سورة المدثر
(الْمُدَّثِّرُ) : المزمل والمدثر بمعنى واحد وهو المتغطي بثيابه ..
( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) : يحتمل أن المراد بالرجز الأصنام والأوثان ..
( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) أي: لا تمنن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية ..
(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُور) : فإذا نفخ في الصور للقيام من القبور ..
( وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا) أي: مكنته من الدنيا وأسبابها، حتى انقادت له مطالبه
( إِنَّهُ فَكَّرَ ) [أي:] في نفسه ( وَقَدَّرَ ) ما فكر فيه، ليقول قولا يبطل به القرآن.
( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو و [لا] أمثاله ..
( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ ) : لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.
( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) أي: تلوحهم [وتصليهم] في عذابها ..
( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) من الملائكة، خزنة لها، غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.
المقسم عليه قوله: ( إِنَّهَا ) أي النار
( لإحْدَى الْكُبَرِ ) أي: لإحدى العظائم الطامة والأمور الهامة ..
( رَهِينَةٌ ) بها موثقة بسعيها، قد ألزم عنقها، وغل في رقبتها ..
( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ) : نخوض بالباطل، ونجادل به الحق ..
(حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ) : كأنهم حمر وحش نفرت فنفر بعضها بعضا، فزاد عدوها ..
(فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) : من صائد ورام يريدها، أو من أسد ونحوه ..
(يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً) : نازلة عليه من السماء ..
فائدة :
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلا إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) .
هذه الآيات، نزلت في الوليد بن المغيرة، معاند الحق، والمبارز لله ولرسوله بالمحاربة والمشاقة، فذمه الله ذما لم يذمه غيره، وهذا جزاء كل من عاند الحق ونابذه، أن له الخزي في الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى، فقال: ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) أي: خلقته منفردا، بلا مال ولا أهل، ولا غيره، فلم أزل أنميه وأربيه ، ( وَجَعَلْتُ لَهُ مَالا مَمْدُودًا) أي: كثيرا ( و) جعلت له ( بنين) أي: ذكورا ( شُهُودًا) أي: دائما حاضرين عنده، [على الدوام] يتمتع بهم، ويقضي بهم حوائجه، ويستنصر بهم ..
====
سورة المزمل
(المزمل) : المتغطي بثيابه ..
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا) : نوحي إليك هذا القرآن الثقيل أي العظيمة معانيه الجليلة أوصافه ..
(إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ) : الصلاة فيه بعد النوم ..
(هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا) : أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان ..
(وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا) : انقطع إلى الله تعالى ..
(أَنْكَالا) : عذابا شديدا، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب ..
(وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ) : وذلك لمرارته وبشاعته، وكراهة طعمه وريحه الخبيث المنتن ..
( كَثِيبًا مَهِيلا) : بمنزلة الرمل المنهال المنتثر ..
( كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا) : لا بد من وقوعه، ولا حائل دونه.
فائدة :
( وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير، فائدة كبيرة، وذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أمر به، إما أن لا يفعله أصلا أو يفعله على وجه ناقص، فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار، فإن العبد يذنب آناء الليل والنهار، فمتى لم يتغمده الله برحمته ومغفرته، فإنه هالك ..
====
سورة الجن
( يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ ) والرشد: اسم جامع لكل ما يرشد الناس إلى مصالح دينهم ودنياهم ..
(وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا ) : تعالت عظمته وتقدست أسماؤه ...
(شَطَطًا ) : قولا جائرا عن الصواب، متعديا للحد ..
( رَهَقًا ) : طغيانا وتكبرا لما رأوا الإنس يعبدونهم، ويستعيذون بهم .. قدموا على الشرك والطغيان.
(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ ) : أتيناها واختبرناها ..
( رَصَدًا ) : مرصدا له، معدا لإتلافه وإحراقه ..
(كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ) : فرقا متنوعة، وأهواء متفرقة ..
(فَلا يَخَافُ بَخْسًا وَلا رَهَقًا ) : لا نقصا ولا طغيانا ولا أذى يلحقه ..
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ) : الجائرون العادلون عن الصراط المستقيم ..
(لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ) : هنيئا مريئا ..
(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) : لنختبرهم فيه ونمتحنهم ليظهر الصادق من الكاذب.
(عَذَابًا صَعَدًا) : شديدا بليغا.
(وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) : ملجأ ومنتصرا.