عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 20-Feb-2008, 06:50 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العود أبو موس
عضو فعال

الصورة الرمزية العود أبو موس

إحصائية العضو





التوقيت


العود أبو موس غير متواجد حالياً

افتراضي

مَكرك لا

كيف يمكننا زراعة مفاهيم وترسيخ تجارب تحفز في قلوب الأبناء نباهة تثير العقول على التفكير الماكر .
المكر هو الحيلة , أو الإحتيال للتغلب على مشكلة حسب مفهومي الشخصي للمكر .
وقد يكون لكل إنسان حقل خاص لتجارب ماكرة في الحياة .
المكر لا يكون إلا بالتظليل . أو صرف الإنتباه لموضوع لأجل تحقيق غاية تخدم هدف موضوع أخر .
كأن يقول االثعلب للغراب أسمعنى صوتك الجميل وأطربني في الوقت الذي يكون في فم الغراب سمكة .
عندما يبدأ الغراب في الغناء لن يفكر بالسمكة التي سوف تسقط لصالح حظ الثعلب .
ومن هذا المبدأ أقول أن المكر الحقيقي يكمن في تحويل حظ الأخرين لصالحك .
كثيراً ما أرتبط الثعلب بصفة المكر , بالرغم من طبيعته البسيطة كأي حيوان صائد . أو بالأحرى حيوان يجتهد للحصول على مايريد وأخذ مال الغير بإستحقاق مبني على تفريطهم بما يملكون .
أي أن المكر هو كيف تجعل الأخرين يفرطون في أستحقاقاتهم الطبيعية . كأن يكون في منقار الغراب سمكة ويطلب الثعلب منه الغناء .
سوف يحصل الثعلب على وجبة جاهزة , وقد يحصل الغراب على بعض المجاملة والتصفيق والتشجيع أيضاً . ما البأس في ذلك عندما يكون غناء الغراب مرهون بسقوط سمكة تصلح وجبة لذيذة في بطن الثعلب .

أرود الفكرة من جانب أخر أو إتجاه أخر :
متى لا يكون للمكر فائدة ؟
عندما يكون الثعلب في القفص , حتى لو غنى الغراب لن يكون في سقوط السمكة فائدة . عندها من الأسلم أن لا يغني الغراب .
أن اللذي يشغل الثعلب هو كيف يخرج من القفص , أو على الأقل كيف يتدبر طعامه . كأن يجذب إليه فأر أو عصفور صغير , يخرج لسانه بحركات سريعة لكي يوهم العصافير أن لسانه دودة , مع إتقان شديد لتمثيل دور الميت . يقترب العصفور لكي ياكل لسان الثعلب متوهماً أنه حشرة فيكون طعاماً للثعلب . فليس من المكر أن يفكر الثعلب بوجو غراب يرمي السمكة بعد إيهامه بأنه يمتلك صوت شجي ومطرب .

الذئب مقارنةبالثعلب , هل يوجد خاصية توجد في الثعلب ولا توجد في الذئب ؟!
بالإضافة لكل ما يملكه الثعلب فإن الذئب لا يستخدم أسلوب المكر فقط , بل يدمج المكر مع الذكاء والقوة بالإضافة إلى الصبر .
الذئب حيوان صبور جداَ ومتأني وهادئ جداً عندما يريد هدف .
وإذا قلنا أن الذئب قريب للكلب المستأنس , فإن الأخير لا يملك إلا القوة والذكاء , ويفتقد للمكر والقدرة على الإحتيال .
مثلاً : يقوم الذئب بنفخ الهواء من رئته في جحر الجربوع , بعد تحديد موقعه ومكان خروجه بناء على ما ينصت ويتشمم . وعندما يخرج الجربوع يبادره بلطمه سريعة . فإن أخطأت لا يكلف نفسه كثيراً في مطاردة جربوع .
ولكن الكلب ينفخ بنفس الطريقة وعندما يخرج الجربوع يثب خلفه ويطارده حتى يتعب وينهكه الجري ويرجع ولسان حاله يقول " يلعن أمه ما قدرت أمسكه ياشيخ ... طيب يوم أنك ما تقدر تمسكه ليش تطارده " .
هذا الكلب مجهود بدني فقط وذكاء لا يستفيد منه شخصياً .

