عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 09-Dec-2007, 10:18 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
السَّمَيْدَعُ
عضو ذهبي
إحصائية العضو






السَّمَيْدَعُ غير متواجد حالياً

افتراضي

ولقد دل على فضل عشر ذي الحجة أمور:

الأول: قول الله تعالى: وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) سورة الفجر. قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح.

ومما يدل على فضلها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله –عليه الصلاة والسلام- (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ), قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)1.

وحيث ثبتت فضيلة الزمان ثبتت فضيلة العمل فيه، وأيضاً فقد جاء النص على محبة الله للعمل في العشر، فيكون أفضل، فتثبت فضيلة العمل من وجهين.



العمل فيها متنوع ينبغي لك أيها المسلم أن تحرص على أن يكون لك منه نصيب قبل الممات, ومما يشرع فيها أولاً التوبة النصوح, وهي الرجوع إلى الله تعالى فتقلع عما يكرهه ظاهراً وباطناً وتؤوب إلى ما يحبه ظاهراً وباطناً، ندماً على ما مضى، وتركاً في الحال، وعزماً على ألا تعـود. وما تتوب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات, ومن ذلك المحافظة على الواجبات, والمقصود أداؤها في أوقاتها وإحسانها بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ومراعاة سننها وآدابها, وهي أول ما ينشغل به العبد في حياته كلها؛ فالمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال -عز وجل-: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) سورة المعارج. ومن ذلك: الإكثار من الأعمال الصالحة؛ فإن العمل الصالح محبوب لله تعالى في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله تعالى، من الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام, والأمر المعروف والنهي عن المنكر ... وغير ذلك من طرق الخير, وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله تعالى.



ومن العبادات التي تتميز به هذه الأيام: ذكر الله تعالى؛ حيث له مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ (28) سورة الحـج.

أي أيام العشر يحمدونه ويشكرونه فيها على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ومن الذكر التكبير حيث يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها بحيث يجهر به الرجال، وتسر به النساء؛ إعلاناً بتعظيم الله تعالى, وهناك صيغ وصفات عديدة واردة عن الصحابة والتابعين.