكم وأهليكم وقبائلكم على خلق الله, الله سبحانه وتعالى وضع ميزان الفضل بين الناس في التقوى, هل أحد من المتعصبين عنده تفسير لهذه الآية بغير هذا المعنى, إذاً, إذا تعصبت ورفعت نفسك وقبيلتك بغير هذا المعنى (التقوى) فقد خالفت آيةً من كتاب الله, وأسأل أهل العلم على من أخذ من القرآن ما يوافق هواه فقط .
وأسأل أهل العلم أيها المتعصب قبلياً عن صحة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول( لا فضل على عربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
إذا كان الحديث صحيحاً فإنك تكذب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن ميزانك في الفضل ليس في التقوى وإنما الفضل عندك في القبيلة والتعصب ويتمعر وجهك من أجل القبيلة, هذا والله هو الخسران المبين, والله لن ينفعك إلا عملك الصالح, والرسول صلى الله عليه وسلم عندما نزلت ( وأنذر عشيرتك الأقربين) دعى أهله وقومه وأبنته فاطمة وقال لها خذي من مالي ماشئت والله لا أغني لك من الله شيئاً.
قال تعالى(} فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ {33} يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34}
وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36} لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ
يُغْنِيهِ {37} عبس
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا أتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا أجتنابه, اللهم أهدنا وأهد بنا وأجعلنا من الراشدين,آمين.
وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً الى يوم الدين.