أهلا وسهلا بك يا استاذ أجود في موضوع السيف الهلالي ....
سعادة المراقب صعب المنال حفظه الله
نعم لقد رجعت أنت إلى الأنترنت وللعدد المؤرخ في 14 شوال 1421هـ
أما قول الشيخ أن عتيبة من عامر بن صعصعه فلا تنتطح في ذلك شاتان ، قال ذلك في جريدة الجزيرة بتاريخ 20 ربيع الآخر 1421هـ بل أزيدك من الشعر بيتاً ان الشيخ أكد : " أن عتيبه هم أبناء عتبه من عامر بن صعصعه " .
قلت : إن دل هذا فإنما يدل على أن ثقافة المشكك هي ثقافة " أنترنتيه" أو لنقل ينقل النصوص من الأنترنت ، والحقيقة أنه بعيد كل البعد عن الشيخ وعن المقطه عامة !!
هذا الرد هو لمن أراد الاطلاع عليه وليس لاحد بعينه :
الناقل والمنقول بين فن العرض التاريخي ونقد الثوابت التاريخيه :
ونقول :
يا صاحب النقد أو بالمعنى الدقيق الشك إذ النقد هو الشك ولكن بمصطلح مثقف نوعاً ما ، يا صاحب الشك : لن تهناء بعيش مع شدة التحرز اذا ما كان الشك إماماً لك في كل صغيره وكبيره ، فما غاب عنك مما قد سمعه غيرك مما يدرك بالسمع أو النظر فسبيل العلم به هو الأخبار المتواتره التي يحملها الولي والعدو والصالح والطالح المستفيضة في الناس كالقول أن عتيبة هي هوازن ، فتلك لا كلفة على سامعها من العلم بتصديقها فهذا الوجه يستوي فيه العالم والجاهل وهوازن بطون شتى ، وقد يجئ خبر الا انه لا يعرف الا بالسؤال كما فعل الاستاذ عبدالرحمن بن زبن المرشدي عندما سأل بن دخين رحمه الله وقال له أن بني سعد جنوب الطائف منهم حليمة السعدية كما توارثه بني سعد في موروثهم بل وموروث الحجاز في القرن العاشر والحادي عشر ، إذن فالمتعارف عليه لا يمكن في مثله التواطؤ وإن جهل ذلك أكثر الناس أو حاول البعض إنكاره ، وفي مثل هذا الخبر يمتنع الكذب ولا يتهياء الاتفاق فيه على الباطل لهذا عرفنا ان عتيبة حوت هوازن ومنها بني سعد بن بكر بن هوازن .
وقد يجئ خبر آخر كقول ثبتة السيل أن لهم أصول هلالية ، وهنا ننتهي إلى غاية تزول معها الشكوك عن القلوب ، وذلك لكثرة الدلائل وترادفها التي تؤكد ان عتيبة هي هوازن بل وتفصل مسمى عتيبة الهلالية وبطونها ، لذا فإن أسلوبنا المتبع والمبسط في طرح القضايا التاريخيه هو بحد ذاته ثورة في تأكيد الخبر التاريخي ونقله عن الأقدمين بشكل متسلسل ومبسط دون المساس بجوهره ، وهو ما يطلق عليه الوحده العضوية للموضوع ، ذلك أن النصوص التي نعرضها وترادفها بهذا الشكل وتأكيد بعضها لبعض تخبر المتلقي عن ما تريد قوله بكل شفافيه دون الحاجة الى التلاعب فيها بالزياده أو النقص أو إسقاط خزعبلات المستشرقين عليها فيما يسمى عندهم " تمحيص النص والشك والحذر" ، وهو أسلوب اعتمده المستشرقين ليس فقط في التاريخ والآداب العربية بل حتى في النصوص الشرعية والعياذ بالله تحت عنوان النقد بغية تشكيك أبناء الأمه في ثقافتهم ، وهو ما نعتبره طعناً في مصداقية التراث العربي والاسلامي عامة ، فالثوابت المدعومة بالاقوال المترادفه لا يمكن لناقد أن يشكك فيها خاصة الثوابت التي أجمع عليها أهل العلم وتوفرت عليها الدلائل الهائلة في مختلف العصور وأهمها الاقوال المستفيضه ان عتيبة تجمع هوازن ، وأن بني سعد منهم حليمة ، وان عتيبة من بني هلال ، فنقل النصوص وتبسيطها للقارئ العادي دون المساس بجوهرها أو الطعن فيها بأسم النقد والتمحيص يفشل أصلاً أي مشروع نقدي لها . هذا إذا أفترضنا أن هناك شئ آخر لم نسمعه عند البعض ويريد قوله و يناقض ما ننقله من أقوال ولكن ليس هناك إلا (خرط القتاد والظنون) وإكبار أقوال الآحاد . وهو أسلوب غرسه المستشرقين في ابناء لأمه وحمل نبراسه أدعياء الثقافه للوصول الى الهدف النهائي وهو التشكيك في الثقافة الاسلامية والايحاء بأنها مجرد قصه قصيره أو رواية حتى نخضعها للنقد كما تقول !!
ولعل المتابع لاسلوب الأستاذ هنيدس والاستاذ المسبار والاستاذ وجه الحقيقة وغيرهم يعلم أنه لا يتلقى تلك المعلومات منهم مباشرة وانما يتلقاها من مؤرخي العرب على مر العصور وهو أسلوب يعتمد بشكل اساس على فن عرض الحقائق ، إذن فإن ما أوردناه ونورده من الحقائق التاريخيه الهائلة العاضدة لبعضها البعض والمنقوله من مؤرخي العرب في شتى العصور ومن موروث القبيلة هي الصدق التاريخي عينه وهي الثوابت التاريخيه التي أجمع عليها كثير من مؤرخي الأمه ، فضلا عن أن التشكيك بأسم النقد في أقوال العرب القدماء التي تثبت ما نقول هو في الأصل سؤ ظن بالثقافة العربية والإسلامية وسؤ ظن بموروث القبيلة ، ومن لديه دلائل غير ما نقول فليتفضل بطرحها مدللة كما عرضناها على أن يعضد بعضها البعض في تسلسل تاريخي متماسك كما فعلنا ، وليس فقط أن يأتي بقول يتيم من هنا أو هناك ثم يكتب الأوهام من بنات أفكاره وأهوائه ويملاء الصفحات تلو الصفحات بالـ (anachronism) المفضوح بالخلل البنائي للموضوع على هذا القول اليتيم ليضحك بها على الجهله والعوام .
السيف الهلالي