كشف مصدر عسكري في جيش الاحتلال الأمريكي في العراق ان قوات مشاة البحرية الأمريكية المارينز المنتشرة حول مدينة الفلوجة لجأت الى تقنين الحصص الغذائية المخصصة للجنود بعد نقص المخزون الغذائي بسبب هجمات المقاومة العراقية على قوافل التموين المتجهة لتلك القوات .
وقال المتحدث "بدأت كل معسكرات الفرقة الأولى لمشاة البحرية في تقنين الغذاء منذ الأحد" مضيفا "بعض المعسكرات لا تقدم سوى وجبة ساخنة واحدة في اليوم في حين ما زالت أخرى تقدم وجبتين". وتكتفي القيادة العامة بتقديم وجبة إفطار ووجبة غداء ساخنتين بعد ان تعرض خط الإمدادات لعدة هجمات منذ بداية الهجوم على الفلوجة قبل أسبوعين. وقال السرجنت دنيس رويز مسئول المطعم في قاعدة الرمادي الرئيسية حيث يتمركز 1200 من مشاة البحرية "لا نريد استنفاد المؤن لان الغذاء لا يقل أهمية عن الحياة". وأضاف "هذا لا يعني أننا نعاني من انقطاع المخزون الا أننا نريد ان تتمكن الشركات التي تتولى نقل الغذاء من الوصول الى هنا في أمان". وأوضح السرجنت رويز انه لم يتلق اي تموين غذائي الأسبوع الماضي مؤكدا قرب وصول شحنة أغذية.
وكان جيش الاحتلال الأمريكي في العراق وكبير موردي الإمداد والتموين الى جنوده هناك قد أعلنا في 13 أبريل تأجيل إرسال قوافل الإمداد للقوات الأمريكية الى حين تحسن الأوضاع الأمنية ، وذلك بعد تعرض عشرات القوافل لهجمات رجال المقاومة .
وقال دان كارلسون المتحدث باسم قيادة إمداد الجيش الأمريكي في الينوي ان بعض قوافل الإمدادات تأجلت بعد وقوع سلسلة هجمات وعمليات أسر شملت مقاولين عاملين مع جيش الاحتلال ، موضحا انه لا يستطيع الإدلاء بتفاصيل عن ماهية الإمدادات التي تقرر تأجيل إرسالها وما إذا كان هذا سيؤثر على عمليات الجيش.
والمقاول الرئيسي لعمليات الإمداد والتموين للجيش الأمريكي هو شركة كيلوج براون اند روت "كيه.بي.ار" ومقرها تكساس. وتتبع الشركة مؤسسة الخدمات النفطية العملاقة هاليبرتون التي كان يرأسها ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي. وللشركة 24 ألف موظف في العراق يعملون في كل شيء بداية من نقل الغذاء والشراب في شاحنات للقوات وصولا الى تسليم البريد. وتعرضت القوافل التي تسير تحت حماية الجيش أو شركات أمنية خاصة لهجمات خلال الموجة الأخيرة من عمليات المقاومة . وفقد سبعة من موظفي "كيه.بي.ار " في العراق منذ ان تعرضت قافلتهم لكمين يوم الجمعة الماضي. وقتل 30 آخرون من موظفي الشركة والمتعاقدين معها من الباطن خلال العمل بالعراق.
وحذر ستيفن شونر خبير المشتريات الحكومية في جامعة جورج واشنطن من ان اي توقف أو نقص في الإمدادات قد يعرض الجيش للخطر ويقلص فاعليته في الميدان. وتوقع أيضا ارتفاع النفقات بشكل كبير لان الجيش سيحاول توفير مزيد من الأمن للقوافل التي تمده بإمدادات حيوية مثل الذخيرة والغذاء ومياه الشرب. وتقول " كيه.بي.ار " إنها كانت في اليوم العادي تقوم بتشغيل 700 شاحنة في الكويت أو العراق لنقل الإمدادات المطلوبة.