[راعي هـدّامه]

(2)

( 3 )

[/QUOTE]

الوثيقة رقم (2)

من الحسين بن علي الى الهمام الأمجد والشهم الأوحد الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ، بلغنا غزوات هالمشببين (1) على رجاجيلك عتيبة ، ولا عرفنا وجهاً نحملها عليه، شرهتهم تراها ما تعداك يا أبا تركي (2) لا من الله ولا منّا ولا من كل ذاهن، فرقت سلاحك على هذا الملفّق (3) ولا أعقب تفريقه إلا تعديهم وعبثهم ، فلا لك سلامه من التهمه بهم ، ولا عتب لك على كل من يظن بك بذلك، وماذا يدوّر ملفقو " الغطغط " (4) مَن برئ الله منهم بتعديهم على أهل " لا إله إلا الله " التي من قالها أمن على نفسه وماله، وحسابه على الله. ولو تأملت الأمر لعلمت انك في غنى عنهم، وأنك السعيد الذي يخدمه غيره، ولا ينوبك من "الغطغط " وأمثاله إلا الظنون والشكوك الردية (5) اليوم زينك ربك يا ولد عبد الرحمن بدينك وشهامتك وشيمتك (6) مما في مثل هذه الحال لا تخفاك الروابع والسفهاء الذين ما يهمهم منك إلا المصلحة، ترانا يا ابا تركي عندنا من البندق (7) ما نحرز نفرقه، ولكن يعصمنا الله وإياك مما في ذلك من الحكم بالتشجيع والإعانة على الفتن وسفك الدماء، ترى هذا قول من لايريد لك إلا كل حسنى وزيادة. ولله الآمر من قبل ومن بعد، والنظر لك.

26 / ربيع الثاني / 1336 هـ
1917هـ

1- المشببين: يقصد بذلك الإخوان أهل " الغطغط "

2- أبو تركي: هو الملك عبد العزيز ، يناديه الشريف باسم اكبر ابنائه " تركي " رحمهما الله .

3- الملفق: إما خالد بن لؤي وهو ابن عمه و فيصل الدويش و سلطان بن بجاد وهو من عتيبة وامير الإخوان ، وكل هؤلاء ايضاً ، جند ورجال للدولة السعودية في عهودها كلها ، وجند لعقيدتهم الإسلامية ايضاً.

4- الغطغط: هي بلد الإخوان .

5- هذا الكلام فيه تعد من الشريف على هذه الفئة الكريمة، فربما بهذا النعت استعجل الاحداث على نفسه ، غفر الله له.

6- هذه شهادة للمغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز.

7- ليت كل عربي اليوم جزءاً من الوطن العربي والإسلامي ويكدس السلاح ، من قوت شعبه، يدرك انه مسيّر لا مخير قد يدخل التاريخ بأبشع الصور والذكرى. كما نرى اليوم من مبالغة في شراء السلاح دون حساب أولاً لبناء الإنسان روحاً .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تعليق
الحسين رحمه الله يظهر في هذه الرسالة سياسة بارعة، ينادي عبد العزيز نداء ممزوج بالنصائح لكي يشككه في فئة من شعبه هم من اخوانه وابنائه أهل "الغطغط " وهذه وجهة نظره وتوجه عن سياساته
لكن عبد العزيز له أيضاً توجهاته الخاصة مع الضرورات التي تفرض عليه مثل هذه الحالات ولقد أنصف الحسين، الملك عبد العزيز بقوله: " اليوم زينك ربك يا ولد عبد الرحمن بدينك وشهامتك وشيمتك " فقد قال حقاً ونثق أن امانته هي التي أرتهُ تلك الفضائل في الملك عبد العزيز طيب الله ثراه.
في هذا الخطاب للقارئ ومن يبحث عن الحقيقة الكثير من تصحيح للمفاهيم الخاطئة عن تلك الحقبة الزمنية والخلوص بها من هوس الفتن وشرورها كي لا تختلط علينا الصور والمواقف ونضيع في الحيرة.

[/QUOTE]

آخر تعديل راعي هـدّامه يوم 30-Oct-2007 في 02:53 AM.