الله يجزاك خير اخوي المسعودي
هذه مشاركة مني انقلها لكم من كتاب شرح النووي على صحيح الامام مسلم رحم الله الجميع
1 _ قَوْله : ( كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا )
هُوَ بِمَعْنَى قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة : ( لَيْسَ بِالطَّوِيلِ ، وَلَا بِالْقَصِيرِ ) .
قَوْله : ( عَظِيم الْجُمَّة إِلَى شَحْمَة أُذُنَيْهِ )
وَفِي رِوَايَة . ( مَا رَأَيْت مِنْ ذِي لِمَّة أَحْسَن مِنْهُ ) ، وَفِي رِوَايَة : ( كَانَ يَضْرِبُ شَعْره مَنْكِبَيْهِ ) ، وَفِي رِوَايَة : ( إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ ) ، وَفِي رِوَايَة : ( بَيْن أُذُنَيْهِ وَعَاتِقه ) . قَالَ أَهْل اللُّغَة : الْجُمَّة أَكْثَر مِنْ الْوَفْرَة ، فَالْجُمَّة الشَّعْر الَّذِي نَزَلَ إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ ، وَالْوَفْرَة مَا نَزَلَ إِلَى شَحْمَة الْأُذُنَيْنِ ، وَاللِّمَّة الَّتِي أَلَمَّتْ بِالْمَنْكِبَيْنِ . قَالَ الْقَاضِي : وَالْجَمْع بَيْن هَذِهِ الرِّوَايَات أَنَّ مَا يَلِي الْأُذُن هُوَ الَّذِي يَبْلُغُ شَحْمَة أُذُنَيْهِ ، وَهُوَ الَّذِي بَيْن أُذُنَيْهِ وَعَاتِقه ، وَمَا خَلْفَهُ هُوَ الَّذِي يَضْرِب مَنْكِبَيْهِ .
قَالَ : وَقِيلَ : بَلْ ذَلِكَ لِاخْتِلَافِ الْأَوْقَات ، فَإِذَا غَفَلَ عَنْ تَقْصِيرهَا بَلَغَتْ الْمَنْكِب ، وَإِذَا قَصَّرَهَا كَانَتْ إِلَى أَنْصَاف الْأُذُنَيْنِ ، فَكَانَ يُقَصِّرُ وَيُطَوِّلُ بِحَسَبِ ذَلِكَ . وَالْعَاتِق مَا بَيْن الْمَنْكِب وَالْعُنُق . وَأَمَّا شَحْمَة الْأُذُن فَهُوَ اللَّيِّن مِنْهَا فِي أَسْفَلهَا ، وَهُوَ مُعَلَّق الْقُرْط مِنْهَا . وَتُوَضِّحُ هَذِهِ الرِّوَايَات رِوَايَة إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ : ( كَانَ شَعْر رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوْق الْوَفْرَة ، وَدُون الْجُمَّة )
قَوْله : ( عَنْ شُعْبَة عَنْ سِمَاك بْن حَرْب قَالَ : سَمِعْت جَابِر بْن سَمُرَة قَالَ : كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيع الْفَم ، أَشْكَلَ الْعَيْن ، مَنْهُوس الْعَقِبَيْنِ . قَالَ : قُلْت لِسِمَاكٍ : مَا ضَلِيع الْفَم ؟ قَالَ : عَظِيم الْفَم قُلْت : مَا أَشْكَلَ الْعَيْن ؟ قَالَ . طَوِيل شَقّ الْعَيْن . قُلْت : مَا مَنْهُوس الْعَقِب ؟ قَالَ : قَلِيل لَحْم الْعَقِب )
.
2_ وَأَمَّا قَوْله فِي ضَلِيع الْفَم فَكَذَا قَالَهُ الْأَكْثَرُونَ ، وَهُوَ الْأَظْهَر . قَالُوا : وَالْعَرَب تَمْدَحُ بِذَلِكَ ، وَتَذُمُّ صِغَر الْفَم ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْل ثَعْلَب فِي ضَلِيع الْفَم وَاسِع الْفَم . وَقَالَ شَمِر : عَظِيم الْأَسْنَان .
وَأَمَّا قَوْله فِي أَشْكَل الْعَيْن فَقَالَ الْقَاضِي هَذَا وَهْم مِنْ سِمَاك بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاء ، وَغَلَطٌ ظَاهِرٌ ، وَصَوَابه مَا اِتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاء ، وَنَقَلَهُ أَبُو عُبَيْد وَجَمِيع أَصْحَاب الْغَرِيب أَنَّ الشُّكْلَة حُمْرَة فِي بَيَاض الْعَيْنَيْنِ ، وَهُوَ مَحْمُود ، وَالشُّهْلَة بِالْهَاءِ حُمْرَة فِي سَوَاد الْعَيْن .
وَأَمَّا ( الْمَنْهُوس ) فَبِالسِّينِ الْمُهْمَلَة . هَكَذَا ضَبَطَهُ الْجُمْهُور . وَقَالَ صَاحِب التَّحْرِير وَابْن الْأَثِير : رُوِيَ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُعْجَمَة ، وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ ، وَمَعْنَاهُ قَلِيل لَحْم الْعَقِب كَمَا قَالَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .