الموضوع
:
د.الصقير يرد على الجزيرة وعلى تطاول د.السماري على اللجنة الدائمة/صور
عرض مشاركة واحدة
04-Oct-2007, 11:39 PM
رقم المشاركة :
1
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم
إحصائية العضو
د.الصقير يرد على الجزيرة وعلى تطاول د.السماري على اللجنة الدائمة/صور
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
إطلعت على مقال الأخ الدكتور عبدالعزيز السماري الطبيب في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ، والمنشور في جريدة الجزيرة يوم السبت 17/9/1428هـ حول فتوى اللجنة الدائمة للافتاء بخصوص فحص الطلاب على العورة المغلظة على الجنس الآخر لغرض التدريب قبل التخرج؛ (مرفقة)
وحيث رأيت أن الأخ الدكتور عبدالعزيز السماري قد جانب الصواب في عدة جوانب في مقالته تلك فقد رأيت كتابة هذه الملاحظات اليسيرة على عجالة مني :
أولا: قال الكاتب أن اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية قبل أن تصدر الفتوى: ما نصه (لم تتطلع (هكذا) اللجنة على التفاصيل وعلى مبادئ وأخلاقيات فحص العورات من الجنسين) وقال أن تلك الفتوى تسببت فيما وصفه بقوله (مما أثار كثير من المتاعب والفوضى والعراك غير الحضاري بين المؤيدين لها باعتبارها ملزمة والمعارضين لها،).
هذه مجازفة من الكاتب هداه الله، إن لم يكن فيها عدم لياقة ، فاللجنة الدائمة فرع عن هيئة كبار العلماء في السعودية، وهي متخصصة في الفتوى منذ أكثر من 40 سنة، وتجمع نخبة من أكبر علمائنا الذين يعتبرون الفتوى (توقيعا عن رب العالمين )، فكيف يلمزهم بالتعجل في الفتوى وعدم فهم (مبادئ أخلاقيات!!) المستفتى فيه فضلا عن دقائقه وتفاصيله؟
وكيف يزعم أن اللجنة لم تطلب رأي المختصين في التعليم الطبي ممن تتواصل معهم اللجنة في بحوثها وفي فتاواها السابقة واللاحقة ؟ فهل سأل الكاتبُ سماحةَ الرئيس أوالأعضاء الكرام قبل إطلاق هذه التهمة الغير موزونة أم أنه يتكهن فقط ؟
ولماذا يتغافل الكاتب عن الخطاب الذي رُفع منه نسخة إلى اللجنة الدائمة بعدما وقعه 14 من كبار المختصين في التعليم الطبي وفي أكبر وأعرق كلية طب في المملكة وكلهم مجمعون ويطالبون بنفس ما صدر من اللجنة الدائمة حتى قبل تاريخ صدورها ؟ (مرفق)
وكيف يتغافل عن فتاوى العلماء السابقين ومنهم المفتى السابق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في نفس هذه المسألة عندما سأله طلاب الطب عن نفس هذه المسألة بتاريخ 5/7/1412هـ ؟ (مرفقة).
وإذا كان علماؤنا - كما يقول الكاتب - لا يفهمون (مبادئ وأخلاقيات فحص العورات) ، فممن يريدنا -هداه الله - أن نتعلم المبادئ والأخلاقيات ؟
ثم يصف الكاتبُ المطالبةَ بتنفيذ فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بأنها ( حملة منظمة في غاية التطرف)!
سبحان الله ، وهل كان التطرف والضلال إلا من مخالفة العلماء الربانيين ؟ وهل غفل عن قوله تعالى {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } ؟ فهل يأمن الكاتب من التبعة الشرعية والقضائية لمثل هذا التحريض والتهويش على أعلى جهة علمية وشرعية في السعودية حيث يصم من يتبع فتاواها بـ (غاية التطرف) ؟
ثانيا: يقول الكاتب أن الاقتصار على تدريب الطلاب على نفس الجنس فيما يتعلق بالعورة المغلظة بالذات أنه (يعارض أبسط أبجديات التدريب الطبي في جميع أنحاء العالم ) ويقول أيضا (أن خبراء التعليم الطبي يرون أن التدريب الطبي للطلاب والطالبات على المرضى من الجنسين من أساسيات التدريب الطبي، ومن الضرورات التي لا يمكن التغاضي عن تطبيقاتها في هذه المرحلة التعليمية الهامة.)
