[كلاشينكوف]

من كتاب :الأدب الشعبي في الحجاز
تأليف : الأستاذ والباحث / عاتق بن غيث البلادي
دار مكة للطباعة و النشر و التوزيع
التكافؤ في الزواج - ص 272 إلى ص 274

لاشك أن المسلمين أكفاء ، وهناك أثر يقول : من أتاكم ترضون دينه و خلقه فأنكحوه . وروي عنه صلى الله عليه وسلم : " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى " .

غير أن القبائل العربية اليوم لديها قواعد و تقاليد تمنع بعضها أن يزوج بعضا ، وهي فروق طبقية تجعل كل قبيلة من طبقة معينة ، كما يلي :

1) الأشراف : وهم ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وهم في عرفهم لا يزوجون بناتهم لغير هذه الطبقة ، بينما يتزوج رجالهم ممن شاءوا من القبائل الأخرى ، ولديهم بنات جاوزن الثلاثين عوانس لا ذنب لهن إلا أنهن من أرومة شريفة طاهرة ، وكان الأولى بهن الاحصان ، وهذه العادة متأصلة حتى في المثقفين منهم ، فقد قلت مرة للشريف شاكر بن هزاع قائمقام مكة : لماذا الاصرار على هذه التقاليد ؟ فرأيت منه اصرارا جعلني أحول مجرى الحديث ، وهو من المثقفين الواسعي الاطلاع.

2) السادة : وهم أبناء الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهؤلاء يزوجون بناتهم للأشراف ولا يزوجون غيرهم ، ويتزوج رجالهم كالأشراف ممن شاءوا من القبائل ماعدا الأشراف ، و مع أن الحسن والحسين - رضي الله عنهما - أخوان فلا يجوز للحسيني الزواج من الحسنية .

3) بقية بني هاشم كالعباسيين و العقيليين : يزوجون الطبقتين الأولى و الثانية ولا يتزوجون منهما . وقد لا يتزاوجون هم - أبناء هذه الطبقة - بينهم ، فكل يرى له فضلا و مقاما أكبر . ومن هؤلاء : الجبرت أو الجباريت في سليم ، ويدعون أنهم أبناء عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه .

4) الشيوخ أو المشايخ و عـــــدوان : وهم يزوجون الطبقات المتقدمة ولا يتزوجون منها ولا يتزاوجون بينهم ولا يزوجون بقية القبائل ، و الشيوخ منتشرون في الحجاز ويدعون أنهم من الأنصار ، والله أعلم .

5) عامة القبائل مثل حرب و عتيبة و قحطان و مطير الخ : و هذه تتزاوج فيما بينها و تزوج الطبقات الأربع السابقة . ولكن هناك قبائل أخرى تمتنع عن تزويجها . وهي قبائل ثابت أصل معظمها ، بينما جهل بعضها وجهل المؤرخون نسبها .

6) عوج دخان : اسم غريب يطلقونه على القبائل التي لا يرون التكافؤ في الزواج معها ، فلا يزوجونهم ولا يتزوجون منهم ، من هؤلاء :

أ) هتيم : قبيلة عربية ، أوفيت الحديث عن نسبها في كتاب "معجم قبائل الحجاز" و كذلك في كتابي "رحلات في بلاد العرب" .

ب) الحويطات : وهم فيما ظهر لي بقايا جذام ، وقد أوفيت الحديث عنهم في المرجعين السابقين .

ج) الخضيريون : بطون كثيرة منتشرة في نجد ، لا يتزاوج معهم من يعتد بأرومته ، وليس في هذا الكتاب مجال للحديث عن الأنساب و أسباب ذلك ، وقد تحدثت عنهم بأوفى من هذا في كتابي "الرحلة النجدية" .

وخلاصة القول : أن العرب أكفاء ولا يجيز الإسلام هذا التمييز ، ولاشك أن العلم سيقضي على مثل هذه العادات ، فكلنا لآدم و آدم من تراب .