أخوي بدر الفهيد
أتفق مع الجميع على خطر الثورة الإيرانية ,وأهدافها المعلنة وغير المعلنة , وأساليب التصدير القومي للثورة الفارسية الشيعية .
وهي مواقف ليست جديدة .
والمعيار الحقيقي لقراءة التاريخ السني الشيعي ,يبدأ من الصفر تاريخياً من الأحداث المتزامنة والمؤثرة في القرن السادس هجري وما يحتويه نهاية بمعركة عين جالوت .
لأن الموقف التاريخي العميق في هذا الخلاف هو في أثار تلك المعركة وتفهم سياقاتها التاريخية المتضاربة والمتقاطعة والمتوازية .
يمكنك الرجوع لمؤلفات من أخطر المؤلفات المعاصرة تتحدث عن الغزو البرتغالي لسواحل الخليج , وتتحدث عن أسباب سقوط دولة هرمز . وأسباب تدهور تجارة اللؤلؤ ولصالح من ؟! .
وأيضاً نتائج معركة جالديران 920 هـ والمواقف السياسية والفكرية التي أثمرت بعدها .
ومعرفة حجم النفوذ البرتغالي في المنطقة , ومراكزه . وعمق التحالفات بين التاج البرتغالي أبان حكم الملك مانويل ( الملقب بمانويل السعيد ) لأنه أستطاع أن يغير طرق التجارة العالمية وتجارة التوابل والمجوهرات عبر راس الرجاء الصالح . وأستطاع أن يتحكم بأعالي البحار التي تفصل بين الخليج والهند .
وكيف أستطاع تحطيم قوة المماليك التي غادرت مصر لنصرة اليمن وعمان .
وكانت كلها عوامل تصب في صالح الدولة الصفوية وفق تحالف سياسي مكشوف للجميع وقتها .
ومن أهداف حملة الأستعمار البرتغالي وقتها :
1) هدم الكعبة .
2) هدم المسجد النبوي في المدينة .
3) نبش قبر المصطفى , وأخذ رفاته مع الصحابة وإرسالها للفاتيكان لكي يفاوض البابا الدولة العثمانية على التنازل لهم بكنيسة القيامة في فلسطين مقابل تسليمهم هذه الرفات .
هذه ناحية من التاريخ الإسلامي والعربي لم نلتفت لها , لأن أنظارنا تتجه غرباً أكثر من اللازم .
فالعداء بين الشيعة والسنة حديث وطاريء ومتغير المفاهيم وفق هذه المراحل التاريخية .
والخلاف فكري سياسي أنتج إختلاف عقدي في الدين لا يمكن التوافق معه أو التفاهم عليه أبداً .
ومازالت نفس الشعارات والمبادي تلك هي التي تتحكم في الخطاب الفارسي حالياً .
بعكس ما يؤمن به ويصرح به الكثير من عقلاء الشيعة العرب . وطريقه تعاملهم مع إيران وكيف يحددون مواقفهم .
يجب أن نقراء التاريخ جيداً لكي نكون أقرب للصحة في محاكمته .
شخصياً أجد أن خطر إيران على المدى المتوسط أكبر من خطر إسرائيل على المدى البعيد .
ولكن هذا لا يحملنى على محاربة الشيعي لأنه يختلف عني عقدياً .. وإن كان من الغوغاء الظالين خلف شيوخهم وأئمتهم .. فهو إنسان مغرر به .
ومظلوم بين الجهتين .. الفرس يعتبرون شيعة العرب عملاء وليس لهم ولاء للدولة الإيرانية . والعرب بالمثل يرونهم أذناب لإيران ولا يثقون بهم .
فحالهم كحال الذين بين غار ونار .
وللمعلومية عمق الخلاف الشيعي الشيعي عميق جداً ومشتت وقابل للإنهيار .. وهم يجتمعون على قوة العامل اللغوي والقومي الفارسي فقط !! .
هذا لتوضيح جوانب من الرؤية الحقيقة لعلاقتنا مع الشيعة من جهة وعلاقتنا مع إيران من جهة أخرى .
والله يوفق الجميع وعسى أن لا نصيب قوماً بجهالة .