07-Dec-2007, 01:10 PM
|
رقم المشاركة : 8
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعل الحمراني
ونعم فيكم ياسبيع
ولاهي غريبه هالعلوم الغانمه منكم
لكن للامانه
انا سامع هذي السالفه في اكثر من مجلس
في نجد وفي الشمال
ان معشي الذيب هو الشيخ مكازي بن سعيد شيخ العليان من عبده من شمـــر
هذا الى سمعته
مع العلم اني ماني سبيعي ولاني شمري
ولاهي غريبه على شمر وعلى سبيع
اصل طيب وبيوت كرم ولاقصور في باقي القبايل
تقبل مروري اخوي
|
بسم الله الرحمن الرحيم
،؛، معشّي الذيب ،؛،
أخي الكريم / مشعل الحمراني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على المرور بالموضوع واليك ماكتبه أحد النابهين من أبناء قبيلة بني تميم أهل نجد حول الفرزدق معشي الذئب : هل تعلم من هو ذلك الرجل ( معشّي الذيب ) ؟ يطلق هذا اللقب على أكثر من شخص وكلهم حصل لهم موقف مع الذئاب وعرفوا بذلك ، شعبياً وهم : أول من سمعت أنه لقّب بـ( معشي الذيب ) هو : الشيخ / محمد بن سعد بن شعيفان السبيعي رحمه الله . والشيخ / مكازي بن سعيد العليان الشمري من حايل رحمه الله ، ويقال أن حفيده هو من تسمى بتلك التسمية ، ووجدت أن أكثر أهل الشمال يعرفونه بتلك التسمية وكلهم خليق بما اتّصف به ، ولكن هل فعلاً هم أول من عشّى ( الذيب ) ؟ أم يوجد من فعلها قبلاً ؟ في الحقيقة كان هناك من عشّى الذئب قبلهم وأطعمه من زاده وقاسمه طعامه وأمّنه وقال في ذلك قصيدة يمتدح فعله ويصف موقفه من الذئب ، وهو من قبيلة بني تميم و تعرفونه جيّداً وهو : الشاعر الكبير معشّي الذيب ( الفرزدق ) أبو فراس ؛ همّام بن غالب المجاشعي الدارمي الحنظلي التميمي ولكم قصديته التي يقصّ عليكم فيها قصّته :
وَأطْلَسَ عَسّالٍ وَ ما كانَ صَاحباً
= دَعَوْتُ بِنَـارِي مَوْهِنـاً فَأتَانـي
فَلَمّـا دَنَـا قُلـتُ ادْنُ دونَــكَ
=إنّني وَ إيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ
فَبِتُّ أسَوّي الزّادَ بَيْنـي و بَيْنَـهُ
= على ضَوْءِ نَارٍ مَـرّةً وَ دُخَـانِ
فَقُلْتُ لَهُ لمّـا تَكَشّـرَ ضَاحِكـاً
= وَقَائِمُ سَيْفي مِـنْ يَـدِي بمَكَـانِ
تَعَشّ فَإنْ وَاثَقْتَنـي لا تَخُونُنـي
= نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذئبُ يَصْطَحبـانِ
وَ أنتَ امرُؤٌ يا ذِئبُ وَالغَدْرُ كُنتُما
= أُخَيّيْـنِ كَانَـا أُرْضِعَـا بِلِـبَـانِ
وَ لَوْ غَيْرَنا نَبّهَت تَلتَمِسُ القِـرَى
= أتَـاكَ بِسَهْـمٍ أوْ شَبَـاةِ سِنَـانِ
وَ كُلُّ رَفيقَيْ كلِّ رَحْلٍ وَ إن هُما
= تَعاطَى القَنَـا قَوْماهُمـا أخَـوَانِ
وأسوق لكم قصة قصيدته حسب معاني الأبيات بتحليلي الشخصي المتواضع جدّا . حيث ابتدأ بذكر الذيب ( أطلس تعني الذئب الأغبر ) ، وكان عسّالاً ؛ و عسّال تعني المشي الخفيف وهو ما يسموه هنا أحياناً هرف الذيب ، وأنه ليس يعرفه وأنه ليس بصاحب يتّخذ فليس الذئب صديقاً لأنه عرف بالغدر وإن امتدحه البدوّي لنباهته واحتراسه وشراسته ، وذلك حينما أوقد ناره في منتصف الليل فأتاه الذيب ، وقوله ( دَعَوتُ ) أحسّ أن فيها نوع من الإفتخار بصفة الكرم فوصفه أنه يوقد النار في الليل يدعو ، أي ينتظر أي ضيف أو أي أحد