لا أدري .. من هم (خبراء التعليم الطبي) الذين يقصدهم الكاتب يا ترى ؟ هل يجب أن يكون الخبير فرنسيا أو أمريكيا حتى يرضى به عبدالعزيز السماري ويُسلـّم له بالفهم والعلم ؟ وهل يعتبر الكاتبُ أساتذة الطب المسلمين في العالم كله وفي جامعة الملك سعود على الخصوص والذين كتبوا خطابهم الواضح لا قيمة لهم ؟ ما هذه الانهزامية النفسية والنظرة الدونية لعلماء الطب المسلمين والسعوديين ؟
ثالثا : يقول الكاتب أيضا أن عدم تدريب الطلاب على عورة الجنس الآخر (يجعل منهم أطباء غير مؤهلين لخوض الحياة العملية والتدريبية فيما بعد التخرج) !! سبحان الله .. كيف يختزل التأهيل الجيد لخوض الحياة العملية على فحص عورة الجنس الآخر ؟ فهل يرى الكاتب أن طلابنا أتقنوا فحص الأمراض الشائعة البسيطة والمنتشرة فيما يخص القلب والرئتين والبطن الأعصاب والأمراض المعدية والكلى والدم والأورام والغدد والرماتزم والعظام والعيون والأنف والأذن والحنجرة والحساسية والأمراض النفسية والأطفال والطوارئ البسيطة جدا مثل إيقاف النزف الظاهر وخياطة الجروح وتجبير الكسور البسيطة بل وتضميد القروح وإنعاش المصابين وإنقاذ الغريق و... ! هل أتقنوا كل هذه الضروريات قبل التخرج ولم يبق لهم إلا العورة المغلظة للجنس المخالف ؟
رابعا: تناسى الكاتب أن الفتوى لا تتعلق بالضرورة العلاجية وإنما تتعلق بالتدريب العملي للطلاب والطالبات المبتدئين (أي قبل الحصول على درجة البكالوريوس)، وأخذ يتحدث عن أمور متخصصة لا يتقنها إلا الأطباء الحاصلون على درجة الدكتوراه مثل ما ذكره من حالات الولادات المتعسرة والأورام وجراحات أسفل البطن وغيرها .. فهل الكاتب يريد إيهام القراء غير المختصين في الطب أن الطالب سيكون قادرا على علاج تلك الحالات بعد تخرجه مباشرة إذا جعلناه يفحص العورة المغلظة للجنس المختلف قبل التخرج؟
لماذا يتغافل الكاتب عن أن التدريب قبل التخرج لا يؤهل الطالب إلا لمعرفة الطريقة الصحيحة لأخذ التاريخ المَرَضي والفحص السريري والمعرفة النظرية المجملة للأمراض الشائعة، وأنه بسبب قصر مدة الدراسة قبل التخرج لن يستطيع رؤية إلا بعض الأمراض التي ستكون مفتاحا له للتعرف على غيرها ؟ وهل يجهل الكاتب أبسط حقائق التدريب الطبي وهي أن الطالب بعد التخرج لن يحصل على شهادة البكالوريوس حسب النظام ولن يُسمح له بكتابة أي وصفة طبية ولا ممارسة علاج أي مريض إلا بعد العمل كطبيب امتياز تحت التدريب العملي ويرى ما يحتاج إليه فعليا لمدة سنة كاملة وأنه لن يباشر علاج أي مرض ولا إجراء أي عملية بشكل مستقل إلا بعد أن يتدرب تحت إشراف المختصين في المجال الذي يريد العمل فيه لفترة كافية ؟
وهل يريدنا الكاتب أن ندرب آلاف الطالبات على فحص عورة الرجل المغلظة (كما هو مطبق في جامعاتنا الآن ) لأنه قد يوجد في زمان ما رجل لديه ورم في جهازه التناسلي أو ضعف جنسي وهو في منطقة نائية ويصادف أنه لا يوجد طبيب رجل في أي مستشفى أو مستوصف قريب ؟ هل يقول بهذا عاقل؟
