سياسيا يبدو أن فترة الحصار الغربي لليبيا .. ومن بعدها الاطاحة بنظام صدام حسين كانت كافية لترويض معمر القذافي .. فالقذافي رغم أن جاء علانية للحضن الأمريكي متأخرا إلا أنه قد جاء مندفع بشكل عنيف فخلال الفترة القصيرة من عمر الوفاق الأمريكي الليبي فقد أتى بما لم يأتي به الأوائل!! وقدم كل مافي وسعه قربانا لإرضاء امريكا أو على الاقل غض النظر عنه والثمن الأكبر لهذا الوفاق والولاء منقطع النظير دفعه ويدفعه الشعب الليبي الشقيق .. وربما يدفع الشعب العربي جزءا كبيرا منه !!
أما من الناحية السيكولوجية فالقذافي معروف بأنه مصاب بانواع عديدة من الأمراض النفسية الى جانب شخصيته ذات المزاج المنحرف عن الطبيعة البشرية ..!! وربما لا يستطيع أطباء العالم تشخيص مالديه من امراض عقلية ونفسية!!
كل ذلك يتجسد في القصص العجيبة والمواقف الغريبة للقذافي مع اجتماعات القمم العربية أهمها أن لا يمكن أن يتفق مع العرب على أي امر ويحاول الخروج على الاجماع العربي حتى في لحظات الصمت والسكون أو الاستماع فضلا عن النقاش في امور الأمة العربية .. فمنذ أول مشاركة له في عام 1970م وهو يحاول البروز والظهور بشكل يجعل العرب يعترفون بقدراته الخارقة لكنه في كل مرة يخونه حدسه ومستشاريه فتوالت سقطاته... فتارة لا يحضر وتارة يحضر ليخرج من القمة بتقليعة غريبة .. وتارة يفتعل أمورا ليفسد القمة ويجذب الأنظار له!!!
وآخر تقليعاته كانت في قمة تونس اليوم ففي الوقت الذي كان يلقي رئيس مجلس الوزراء البحريني كلمة بلاده حاول ان يشتت الانتباه فقام بإشعال سيجارته و اتجه للرئيس المصري ليقول له إنها سيجار أمريكي !!!
ثم أثناء إلقاء عمرو موسى لكلمته التي كانت قوية جدا وجريئة جدا وذات معاني ودلالات قوية خرج من الاجتماع متذرعا بجدول اعمال القمة وهو قد عرفه قبل وصوله الى القمة!!
أما ثالثة ألأثافي فكانت رده على أحد أسئلة الصحفيين حول علاقة بلاده مع امريكا حيث أكد القذافي أنه لا مشكلة على الإطلاق بين ليبيا والولايات المتحدة، داعيا إلى التقاء "الثورة الليبية" مع "الثورة الأميركية"، لمواجهة ما أسماه(( النظم الثيوقراطية المستبدة التي تستغل الدين لقمع الشعوب))، وأشار إلى أن جورج واشنطن كان قائد ثورة ضد الظلم والطغيان، وتمنى أن يسير جورج بوش على هذا الدرب.!!!
والقذافي الذي يحاول كل مرة يفسد أجواء القمة جاء على طائرة تحمل لا فتة الأفريقية وحاملا بيده سيجاره الأمريكي الذي اصبح يفتخر به مما يشير إلى أنه جاء ليس للمشاركة بل لأفساد القمة العربية وشق الصف العربي رغم أن وجوده لا يزيده إلا خبالا إلا أن خروجه من الاجتماع له تأثير سياسي وإعلامي على مايصدر من قرارت !!
واللوم يقع على الرئيس مبارك وأمين الجامعة العربية اللذين يحاولان في كل مرة إعادته فمن المفترض ان يصدر قرار من الجامعة العربية بشطب ليبيا من الجامعة العربية جزاء تصرفات هذا المعتوه مع القمم العربية والخروج المتكرر عن الاجماع العربي!!!