عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 21-Sep-2007, 10:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فهد النفيعي
مشرف سابق
إحصائية العضو






التوقيت


فهد النفيعي غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى فهد النفيعي إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى فهد النفيعي
افتراضي ـــــ ^(قيس بشكل مختلف )^ــــــــ أ ليلى آي

قَيْسٌ بِفَصْلٍ مُخْتَلِفٍ )



:



إذا الشّوقُ حصحصْ
وغُمّ على القلبِ كتمانهُ والصّباحُ تقلّصْ
وصارت خطاهُ بكلّ مدائنهِ تتأففْ
ودخّنَ سيجارةَ الصّحوِ ليلٌ بطيءٌ على سهدهِ
والدّيار على حزنها قد توكّـأ ْ
وقال لـ قيسٍ : قضى نحبَهُ القلبُ فيكَ بُنيّ
عليكَ بنافلةٍ وسطَ منفى
وقال له الشوقُ : ماضيك ليلى
ويومكَ والغَدُ والعمرُ ليلى
وذنبكَ هذا الفَمُ المبتلى بالجروحِ الجروفِ
تسيلُ صلاةُ القصائدِ في الليلِ :
إيّاكِ نشتاقُ
إيّاكِ نعشقْ
وتمضي الأصابعُ في ردهاتِ دمي تتحسسُ بركانَهُ بعدَ وِتْرِ الشّجونِ
تراقبُ قلباً مشى حافياً فوق جمرٍ إلى الحلمِ
تسألُ صدريَ هل ضاقَ أم شُقَّ؟
أم شهقةٌ في السماءِ بـ( ليلاهُ ) قد جندلتهُ؟
ودربُ (أنا) هل لهُ غير طينْ؟!

وتجعلني
-منذُ صلّى القصيدُ القيامَ وظلّ بلا ميتةٍ في السّجودِ-
أحاورُ نفسيَ : منْ صرتُ في عالمي؟
صابئاً عند خطِّ النهاياتِ
أخشى اكتماليَ في لوحةٍ
والمحاجر أنسجُها مقطعاً , مقطعاً , مقطعاً
وجنوني هو السّاهرُ , الشّاكيُ , البردُ
في غرفةٍ قدْ تكوّمَ فيها الشّيوخُ وناموا

ووحدي ( أنا والأصابعُ ) نجلسُ قدّامَ بعضٍ
نصومُ معاً ثمّ تُفطِرُ دونيَ
ثمّ إلى ضفةِ النهرِ نجري
ونلصقُ أسمالنا
فأرانيَ قيساً مخيفاً من الفقدِ
والكفُّ تصحبُ مليونَ وجهٍ وضدٍّ ومعركةٍ تستثيرُ الجنونْ


تعجُّ المنافيَ ليلايَ : إيّاكِ نشتاقُ , إيّاكِ نعشقُ
ثمّ تبللني ثمّ أخشعُ
تأتينَ كـ الحُلْمِ وهو يشاغبُ في شفتي
تصبحينَ الينابيعَ في فمي المستغيثِ
أكون أنا (أنتِ) إلا الحضورَ
وفي كلِّ حرفٍ وسطرٍ وفاصلةٍ قصة وقصيدةْ

أراكِ تزخّينَ كلَّ القرى والمدائنِ بالسّحرِ
ترتكبينَ الذنوبَ ببيتِكِ والروضِ
والشارعِ المستريحِ على قلقٍ والفوانيسِ
تمشينَ فوقَ الأُنُوفِ بريحانةٍ
وتقولينَ : كفّوا التربّصَ

كانت عيونُكِ
تذهَبُ بالقلبِ للماءِ والرقصِ والياسمينِ
وجسراً إلى فتنةٍ لا تطاقُ
تنامُ عليها العصافيرُ والعشبُ
والليلُ في رمشها الساحليِّ يُقامُ على مرفأٍ وكمانْ

وكنتِ حديثاً لكلّ المجانينِ والزاهدين :
هنا بضّةٌ فلّها الغيمُ أين ستسقطُ ؟

كانت قلوبُ الرّجالِ موزّعةً فوق حَبْلِ الغسيلِ
وأمّكِ تزدادُ فيكِ :
خُذي واحداً دونَ قيسٍ | فـ تأبَينَ
تمتعضينَ لـ مكرِ الصّديقاتِ حين يَجِئْنَكِ في كلّ عرسٍ بقلبٍ فريدٍ
وجاراتكِ الخاطبات يُرتّلْنَ في سمعِكِ الراغبينَ بخبزِ فؤادِكِ

كان الجميعُ يقولُ : خُذي واحداً
ثمّ تأبينَ
تأبينَ
تأبينَ
إلا اغترافيَ في غرفةٍ تجمعُ السّرَّ والدمعَ والانفلاقْ

وكلّ مساءٍ يقولُ : هنا مأتمٌ وافتراقْ
فتأتين قيساً
تُثِيرينَ هذا الحبيبَ الوحيدَ :
حبيبيَ ما للمساءِ يجيءُ
ولا يخبرِ القلبَ أينَ الصباحْ؟



أليلايَ
قيسٌ غدا مثخناً بالقصيدةِ والشّجوِ
ما عاد قيسٌ يُجيدُ الهطولَ من الشعرِ
ما عاد قرعُ الكؤوسِ يثير النواديَ والخيلُ تكْرَعُ صحراءَها في الحروبِ
غدا قيسُـكِ القرويُّ (قبيلةَ قيسٍ) تفرّ من الموتِ للموتِ
في صدرهِ الحربُ تشعلُ جِنَّ المدينةِ
والصبحُ جفّ على قريتي والحروقُ تزيدُ
فلا الجسدانِ تضمّهما بردةٌ
لا المحابرُ ترتاحُ
لا خيلَ , لا سيفَ , لا بندقيةْ
سوى الضّدّ والسّهد يعتركان بخاصرتي
الانفصامُ بقيسِكِ , زقومُ كفٍّ , وليلٌ طويلْ

أليلايَ
جيلٌ من الشعرِ يُنكرني حين أشتاقُ
والوصفُ يَعْجَزُ حملَ القضيةْ
أريدُ اختصاراً لـ(شوقيَ) بالشعرِ
لكنّ موتيَ بدءُ القصيدةْ















رد مع اقتباس