ولا أعرف لماذا أستطرد في هذه البعثرة .
إلا أنني رأيت اليوم من يحتضن كلب , وأنا أكره الكلاب كره شديد , كره غير طبيعي ممزوج بإشمئزاز .
ما الذي يخطر ببالي عندما أجد أحدهم برفقة كلب , سواء في صندوق سيارة مقناص أو داخل طوق ينتهي بيد أحدهم يتباهى بإمتلاك كلب .

اليوم رأيت كلب .. كلب حقيقي يحتفي به مجموعة من الأجانب الهنود ويعطونه حليب , وهم فرحين به . يوجد أطفال يتحلقون لرؤية الكلب وهو يشرب حليب ويفزعون عندما يهرب الجرو داخل المحل ويلوذ يقدم من أعطاه طبق الحليب .
عندها فقط , ووراء قدم من أعطاه الحليب , رأيت الكلب يرخي رأسه على يديه يشعر بالأمان .
هذا هو : أمان الكلاب .
وهكذا تشعر الكلاب بالأمان وراء أقدام الأخرين ..
فلا يلومني أحد في كره الكلاب .

أنا أقصد الكلاب الحيوانات " الكلاب ما غيرها " ولا أتجه لمقصود أو أعرض بأحد .
من جد أكره الكلاب , وأكرة أسلوب الكلب في تدبير شؤون طعامه وأمنه وسلوك مجتمع الكلاب .


اليوم شفت كلب قريب جداً مني وكنت مجبراً على البقاء حتى ينتهي الفني من تصليح سيارتي .
شعرت بغضب , وحنق , مشيت زعلان من الغرابي
لأني شفت كلب !
شوفة الكلب تزعلني
ولا أحد درى عني !
مدري ليه أقولها , ولكن لو ما قلتها يمكن يضرني عدم كتابة هذا الكلام .

أصرخ أقول الكلاب تستفزني . كلب يمشي في الشارع يثير عندي كل هذه المشاعر العدوانية .. مجرد رؤية كلب .. من بعيد .
يارب لطفك .. وأنت تعلم كيف أرى هذا المخلوق فلا تجعله غريماً لي يوم القيامة .
صدقوني :
حتى إيذاء الكلاب أو نهرها أو رميها , لا أقوم به , كيف أكون خصماً لكلب يوم القيامة .


الأسد :
كل ما شفته أزم شفتي وأصدر نحوه صوت مستفز للرجال , الأسد بالرغم من قوته إلا أنه إتكالي ولا يصيد لنفسه إلا قليلاً وزائد أنه لا خاتمه ولا صحبه معه , فهو يقوم بأكل المصابين من أفراد مجموعته .
كذا .. إذا مرض خويه أو تعرض لإصابه يأكله ويوفر الصيد ليوم ثاني .



بين الغباء , والبلادة ,والحذر , والذكاء ,والإنتهاز , والإستغلال ..
يكون المكر , خاصية لا تتحقق إلا باللعب الفردي , وتقديرات الموقف وإختيار أفضل الممكنات لتحقيق الهدف .
بالإضافة لكل ما يتمتع به الذئب والثعلب . فإن النمر يسمو بنفسه بوثبات تتجاوز 11 متر . لتكون مهاراته الفردية لا تحتاج إلي أخر يعاونه .
فهو إنعزالي : قبيلة بمفردة . ومن أهم ما يميزه أنه لا يصدر له صوت عندما يتألم .
ولا يشاركه أحد في صيده يفكر بهذا قبل أن يثب على فريسته يلتفت ويتأكد من خلو المكان وأنه سوف يأخذ الوقت الكافي لكي يسحب فريسته ويرفعها إلى شجره , ويقدر وزنها وكل التفاصيل اللازمة للحصول على وجبه غذائية جيدة ونزيهة ولا تجعله صياداً للأخرين .
ثم يتوكل على الله ويثب .

لأدري لماذا أنقرض النمر من جزيرة العرب . هل لأننا نعيش جماعات كثيرة ؟!
واللهي مدري ..
لا احد يعيش بمفرده في جزيرة العرب .















آخر تعديل العود أبو موس يوم 20-Feb-2008 في 07:01 AM.
رد مع اقتباس