عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-Dec-2007, 10:20 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
السَّمَيْدَعُ
عضو ذهبي
إحصائية العضو






السَّمَيْدَعُ غير متواجد حالياً

افتراضي

أكثروا من الذكر والدعاء في هذه الأيام الفاضلة فعن ذكر يوم عرفة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)3.

قال ابن عبد البر: "وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر: لا إله إلا الله).

قال الخطابي: (معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله -عز وجل- وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله -سبحانه وتعالى- ويقدمه أمام مسألته، فسمي الثناء دعاء.



ومن الذكر المشروع لك –أخي المسلم- في هذه الأيام المباركة التكبير وقد علم في وظائف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت، في كل مكان يجوز فيه ذكر الله تعالى, وكلام العلماء فيه يدل على أن التكبير نوعان:

الأول: التكبير المطلق وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، ويستمر إلى آخر أيام التشريق, والثاني: التكبير المقيد وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار أنه عقب كل صلاة ، أيًّا كانت، وأنه يبدأ من صبح عرفة إلى آخر أيام التشريق, وخلاصة القول: أن التكبير يوم عرفة والعيد، وأيام التشريق يشرع في كل وقت وهو المطلق، ويشرع عقب كل صلاة وهو المقيد. ومن الأيام الفاضلة في هذا الموسم العظيم يوم النحر حيث أن لهذا اليوم فضائل عديدة فهو يوم الحج الأكبر وهو أفضل أيام العام؛ لحديث: (إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)4. فهو بذلك أفضل من عيد الفطر؛ ولكونه يجتمع فيه الصلاة والنحر، ولقد اعتبرت الأعياد في الشعوب والأمم أيام لذة وانطلاق، وتحلل وإسراف، ولكن الإسلام صبغ العيدين بصبغة العبادة والخشوع إلى جانب الفسحة واللهو المباح. وقد شرع في يوم النحر من الأعمال العظيمة كالصلاة، والتكبير ونحر الهدي والأضاحي، وبعض من مناسك الحج ما يجعله موسماً مباركاً للتقرب إلى الله تعالى، وطلب مرضاته، لا كما هو حال الكثير ممن جعله يوم لهو ولعب فحسب، إن لم يجعله يوم أشر وبطر، والعياذ بالله.

اللهم اهدنا ووفقنا وسددنا, واغفر لنا وارحمنا, إنك أنت الغفور الرحيم.



--------------------------------------------------------------------------------

1 رواه البخاري -916- (4/34) واللفظ لأبي داود -2082- (6/419) والترمذي -688- (3/224) وبهذا اللفظ صححه الألباني في كل من: سنن أبي داود -2438- (5/ 438) وسنن الترمذي - 757- (2/257).

2 رواه مسلم -1691- (5/198).

3 رواه الترمذي -3509- (ج 12 / ص 8) وصححه الألباني في مشكاة المصابيح -2598- (2/84).

4 رواه أبو داود -1502- (5/94) وأحمد -18292- (39/83) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1944).


منقول موقع إمام المسجد www.alimam.ws