أم هل يريدنا أن نطلب من كل طالب من آلاف الطلاب أن يولد كل منهم 3 نساء قبل التخرج (كما هو المطلوب في بعض الكليات) ليكون أحدهم قادرا ولو بعد زمن بعيد إذا صادف وجوده في طائرة أو سفينة أن يتقن التعامل مع حالة ولادة متعسرة لأنه رأى التوليد عندما كان طالبا؟ وهل سيقوم طبيب عيون أو جلدية أو نفسية أو مخ بفعل اللازم لهذه المرأة لأنه ولّد ثلاث نساء عندما كان طالبا قبل 20 سنة ؟
وهل الطالب قادر على تعلم كل شيء في الطب الحديث خلال 3 سنوات سريرية قبل التخرج ؟ أم هل يريدنا الكاتب أن نصرف أوقات الطلاب ليتعلموا سريريا النوادر حتى في عورة الجنس المخالف حتى ولو فات عليهم تعلم الضروريات التي يواجهونها كل يوم في حياتهم العملية وفيها ما يفيض ويربو على المتاح من أوقاتهم حتى دون تكليفهم بعورة الجنس المخالف؟ ما هذا الهدر وسوء التصريف للوقت وللموارد البشرية ؟
خامسا : يقدم سعادة الطبيب عبدالعزيز السماري توجيهاته لأعلى جهة علمية شرعية في السعودية قائلا : (وأن يراجع سماحة المفتي ما صدر من اللجنة الدائمة، وما ترتب عليه من تبعات كان لها كثير من الضرر على الطلبة والمرضى والمجتمع، وأيضاً على الوضع الأكاديمي في كلية الطب، والذي تدهور بشكل ملحوظ ) هذا مع أن الكاتب قد قرر في بداية مقاله أن الفتوى صدرت بتاريخ 7 - 7 - 1427هـ أي قبل 14 شهرا فقط !
فإذا كانت الفتوى لم يُعمل بها أصلا حتى في الكلية التي ينتمي إليها المستفتيان ، بل صدر من عميدها تعميم بما يخالفها ويناقضها! وإذا كانت جميع كليات طب المملكة منذ 40 سنة وحتى الآن تعمل بالطريقة التقليدية القديمة التي ينادي بها السماري وهي تدريب الطلاب والطالبات على فحص عورة الجنس الآخر، فما هو سبب ما يقرره الكاتب من (تدهور الوضع الأكاديمي) و ما هو سبب ما يقوله من (كثير من الضرر على الطلبة والمرضى والمجتمع) ؟ هل يُعقل أن يكون السبب هو فتوى لم تصدر إلا قبل سنة واحدة ولم تطبق أصلا ؟ أليس التفكير المنطقي أن نقول أن السبب لوضع سيء متراكم عبر السنين هو الحال الموجود على أرض الواقع منذ 40 سنة وهو مخالفة الفطرة والدين والعقل السوي؟ أليس العقل والمنطق يقول لنا أنه بناء على هذه المعطيات التي يقررها الكاتب: غيروا هذا الوضع السيء حتى يزول الضرر الذي يشكو منه الكاتب ؟
سادسا : يقول الكاتب أن العمل بفتوى اللجنة الدائمة (سيترتب عليه فصل لممارسة العناية الصحية في المملكة، وبناء لنظامين صحيين أحدهما نسائي وآخر رجالي، وهو أمر يستحيل تطبيقه في أغنى الدول دخلاً) ! هذا هو بيت القصيد والمغزى الحقيقي من حملة الكاتب على هذه الفتوى. إنه الهلع الخالع من أن يأتي زمان يسُرّ المسلمين الأسوياء توجد فيه جهات تعتني بتقديم خدمة صحية تختص بها النساء وأخرى يختص بها الرجال في بلاد الحرمين الغنية والتي تهفو لها نفوس المسلمين في العالم !
