اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الهيلوم
العود ابوموس مشكور علي الابداع
|
أشكر مرورك وتوقيع حضورك في الموضوع
مرحبا نواف
ينسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال ( حدث الناس بما يعرفون إن لم يعرفوا كذبوا ) .
والمقصود كما أراه من المعرفة التي يجب أن يتحراها الإنسان في الناس , هي القدرة على التعلم .
مهما حدثت البدوي الذي لا يرى البحر ألا نادراً في حياته , عن حيل وأساليب صيد السمك وكيف تصنع الشباك وكيف يختار سنارة الصيد الجيدة فلن يستوعب , حتى لو كان عبقرياً وشديد الذكاء وقوي الفهم .
ولكن أفتح له موضوع عن الصحراء ولو في طريقة صيد اليرابيع وكيف يتعرف على أماكنها ,
ستجده عميق المعرفة وكثيف التجربة وسوف ينهمر مثل الشلال في سرد المواقف والتجارب والخبرات في هذا الشأن إلى شؤون أخرى في الصحراء وعلومها والتكيف معها . ويتطور بك الإستماع إلى تجارب أخرى في صيد الأرانب والظباء والوعول والطيور وأساليب الصيد وإختلافها من بيئة صحراوية إلى أخرى .
وقد تجده محدثك موسوعة في أسماء الأمكان والنباتات ومواسمها وأطيب المراعي والأمكان التي يلذ بها لحم الصيد .
وسوف تجده غير قليل في معرفة النجوم والأشعار وسوف يطيب معه السمر والألفة وسوف تجده عارفة .
لكن لا تتقرب إليه بمجال لا يعرفة ولا يدري عنه كالبحر أو الجو أو تفكير لا يستخدمه في حياته .
يوجد أشخاص في المجتمع يحتاجون تذكير بشروط الصلاة , وأركانها , وأوقاتها وكيفية الآذان , ومتى يسمح بسجود السهو ومتى يلزم إعادة الصلاة .
حتى المتعلمين يعتريهم نسيان وغفلة تحتاج إلى تذكير .
هذه أمور واقعية .. ومفيدة .. وتنعكس على حياة المستمع فوراً لأنه سوف يصلي بعد ساعة أو ساعتين .. ويحتاج إلى مثل هذه المعرفة التي تكون ضمن الأولويات .
بعيداً عن مشاكل الفكر والقضايا الدولية والخلافات التاريخية القديمة المضحكة .
وأولئك الذين يتحدثون عن السياسة والحكومة , أليس من الأفضل إعادة التذكير بالتعاميم والشروط في اللوائح النظامية التي يحتاجها الإنسان في تعاملاته مع الإدارات الحكومية التي يزورها يومياً تقريباً .
بدلاً من إنتقاد الوزارة الفلانية والمسوؤل الفلاني ..
هل تتخيل ثاكلة تنوح وتلطم وجهها باكية ..
هل تتخيل أحدهم يتحدث في مجلس إجتماعي عن الفساد والعلمانية والقرارات الدولية ..
لافرق ..
لماذا لا يقوم الناصح بالتذكير ببر الوالدين , والمودة بين الزوجين , وتربية الأطفال على الفصاحة والشجاعة والجراءة في الحق .
لماذا لا يتكلم عن الرفق بالحيوان , والتوفير .
وعن فضل الصدقات وإقامة المآدب وجمع الأقارب وصلة الرحم .
ولماذا لا يتكلم عن فضل الصدق وفائدة شيوع المعروف بين الناس لمن يقوم به , ولماذا لا يكثر من الذم في المغتاب والنمام والسعي بين الإبن ووالده والأخ وأخوته بما يفرقهم ويثير الشحناء في نفوسهم .
يأخي هاذي هي المرجلة اللي نعرفها أباً عن جد .. يتوارثها الناس وهم لا يقرأون ولا يكتبون وغير مشغولين بقضايا الشرق الأوسط وأزمة الإنفاق الحكومي وإرتفاع سعر الفائدة في الخزينة الأمريكية ؟!!!!!
وهذا هو الصحيح سوف تطوف كل الكتب التي سطرها حكماء العقول والناس وتجدها تتفق مع الذي يتفق عليه شيبان جماعتك . البدو غير المتعلمين البسطاء ..
أولئك الذين يذكرون قصص الغزو والحروب لكي يعتبر الجيل منها , ويرى كيف كان الجهل , وكيف كان الإنسان النبيل والطيب يحتفظ باخلاقه وسموه حتى في أحلك أزمنه الجهل والظلم .
