أسعار النفط تحافظ على مستوى 83دولاراً
انخفاض الدولار يدفع شركات الطاقة لزيادة تكاليف استثماراتها بنسبة 30%
كتب - عقيل العنزي:
أذكى انزلاق سعر صرف الدولار وتدهوره أمام العملات العالمية مخاوف لدى شركات الطاقة العالمية بشأن زيادة التضخم في الدول التي ترتبط عملتها بالدولار وبالتالي عدم كفاية التكاليف الرأسمالية المخصصة لهذه المشاريع الاستثمارية التي تهدف إلى تطوير صناعة النفط ما قد يعيق من قيام هذه المشاريع في ظل ارتفاع أسعار السلع والأيدي العاملة والخدمات الأخرى بالسوق الدولية.
وتشير مصادر في صناعة الطاقة أن المخططين في شركات النفط العملاقة ينكبون على إعادة دراسة التكاليف الرأسمالية المخصصة لمشاريع تنوي الشركات تنفيذها خلال الخمس سنوات القادمة بهدف زيادة المبالغ المخصصة لها بنسبة تصل إلى 30% لتتلاءم وأسعار السلع والخدمات في السوق العالمية التي تأثرت بسبب اعتلال صحة الدولار منذ العام الماضي واستمرار إنهاك قواه في حلبة التنافس الاقتصادي.
ويتوقع أن يفضي ذلك إلى رفع حجم الاستثمارات العالمية المطلوبة لتعزيز مصادر الطاقة في العالم خلال الخمسة والعشرين عاما المقبلة من 16تريليون دولار إلى 21تريليون دولار لتطوير عمليات استكشاف وتطوير وإنتاج البترول ومواجهة الطلب المتزايد على مصادر الطاقة نتيجة إلى نمو الاقتصاد وخاصة من دول تسجل معدلات عالية في أداء اقتصادها مثل الهند والصين واليابان والدول الآسيوية ذات الاقتصاديات المتطورة.
ويعني هذا التوجه أن الدول الأعضاء في منظمة الأوبك التي تزود العالم بحوالي 40% من احتياجاته الطاقوية سترفع من المخصصات التي رصدها لمشاريع نفطية خلال الخمسة أعوام القادمة من 130مليار دولار إلى 169مليار دولار، وكذلك إعادة دراسة الجدوى الاقتصادية لمشاريع طاقوية تنوي الدول تنفيذها حتى عام 2020م قدرت تكاليفها بحوالي 500مليار دولار لتتواكب والزيادة في الأسعار العالمية.
ويرى محللون نفطيون بأن بلوغ أسعار النفط إلى مستوى 80دولاراً للبرميل أمر طبيعي إذا ما أخذنا بالاعتبار التنامي الكبير في أسعار السلع والخدمات بالعالم وارتفاع أجور العمالة الفنية في مجال النفط إضافة الى زيادة الطلب على البترول وتعرقل انسيابه من بعض المكامن التي تقع قرب مناطق ساخنة تدور حولها خلافات سياسية واضطرابات أمنية أو تتعرض لتقلبات جوية تؤثر على حركة الإنتاج والتصدير.
وعلى الرغم من أن المخزونات الأمريكية ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بمقدار 1.84مليون برميل إلى 320.6مليون برميل أي أعلى من مستوياتها قبل خمس سنوات بنسبة 8.5% إلا أن أسعار النفط حافظت على مستوياتها السعرية فوق 83دولاراً للبرميل لخام ناميكس القياسي حتى نهاية تداولات السوق العالمية أمس الجمعة، بيدأ أنها ظلت أقل بحوالي 95سنتا عن السعر الذي بلغته في مطلع الأسبوع الماضي متعززة بمخاوف بشأن الإمدادات قبل موسم الشتاء.
وأدى توجه المضاربين إلى المتاجرة بالنفط والذهب كملاذ آمن إثر انهيار أسعار الدولار إلى صعود خام برنت القياسي إلى 80دولاراً للبرميل مستفيدا من انتعاش الأسعار بعد موجة بيع لجني الأرباح هوت بالأسعار أمس الأول بمقدار 3دولارات للبرميل.
وصعد سعر وقود التدفئة إلى 2.25دولار للجالون في ظل الإقبال الشديد على هذا النوع من الوقود استعداداً لطلبات الشتاء القادم، كما ارتفع سعر الغاز الطبيعي إلى 7دولارات لكل ألف قدم مكعب قبل أن يرتد وسط التداولات اليومية في السوق الأمريكية إلى 6.92دولارات.
واستفادت أسعار المعادن النفيسة من هبوط سعر الدولار بقيادة الذهب الذي ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 27سنة وبلغ 745دولاراً للأوقية، كما ارتفعت الفضة إلى 13.76دولاراً للأوقية.