عارض الشعبُ الأسباني بأكملِهِ قرار رئيس حكومته خوزيه ماريا أفنار الذهاب في حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وهي الحرب على العراق ، واختار أفنار السير خلف بُوش وبلير معصوب العينين ، ضارباً بعرض الحائط مُعارضة شعبه لهذا القرار الجائر والظالم ، وعدم رغبتهم بأن تكون بلادهم طرفاً في هذه الحرب التي يُجمع العُقلاء في العالم كُلّه بأنها حربٌ ظالمة ليس لها ما يُبرّرها سوى تحقيق أهداف إستراتيجية صهيونية خبيثة ...!!
ومع إعتراضنا وبُغضِنا لمثل هذه الأعمال وهذه التفجيرات إلا أنّ الحقيقة الحاضرة الغائبة تقول : أنّ من يُخططّ لمثل هذه الأعمال ويقومُ بها هم على قناعةٍ تامة بأنها هي الصوابُ بعينه وأن ما يفعلونَهُ هو الحق بكُليّتِهِ وأن لا وسيلة يمتلكونها غير ما يرى العالم لا ما يسمع ...!!
وستبقى هذه القناعة وهذا الإصرار وهذا الفكر وهذا الأُسلوب في التعبير والمُقاومة والإنتقام ضارباً بأطنابه وشاهقاً بقامته طالما إستمّر الظُلم ، وطالما عُدِم التكافؤ في القوّة واستخدامها بين الظالم والمظلوم ،
وطالما تَسنّم الزعامةَ والقرار أشخاص كبُوش وشارون وبلير وأفنار وغيرهم من الذين يرون أنهم خُلقوا من نُور وأنّ غيرهم خُلقوا من ظُلمة ... الذين هم أصلُ البلاء وأربابُ الإرهاب .. والذين لا يُعدُّون سِوى دُمىً حقيقية يتلاعبُ بها شياطين الإنس والجنّ ويُحركونها من وراء حجاب .. !!
نعم هُناك وجهٌ حسنٌ لهذه الأعمال الرهيبة حتّى وإن ذهب ضحيتها أنفساً بريئة ..!!
ولكنّ وجهَها الحسن يكونُ وضَّاءً ، حين يُوقفُ أشخاصٌ كبوش وكأفنار وكبلير للمحاكمة أمام شُعوبهم ومُعاقبتهم لأنهم هم من ابتدأ الظُلم ، وهم من ولّو أدبارهم لشُعوبهم باصقين في وجه الديمقراطية التي يتشدّقون بها ، عندما خرجت المظاهرات المليونية في كل دول العالم وبخاصة في أمريكا وبريطانيا وأسبانيا لتقول : لا للحرب على العراق ..... ليُدخلوا شُعوبهم في دوّاماتٍ وعداواتٍ هم في غنىً عنها وليُعرّضوهم وليُعرّضوا مصالحهم وحياتهم ومُستقبلهم للخطر الدائم ...!!!
نعم لمثلِ هذه العمليات وجهٌ حسن إذا أفاقت تلك الشُعوب من غفلتها ومن غبائها لتضرب بالأحذية وجوه وأدبار دُمى الصهيونية الثلاثة (الماثلين) بلير وبُوش وأفنار ...!!!
نعم لهذه العمليات والتفجيرات وجهٌ حسن وستُؤتي أُكلها ، لأنها ستمنحُ صِغار أُوروبا بل وكبارها التفكيرَ أكثر من مرة قبل الإنسياق خلف الدعاوى الباطلة التي يُروجُ لها الفكر الصهيوني الخبيث ، الذي لا يفتأ تشويه صورة المُسلمين أينما وصلت إليه أنفاسُهُ النتِنة التي هي عبارة عن إمبراطورياتٍ ضخمةٍ من وسائل الإعلام المُنتشرة في أصقاع الأرض لتُؤدي رسالتها في التضليل والتزوير وتبديل الحقائق .. بل وتسويقِ كل رذيلة ...!!!
نعم لهذه العمليات والتفجيرات المُرعبة وجهٌ حسن ، وأولُ ملامح ذلك الحُسْنُ هي تلك الصَرخات والإستهجان الذي قُوبل به الإمَّعة أفنار أثناء إدلائه بصوته في الإنتخابات ...
ولعلّ سُقوط هذا الأرعن غير المأسوفِ عليه – إن شاء الله - في الإنتخابات أُولى بشائر ذلك الحُسن ( والدمار ) الذي خلفته سياسته الحمقاء والهوجاء ... فلقد إستعمله الصهاينة وقضو منه حاجتهم ... وإن زعموا إنقاذه بإتهام منظمة إيتا الإنفصالية بهذه التفجيرات ولكن هيهات هيهات أن تُحجبَ الشمسُ بغربال ..!!!!
وأخيراً إن كان لمثل هذه العمليات الرهيبةِ وجهٌ حسن ..
فلا شك أنّ لكلّ وَجهٍ حَسَنٍ ثغرٌ بَاسِمٌ لأَلاء ... يقولُ : أن للإسلام وأهلِهِ كرامةٌ وعِزةٌ باقيةٌ ما بقيَ الدهر ..
وأنّ رُعبَهُ ورهبتَهُ وهَيبتَهُ وهَيبةَ أهلِهِ باقيةٌ ما بقيتِ الأرض والسماء .. بعزٍ عزيزٍ أو بِذلِ ذليل ... وأنّ هذا القضاءُ هو قضاءُ اللهِ تعالى وحُكمُهُ من فوقِ سبع سماواتِهِ لاتبديل لحُكمه ...!!
وبعد :
فإنّ سياسة أفنار تجاه العراق وكذلك بُوش وبلير لا يُقصدُ منها جلبُ مصالح ومنافعَ تعودُ عليهم أو على شُعوبهم بالخير ، إنّما فعلوا ذلك تحت أيديولوجياتٍ وأفكارٍ صُهيونية خبيثة ... لا تخدمُ سِوى عِصابةٍ دوليةٍ شرّيرة ... هَمُّها أن تجلسَ على عرشٍ العالم وإنْ كانت قوائمُهُ مبنيَّةٌ من جماجم وأشلاءِ البشر من كل جنسٍ ولونٍ ... !!!
فإنْ كان ولا بد .... فلتكُن جماجمُ وأشلاءُ شُعوبِهم هي الأَوْلَى والأُوُلَى لقوائم ذلك العرش إلى أن يقضيَ اللهُ أمراً كان مفعولا ...!!!
سبحانك الله وبحمدك أشهدُ أن لا إله إلا أنت أستغرُك وأتوبُ إليك .
قبل إنتهاء المدة الزمنية لتحرير هذا الموضوع وهي نصف ساعة ساقت الأخبار لنا سُقوط الإمعة أزنار ولعلّ هذا وجهٌ حسن لعمليات مدرير اشرنا إليه أعلاه . . . فالحمدُ لله رب العالمين .