الموضوع: الملف العراقي
عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 16-Apr-2004, 06:43 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
ابو غازي
مستشار المنتدى
إحصائية العضو






ابو غازي غير متواجد حالياً

افتراضي

الشرق الاوسط/ بدأت تطرح في الاسواق الشعبية في بغداد اقراص مدمجة تكيل المديح لاهل مدينة الفلوجة التي لا تزال القوات الاميركية تحاصرها منذ الخامس من الشهر الحالي مطالبة بتسليم المسؤولين عن قتل اربعة اميركيين والتمثيل بجثتي اثنين منهم.
وتلقى هذه الاقراص، بالاضافة الى الاقراص الاخرى عن سقوط بغداد وفضائح مسؤولي النظام العراقي المخلوع، رواجا كبيرا خصوصا بعد ان أدان معظم رجال الدين والمسؤولين العراقيين الاستخدام المفرط للقوة التي يستخدمها الجيش الاميركي في الفلوجة.
ويقول احمد علي احد اصحاب محلات الاقراص المدمجة في الباب الشرقي وسط بغداد ان «هذه الاقراص التي تتغنى بشجاعة اهل الفلوجة بدأت تلقى اقبالا كبيرا من الناس، ونحن بدورنا سعداء بما تحققه لنا عملية بيع العشرات من هذه الاقراص من ارباح».
واضاف ان «هذه الاقراص بدأت تنافس الاقراص المدمجة لسقوط بغداد المذل واعتقال صدام وحفلات الصخب لنجلي الرئيس المخلوع عدي وقصي وعمليات التعذيب التي كان يمارسها عدد من مسؤولي النظام امثال وطبان الاخ غير الشقيق لصدام وعلي حسن المجيد ابن عم صدام والتي يتداولها العراقيون منذ عام».
ويوضح علي ان «العراقيين تعودوا على سماع مثل هذه الاغاني الوطنية التي تثير في نفوسهم الحماس وتنسيهم السقوط المذل لمدينتهم واحتلالها من قبل الاميركان».
وتابع يقول «طيلة العقود الثلاثة الماضية كانت هناك الاف اغاني على هذه الشاكلة، فالعراقيون كانوا يعيشون في حالة حرب دائمة وهذه الاغاني كانت تمدهم بالدفع المعنوي الذي هم بأمس الحاجة اليه».
وحول مصدر هذه الاقراص، قال «انها لمطربين ريفيين من محافظة الانبار وتسجل هناك في محلات خاصة بالاقراص المدمجة وتأتينا عن طريق الناس من ابناء هذه المحافظة ونحن نقوم بدورنا بتسجيل نسخ منها وبيعها للناس».
وتقول كلمات احدى هذه الاغاني التي تم تأليفها على شكل مدائح نبوية والتي تركز على وصف شجاعة ابناء محافظة الانبار التي تقع فيها الفلوجة «بركان اهل الفلوجة ابدا ما يهيد، ما يرضو بالاميركان يبقون ببغداد» و«اهل الفلوجة سباع واحدهم ذيب (ذئب) خلو بوش بأميركا بأمره محتار».
وقال ابو زينب، 40 عاما، من سكان بغداد ان اسم مدينة الفلوجة العراقية «سيبقى خالدا ابد الدهر». واضاف وهو يقلب النسخ المختلفة للاقراص المدمجة «صحيح كلنا يرفض ما فعله البعض هناك من تمثيل بالاميركيين، لكننا نرفض وندين بشدة ما يتعرض له اهلنا هناك من عملية حصار وقصف وتدمير يذهب فيه في الاغلب النساء والاطفال والشيوخ».
وتابع «كان يمكن ان تسوى هذه المسألة ببساطة ويتم القاء القبض على من مثل بالاميركيين لكن ليس بهذه الطريقة وهذا الشكل، فالعنف لا يولد الا العنف وهذا ما تعلمناه خلال حياتنا التي امتزجت بالحروب والحصار».
وتعرض هذه الاقراص التي يباع الواحد منها بـ750 دينارا عراقيا (50 سنتاً) صورا مأخوذة من القنوات الفضائية العربية للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ومواجهات بين الجيش الاميركي ومسلحين عراقيين وجرحى يرقدون في المستشفيات واناس يبكون على موتاهم بالاضافة الى صور مأخوذة من افلام تظهر معارك ضد قوات الاحتلال. ويقول قاسم علي الذي افترش الارض بهذه الاقراص «نحن فخورون بأهل الفلوجة ونتمنى ان تنتهي الامور الى تسوية سلمية وان يجنب الله شعبها المزيد من الماسي».
واضاف «لم يكن من الجدير معاقبة جميع اهلها بسبب بعض المحسوبين عليها ممن مثلوا بالاميركيين، لذلك فالجميع متعاطف معهم ويأمل ان تنتهي الامور على خير».
ودفعت المعركة عشرات الآلاف من السكان الى مغادرة المدينة واثارت ارتفاع عدد الضحايا انتقادات وجهت الى قوات التحالف حتى من اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي.
لكن مساعد قائد العمليات الاميركي الجنرال مارك كيميت اكد ان اللوم يقع على المقاتلين الذين اتهمهم بفرض «عقوبات جماعية على سكان الفلوجة عبر اختبائهم في المساجد والعيادات والمدارس واستخدام النساء دروعا بشرية»















رد مع اقتباس