[حسان]

قيل أن عبيد بن الأبرص لقي آمرؤ القيس فقال له :كيف معرفتك بالأوابد؟فقال ما أحببت0
فقال عبيد:
ما حبت ميتة قامت بميــتـتــــــها ---------- درداء ما أنبـتـت نابا وأضـراسـا

فقال آمرؤ:
تلك الشعيرة تسقى فب سنابلها ------- قد أخرجت بعد طول المكث أكداسا

فقال عبيد:
ما السود والبيض والأسما واحدة------ لاتـسـتـطـيـع لــهن الناس تمـساســا

قال آمرؤ:
تلك السحاب إذا الرحمن أرسلهـا ----- رؤى بهــــــن محول الأرض أيباســا

قال عبيد:
ما مرتجات على هول مراكبهـــا ------ يقطنّ بعد المدى سيرا وأمراســــــا

قال آمرؤ :
تلك النجـوم إذا حانت مطالعهـــا ------ شبهتها في سواد الليل أقباســـــا

قال عبيد:
ما القاطعات لأرض لا أنيس بهـــا ------ تأتي سراعا وما يرجعن أنكاســـا

قال آمرؤ:
تلك الرياح إذا هبت عواصفهــــا ------ كفى بأيالـها للـتـّرب كناســـــــــا

قال عبيد:
ما الفاجعات جهارا في علانيــة ------ أشد من فيلق ملحومــة باســـــــــا

قال آمرؤ :
تلك المنايا فما يبقين من أحـــد ----- يأجذن حمقى وما يبقين أكياســــا

قال عبيد:
ما السابقات سراع الطير في مهل ---- لايشتكين ولو طال المدى باســــا

قال آمرؤ:
تلك الجياد عليها القوم مذ نتجت ------- كانوا لهن غداة الرّوع أحلاســـــا

قال عبيد:
ما القاطعات لأرض الجو في طلق ------ قبل الصباح وما يسوين قرطاسـا

قال آمرؤ :
تلك(الأماني)يتركن الفتى ملكا ----- دون السماء ولم ترفع له راســــــــا

قال عبيد:
ما الحاكمون بلا سمع ولا بصر ----- ولا لسان فصيح يعجب الناســـــــــا

قال آمرؤ :
تلك الموازين والرحمن أرسلها ---- رب البرية بين الناس مقياســـــــــــــا

المصدر: جواهرالأدب


مع تحيات أخوكم / حســـــــــان