عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 28-Sep-2007, 11:29 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
سبيع بن عامر
عضو فعال
إحصائية العضو






سبيع بن عامر غير متواجد حالياً

افتراضي

فضل جنس العرب على غيرهم

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ولفاضل مزايا العرب ظهر الإسلام فيهم ، واصطفى الله نبيه ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم منهم ، فكانت النبوة في أصلابهم ، وترشحوا حملة نشر الرسالة الأول ، وصار اعتقاد فضلهم على غيرهم من أصول الاعتقاد في الإسلام .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

( فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد جنس العرب أفضل من جنس العجم ، عبرانيهم وسريانيهم ، رومهم وفرسهم ، وغيرهم ، وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم ، فهو أفضل الخلق نفسا ، وأفضلهم نسبا ، وليس فضل العرب ، ثم قريش ، ثم بني هاشم ، بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وإن كان هذا من الفضل ، بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا ، وإلا لزم الدور . ولله تعالى الحكمة البالغة في أن اختار لهذه الرسالة رجلا عربيا ، وليس هذا موضع بيان ما بلغ إليه العلم من تلك الحكم ، وقد قال الله تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) .

بيد أنا نقول : إن الرسول لما كان عربيا ، كان بحكم الضرورة يتكلم بلسان العرب ، فلزم أن يكون المتلقون منه الشريعة بادئ ذي بدء عربا ، فالعرب هم حملة شريعة الإسلام إلى سائر المخاطبين بها ، وهم من جملتهم ، واختارهم الله لهذه الأمانة ، لأنهم يومئذ قد امتازوا من بين سائر الأمم باجتماع صفات أربع لم تجتمع في التاريخ لأمة من الأمم ، وتلك هي :

1- جودة الأذهان .

2- وقوة الحوافظ .

3- وبساطة الحضارة والتشريع .

4- والبعد عن الاختلاط ببقية أمم العالم .

فهم بالوصف الأول : أهل لفهم الدين وتلقيه .

وبالوصف الثاني : أهل لحفظه ، وعدم الاضطراب في تلقيه .

وبالوصف الثالث : أهل لسرعة التخلق بأخلاقه ، إذ هم أقرب إلى الفطرة السليمة ، ولم يكونوا على شريعة معتد بها متماثلة حتى يصمموا على نصرها .

وبالوصف الرابع : أهل لمعاشرة بقية الأمم ، إذ لا حزازات بينهم وبين الأمم الأخرى ، فإن حزازات العرب ما كانت إلا بين قبائلهم ، بخلاف مثل الفرس مع الروم ، ومثل القبط مع الإسرائيليين . ولا عبرة بما جرى بين بعض قبائل العرب وبين الفرس والروم في نحو يوم ذي قار ، ويوم حليمة ، لأنها حوادث نادرة ، على أن العرب كانوا فيها يقاتلون انتصارا لغيرهم من الفرس أو الروم ، فإحنهم معهم محجوبة بإحن من قاتلوا هم وراءهم انتهى .

ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني ، صاحب الإمام أحمد ، في وصفه للسنة التي قال فيها :

( وهذا مذهب أهل العلم ، وأصحاب الأثر ، وأهل السنة المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها ، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها ، فهو مبتدع ، خارج عن الجماعة ، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد ، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن ال**ير الحميدي ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم ، ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم .

فكان من قولهم : إن الإيمان قول وعمل ونية … ). وساق كلاما طويلا إلى أن قال :

( ونقر للعرب وفضلها وسابقتها ، ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الحب للعرب إيمان وبغضهم نفاق 1) ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون فضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف ). انتهى .

1أخرجه الحاكم (4/87) ، والعقيلي في ((الضعفاء)) (4/355) ، وإسناده ضعيف جدا .
من كتاب / خصائص جزيرة العرب . للعلامة المحقق / بكر بن عبدالله أبو زيد . والحمد لله رب العالمين منقول وانتم سالمون وغانمون والسلام .