عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 26-Feb-2008, 01:10 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العود أبو موس
عضو فعال

الصورة الرمزية العود أبو موس

إحصائية العضو






العود أبو موس غير متواجد حالياً

افتراضي

سلطان بن مقعد

لا ننفي عنه تهمة أنه شاعر , ولكن يحتاج إن يثبت ذلك
بقليل من الحماس والكثير من الغناء .


بشكل عام :

الشعر غناء , وإيقاع .

كثير من الشعراء أراهم في مجالس سمر , يتحاورون على جال النار وفي محيط خاص وأخواني جداً .
بعضهم يجمع قبضته ويبدأ بأنامله الإيقاع ويترنم أو ( يهودل ) ويتأكد من الوزن الموسيقي من نقرات أنامله على ظهر كفه .
لكي يتأكد من سلامة اللحن .

المحاورة تعتمد إعتماد كلي على الطواريق , وملائمتها للغناء , الإنشاد , متى كانت الأبيات منسجمه مع اللحن تكون مقبولة .
ولا يشترط إنضباط في تطبيقات الأوزان الثابته عروضياً .
صوت الشاعر يجب أن يكون على مران ومهارة في الإنشاد الصحيح . ومن غير فصاحة النطق وسلامة الصوت لن يستطيع إبداع شعر المحاورة إلا بمشقة .

ولكن في النظم يشترط ضبط الأوزان والتأكد من الأوتاد والأسباب وعمليات طويلة لإختبار القصيدة .
أبسط عملية هي تركيب القصيدة على لحن غنائي مشهور . ثم التأكد من صفاء الوزن ودقة الألفاظ .
الواحد يقول القصيدة , ثم يختبرها .
وليس أن يعرف الأوزان والعروض وتفاصيلها ثم يحاول كتابة الشعر فلكل جانب تخصص الأول يكون للشاعر والثاني سوف يصنع ناقد .


تذكرون جميعاً قصيدة الفراعنة ( ناقتي ياناقتي )

عندما قال ( وصليني لابتي )
البعض أعتقد أنه يقصد وصليني لا بيتي يعني ( إلى بيتي ) . يريد الذهاب إلى بيته .
وبهذا يتغير الساكن والمتحرك والمدود وقد يخرج من بحر إلى بحر ..
شف العروضيين قعدوا عند ناقة الفراعنة هواش .
واحد يقول المديد الكامل والثاني يقول مجزوء .
فكانت مثيرة للعروضيين بشكل خطير وأثارت نقاط تجاهلها الخليل ولم يحب الكثير من قدماء العروضيين التطرق لها .
وإن دل هذا فإنه يدل على إجادة الشاعر وثقافته الأدبية العميقة تطبيقاً ودراية .
لذلك فإن الشعراء يتفاوتون في النظم كما تتفاوت صناعة الخبز من قرص مستعجل إلى أفخر أنواع الكيك العالمي .
وهو كله خبز صالح للإستهلاك ..
وكذلك الشعر يوجد فرق بين قصيدة وأخرى إلا أن شعراء المحاورة أقرب للحكمة وقوة العقل بعكس شعراء النظم تجدهم أقرب للعاطفة الجياشة والإنفعال النفسي ..
تجد في شعر مطلق الثبيتي رحمه الله وأسنكه فسيح جناته منهج في الأسلوب يعتمد على دارية علمية وأكاديمية وعقل متمرس على معالجة مفاهيم متعددة الإتجاهات .
ومن أجمل أقواله :

اختـار سمحـات الـدروب النظيفـة
اللي غسلها رايـح المـزن برشـاش
يمشونهـا قـوم النفـوس الشريـفـة
اللي ضمايرهـم نقيـة كمـا الشـاش
ابيوتهـم مثـل الحصـون المنيـفـة
ما هي لطير البوم غيران واعشـاش
وإحلالهـم للضيـف دايـم مريـفـه
لو رجلهم يسرح ويضوي على مـاش
والرجـل منهـم مـا يخلـي رديفـه
إن ما ت مثله مات وان عاش له عاش
وان مات منهم رجـل عقـب خليفـه
يطعن نحور القـوم ويـرد الادبـاش
يعرف هدف روحه ويعـرف وليفـه
ما يعرف الخونـة ولا هـو بغشـاش

إلى قوله :


ولا هو كمـا سبـع سنونـه ضعيفـة
دايـم يلحسهـا وللعظـم عــراش
وان شاف له في غيبة النـاس شيفـة
ما هو بخبل لأخضر العـود قـراش
دنيـاه لـن صـارت ذلـول عسيفـة
طوع علهيـا كـل عاصـي ونفـاش
وان جاع ما وقع كمـا طيـر جيفـة
وان عري ما يلبس سماليل وإخيـاش


وفي المحاورات له مدوانات زاخرة بالأساليب والحكم الجميلة ومهارات في الفتل والنقض المبنى على فهم حقيقي لمقاصد الطرف المقابل . وليست نقائض عشوائية .


أزكى تحية للجميع .















رد مع اقتباس