ولأجل ذلك فإن الكاتب - هداه الله - لا يمانع من أن ينفي الواقع الذي يشاهده كل ذي عقل .. وهو وجود مراكز طبية كثيرة في الداخل والخارج تقدم خدمة صحية نسائية 100% ولم يقم أحد في العالم بسحب الاعتراف فيها كما "يتخوف" منه الكاتب .. بل ولم يقم حتى الإباحيون العلمانيون بالهجوم الإعلامي عليها ! فلماذا المغالطة يا د.عبدالعزيز السماري؟ هل تظن أن المجتمع السعودي جاهل منغلق متخلف لا يدري شيئا عن الخدمات الصحية في العالم ولا يمحص الإعلام الهزيل من الرصين؟
سابعا: لا أدري ماذا يريد الدكتور السماري بقوله ( وما قد يسقط الاعتراف العالمي بشهادة البكالوريوس لخريجي كلية الطب في جامعة الملك سعود ) ؟ هل هذا مجرد تهويل رخيص عاري عن المنطق والواقعية لتنفير الناس من الفتوى ؟ أم أنه تنبيه و تحريش لدول العالم ليُسقطوا اعترافهم بشهادات جامعاتنا السعودية ؟
ثامنا : إن من نافلة القول أن نؤكد أن أساتذة الطب الخبراء والعقلاء في جامعة الملك سعود والذين وقع منهم 14 أستاذ على البيان المشهور قد قرروا أنهم من خلال خبرتهم وخبرة زملائهم في التعليم الجامعي ومن تطورات التعليم الطبي في دول العالم المتقدم لا يرون حاجة أبدا لتدريب الطالب أو الطالبة على التعلم سريريا قبل التخرج على المريض من الجنس المخالف، سواء فيما يخص العورة المغلظة أو غيرها ، وقرروا أنهم مارسوا تعليم الطلاب والطالبات ضمن هذا الضابط منذ سنين طويلة ، وقد حاز خريجوا الجامعة على درجات متفوقة ورجعوا بعد بضع سنوات بشهادات عليا في تخصصاتهم الدقيقة ولم ينتقدهم أحد بشيء في مستواهم العلمي ولا أدائهم العملي ولم يُسحب منهم الاعتراف ولم يشنع عليهم أحد حتى في أمريكا وكندا وبريطانيا !
وأخيرا فإنني أقول من باب الإنصاف لسعادة الدكتور عبدالعزيز السماري أنه متخصص في علاج الصرع وهو يؤدي خدمة جليلة في مداواة مرضى الصرع في مستشفى الملك فيصل التخصصي، وهو أيضا يبذل مشكورا ما يفيض من وقته للمتابعات والكتابات الصحفية في شئون الحياة المختلفة، ولا يعيبه قول المثل (من خاض في غير فنـّه أتى بالعجائب) إذ أنه وفقه الله لم يجد وقتا كافيا لمتابعة الجديد في تطورات التعليم الطبي، فهذا ليس من تخصصه ولا من شأنه، وهو بهذا معذور بطرح مرئياته التي لم يُكتب لها التوفيق، إذ أنه بعيد عهد بالتعليم الطبي، ولم تطأ قدماه أي مؤسسة تعليمية طبية منذ أن كان على مقاعد الدراسة ، حيث أنه تخرج من جامعة الملك سعود عام 1406 هجرية ثم التحق بمستشفى مختص في مداواة المرضى ولا شأن له في التعليم الطبي.
وأعتذر للقراء مرة أخرى على ما في مقالي هذا من خلل في تنسيقه أوخطل في أسلوبه ، ولعل القارئ يعذرني إذ لم أقرأ مقال الدكتور السماري إلا يوم أمس ولدى المسلم في رمضان ما يشغله مما ينفعه في دنياه وأخراه ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
د.صالح بن عبدالله الصقير.
drasgair@hotmail.com
جامعة الملك سعود / كلية الطب.
فتوى اللجنة الدائمة بتحريم تدريب الطلاب على النساء وتحريم تدريب الطالبات على الرجال
https://il.packet.me.uk/dmirror/http...=1019&id=16455
خطاب 14 أستاذ في كلية الطب
https://il.packet.me.uk/dmirror/http...2627&Itemid=25
جريدة الجزيره والمقال المذكور
https://il.packet.me.uk/dmirror/http...87018/ar9d.htm
النافذ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى النافذ
زيارة موقع النافذ المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها النافذ