فتجد بعض الشباب يأخذ هذه القصص لمزيد من العصبيات والعنصرية ويعقد يهايط بها في كل مكان ...
ندري إن رمح ذياب زرق عين الزناتي .. !!
طيب , في مثل هذه المعلومات الثقافية , هل يوجد فائدة تنعكس على حياة الناس , في وقتنا المعاصر . وظروف واقعنا ؟!
يوجد وقائع ثقافية خطيرة وتكشف عن حالات مرض فكري تتمثل هذه الوقائع في هيئة : شعراء , وكتاب , ومثقفين , ومنتديات , وقنوات فضائية , ومجلات وصحف , ودعاة بأسم الدين . ومسؤولين ..إلخ
تجدها في أمثلة مصغرة لا تتعب في تقصيها ضمن المناسبات الإجتماعية العادية .
لم نعد نخاف الوقوع لان ما نخافه وقع , ولا لم يعد للشك والريبة والتحقق فائدة لآن الأمر مكشوف .
نحتاج إلى فصل طويل من الإعترافات ..
فمتى تكون ثقافة الإعتراف مقدمة على غيرها لكي نستطيع تصحيح كل ما حولنا ونكتشف الأخطاء التي تتربص بعقولنا كالألغام .
هذا محرض , ودافع ليس بالهين ولا القليل يفيض من صدري ..
عندما أرى المكابرة والتعالي و الغرور , والتمويه ...
وتلك القيم العفنة الرديئة لا تستنكر ..
هل لأن الجميع شبعان خبز ؟!
هل لأن الجميع يعتقد أنه بأمان دائم ؟!
كيف يفرض الإنسان حضوره في المجتمع التي يتكون من أطفال ونساء وعجائز وشباب وشيوخ وفقراء وأغنياء ...إلخ
قديماً كان الإنسان بفرض حضوره في المجتمع بالأفعال الطيبة .والأقوال التي تتسبب في أفعال طيبة .
وأعتقد أن هذا المبدأ فعال حتى الآن ..
يعني لا تلزمني ثقافة أحدهم ... بقدر ما ألتزم لكل فعل طيب .
المثقف الأديب هو الذي يقوم بأفعال طيبة بين الناس .
اللي ما يربط كلامه بفعل , هذا الإنسان يكون وسيلة للتسلية وقضاء وقت فراغ ممتع ..
وش أستفيد من دكتور طبيب في جماعتي , ما يزور عيال عمه المنومين ويتأكد من سلامتهم وسلامة تطبيبهم .
وش أستفيد من مدرس .. ما يتابع الظروف الشخصية والعائلية لكل الطلاب من جماعته في المدرسة التي يعمل بها .
وش أستفيد من ملتزم ومطوع وإمام مسجد لا يعرف من هم فقراء الحي الذي يعيش فيه ولا يصلح بين الجيران .
وش أستفيد من واحد فاتح بيته في الصبح والمساء على شبة النار والمعاميل .. ولا ترد النميمة والغيبة على قائلها في مجلسه ؟!
وش أستفيد من تاجر في عيال عمي يدور فيني زود ريال مكسب ؟! ما أقول أبي منه ببلاش , ولكن نشره على الطيب .. !!
هذه من جوانب الثقافة الإجتماعية .. التي نعرفها ويكررها الأباء عن الأجداد في كل مناسبة .. ولا ترى لها أصداء في حياتنا الواقعية ..
هل المشكلة فينا نحن ؟!
أو في الزمان والمكان والناس ؟!
وحتى أفعال الطيب عندما تختفي لا يوجد مشكلة .. كل مستغني ..
التردي ليه ؟!
فيه ناس تسأل نفسك وتشك فيها , وأنت تقول : هو فلان وش اللي يحده على فعل كذا وقول كذا ؟!
إذا كان ما قدر على فعل الطيبة , ليش ما يجنب عن الردية , ما يبيلها شي ولا يتعب الإبن آدم عندما يتجنب الرداءة .
ما تكلف شي ؟! وتجد من يبادر بالكلمة الشينة والفعل الأمحق وكأنه في سباق على علم طيب .
سبحان الله .
في هذا وشرواه .. البعيدين .. لا ينفعك الشك ولا التحقق ولا حتى الصبر .
الجاهل معذور حتى يتعلم .. ويعرف .
ودمت بخير .