ليجعله ضيف ناره . يقول : ( فلما دنا قلت ادن دونك ) أي فلما قرّب الذئب لم ازجره ولم ارده فكأنني باقترابه قلت له ادن قريباً مني ولاتخف فأنت في أمان فأصبح الذيب ضيف الفرزدق على ناره . وقام شاعرنا الفرزدق إلى زاده ( طعامه ) وأخذ منه ، وقسم بينه وبين الذيب قسمتين متساويتين ، وذلك من اعتباره الكامل لضيفه ولو كان ذئباً . ولكن كانت هذه الضيافة محفوفة بالمخاطر وإن رغب بها الفرزدق فقد كان شاهراً سيفه يقول : ( وقائم سيفي مني بمكان ) وكلّ هذا فعله عند رؤيته للذئب ورآه كأنما يضحك ضحكة غامضة فهي كما قال تكشيرة ثمّ ضحكة و هذا يكشف أن تحذّر الفرزدق الشديد من الذئب . وبرغم هذا الجوّ أبى إلا أن يكرم ضيفه قائلاً : ( تعشّ ) وأخذ يخاطبه بمافي نفسه أنه لو عاهده بألايغدر فيه أو يخون وأوثق الفرزدق من حسن تصرفه فإنهما سيصبحان كأي اثنين يصبحون اصحاباً كأنما يقول له : لاتسئ التصرف فقد نستطيع أن نتصاحب و هذا عكس المفترض من الذئب . ويتّضح هذا من وصفه للذئب في البيت الذي يليه حيث يقول : ( وأنت امرؤ ياذئب والغدر كنتما ، أخيّين كانا أرضعا بلبان ) و وصفه بـ ( امرؤ ) وهذه ترقية للذئب لمنزلة العاقل وذلك لمخاطبته إيّاه ، وتأتي امتداداً للمعنى الذي أراده منذ بداية قصيدته وهو إقرائه للذئب وضيافته له كأي ضيف طارق ، فوصفه مع ذلك بطبع الغدر المتمكن منه ، وشبهه بالاخويين الذين رضعا اللبن من درٍ واحد . وأخذ يذكر للذئب تفرده وكرمه عليه وفرقه عن غيره من الناس بأنه ( أي الذئب ) لو ذهب لأحد غير الفرزدق لما وجد هذه الضيافة ( القِرَى ) وسيجد بدلاً عن هذا اناساً يقتلونه فقال : ( أتاك بسهم أو شَبَاةِ سِنَانِ ) وشباة سنان معناه حدّ الرمح . وبين للذئب بعد هذا أن كل من ترافقوا في السفر وتصاحبوا هم أخوة وأصحاب ولو أن قوميهما متحاربين و المقصد هو الودّ المتبادل بينهم وهذا مايفترض بالذئب حفظه للفرزدق حسب معنى كلامه . وللقصيدة بقية فهي في أربعين بيتاً بعد هذه الأبيات فيها افتخار بقبيلته ، وتذكر لأبي فراس الفرزدق قصيدة أخرى عن ذئب عرض له وكان مع شاعرنا الفرزدق شاة مسلوخة ، فأخذ يرمي له من الشاة حتى شبع الذئب و ولّى ، فقال الفرزدق :
وَلَيْلَـة بِتْنـا بِالغَرييـن ضَافَـنـا
= عَلَى الزَّادِ مُوشى الذِّرَاعَيْنِ أَطْلس
تَلَمّسَنا حَتَّـى أَتَانـا وَ لَـم يَـزل
= لَـدْن فَطَمـتْـه أُمُّــه يَتَلـمّـس
فَلَو أَنَّـهُ إِذا جَاء*نـا كَـان دَانيـا
= لألْبَسْتُـه لَـو أَنَّـه كَـان يَلْبَـس
وَ لَكن تَنَحَّا جَنبـة بَعْـد مَـا دَنـا
= فَكَان كَقَاب القَوْس أَو هَـو أَنْفـس
فَقَاسَمْتـه نِصْفَيـن بَيْنـى وَ بَيْنـه
= بَقّيـة زَادي وَ الرَّكائِـب نُـعـس
وَ كَان ابْنُ لَيلَى إِذ قرى الذِّئْب زَاده
= عَلَى طَـارِق الظَّلْمَـاءِ لا يَتَعبـس
وقد أبدع أبو فراس في قصيدته ( و أطلس عسال ) وأجاد أيما إجادة وامتدح في آخؤها قبيلته ( من البيت 18 ) ، ولعلكم حين تقرأونها كاملة تعرفون هذه الرائعة ، فرحمك الله يافرزدق وغفر لك . فهل عرفتم الآن من هو معشّي الذيب الأول ؟ اذا الذئب لايستانس مثل النمور والاسود وبقية السباع وطبيعته الخداع منقول وانت سالم وغانم والسلام .
|
|
|