بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الأعزاء السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد قد يكون بعضنا يسمع بالمزاين و لا يعلم المقاييس و المواصفات أو الميزات التي تميز الإبل الأصيلة عن غيرها و اليكم بعضا منها ، و كل ما توفرت في ناقة كانت أزين ، مع ملاحظة أنها قد تختلف قليلا من منطقة إلى اخرى :-
- الرأس : يكون كبيراً و منحنياً عند العرنون (عضمة الأنف).
- العرنون (العرنين): تفضل ذات العرنون المرتفع المقوس.
- المشـــافر (المهادر): أن تكون ضافية مهدله إلى الأسفل.
- الأذن : طويلة و حادة عند المجهم(السوداء)و عكسها لدى المغتر(البيضاء).
- الخد : عريض.
- اللحي : أن يكون طويلا.
- الرقبة : طويلة و ممتدة إلى الأمام و جرداء و غير عريضة.
- النحر : واسع.
- الزور : واسع.
- الذراع : جليلة العظم . و عظامها عريضة.
- الغارب : و هو ما بين السنام و الرقبة أي ما يلي السنام من الامام ، و تفضل ذات الغارب المارق , أي المرتفع إلى الأعلى و الممتد إلى الأمام.
- السنام : متأخر للخلف(منفهق)و مستدير و عريض.
- الشعفة(شعفة السنام): و هو الشعر الذي يغطي السنام و تفضل ذات الشعر الكثيف المتلوي على شكل حلقات.
- الطول : تكون الناقة طويلة.
- الفخذ : أفخاذها مكتنزة باللحم.
- الساق : جليلة العظم.
- الخف : يكون واسع الإستدارة.
- العرقوب : بارز.
- العرقوبان : المسافة بينهما واسعة أي فحجاء ، و جليلة عظم الكراع.
- الشاكلة : أن تكون الشاكلة طافية و غير مرتفعة.
- العيـز (الردف)(الفقار): و هو المسافة بين نهاية السنام و عكرة الذيل ، تكون قصيرة.
- الوركين : المسافة بينهما عريضة . أي تكون الناقة عريضة إذا نظرت إليها من الخلف.
- الذيل : أن يكون عريضا.
أما الفحول الطيبة فصفاتهن :
في لون المجاهيم : كبر الرأس ، وسع النحر ، طول المتن ، عرض الجنب ، جل العظم ، عرض الساق ، كبر الخف ، طول الأذن.
أما في باقي الألوان : جمال الرأس ، الشفة السفلى (البرطم) ضافي و منهدل ، كبير الأنف ، عريض الخده ، الرقبة جرداء (دقاقة)، طول الغارب ، قصر الذيل مع عرضه فلا يتخذ فحلا الا ابن ام خمسة و يزيد عرض ذيله و هو مفرودا عن خمسة اصابع ، زين السنام و العرقوب و طمن الأذن.
و لا يقبل في المزاين إلا حقة (عمرها عامين) فما فوق إلى الناقه الكبيرة . و يكون عددهن 100 فما فوق كلهن بوسم و شاهد واحد ، و يكون مالكهن شخص واحد أو شخص و أبوه و إخوانه.
اما الجيش وهي نياق الركوب فقد اخطا الشاعر اليامي حيث قال
والجيش منها باطني و صيعري
و تيهي و درعي و حر جوهري
مشكلة الالوان عجلات الجري
انضا الجزيرة و اصلها بعمانها
و الشاعر اخطا في البيت الأول حيث عدد أنواعا الجيش فقال (منها) فذكر : باطني و صيعري و تيهي و درعي و حر جوهري ، ثم جعل أصلها كل نوع في عمان . و في البيت الثاني خص جميع الانواع المنتشرة و المشتهرة في الجزيرة العربية بالذلول العمانية و منبعها ساحل الباطنة في عمان وهي من الأصايل ، و كانت في البداية عند الحكام و التجار و عموم الحاضرة إذ أنها لم تكن تتحمل الصحراء و ظروفها ، إلا أن البدو هجنوها بتزاوجها مع جمل الصحراء الصيعري لزيادة قدرتها على تحمل المناخ الصحراوي . و العمانية منها السمحاء أي شقراء اللون ، و ملحاء الحمر ، و الحمراء التي تجمع بين اللونين الأصفر و الأحمر ، و الشاعر أشار لهذه الألوان بقوله( مشكلة الألوان)و العمانية قليلة اللحم و اللبن ، و تصلح للركوب و السباق فلذلك قال( عجلات الجري)، اما الخطا في الانواع الاخرى فالتيهي مثلا منسوب الى صحراء سيناء التي تاه فيها بنو اسرائيل و المقصود فيه نجائب بني كلب جيش الشرارات في وقتنا الحاضر و افضلها بنات عدهان ثم بنات وضيحان و القصوى ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم من نجائب بني كلب الشماليه التيهيه و الشرارات من بني كلب و قد اكثر الشعراء في وصف الذلول من الجيش سواءا كانت عمانيه او شراريه قال الشاعر في الذلول العمانية
حمرا و لكنه توعد توعاد
الى اقلبت عينه لراع الشدادي
حمرا من الخشه الى حد الاقلاد
لفتة فريق الريم لاوحى التنادي
حمرا و كوعانه عن الزور بعاد
فج الاباط و سمحة بالمقادي
حمرا نحرها بالوصايف و الاوجاد
مقدم جلمة شافت الوعل بادي
حمرا من النسنوس للبد من غاد
وقم الذراع اما هكع ما يزادي
حمرا ترايبها كما الشري قعاد
حمرا و من نهض العصا ماتوادي
حمرا و رجليه الى انوت بمسناد
رجلين ربدا زوبعت مع جلادي
حمرا و كن وروكها يوم تنقاد
سيل تقافى مع مضانيك وادي
حمرا و فخذه قيمة الشبر ما زاد
حمرا و لاله بالمقادي مقادي
حمرا و كن من البريسم بالازناد
يازين حوذة خفها بالايادي
حمرا و لا غير المعاليق و اشداد
و الميركه ماسورة بالوسادي
و قال الشاعر جاسر بن غضيان الشراري في الذلول الشرارية
زادن همومي و الدموع اغرنني
و دموع عيني لون مزن يهطلن
يومن بربعي ناظروني اوني
قالوا صوابه في ضميره تمكن
قلت اصبروا و الله ما يوجعني
الا ضعونه يومهن فيه قفن
قمت اصطبر و اقول الله يعني
على ليالن للمصايب يجيبن
ثمن اصيح ثمن ابكي و اوني
ونت صويب اللي عظامه تشظن
ياراكب اللي هن مناة التمني
حيل من اللي كل دل زهاهن
من زينهن عند القبايل زهني
مع كل امير و شيخ يعرف طلبهن
وسم الشراري وسمهن لا اعرضني
شقح يقال ان الشراري غذاهن
ان صفن امع الجيش ما يلحقني
و ان سابقن تقطع الخيل عنهن
يشدن جراده في وقوت مضني
بارض القميز و في زمنهن يعدن
قم يا نديبي هات لي ما يوني
عشر هافات من الوكاله اخذوهن
اليا نعشته بالثلاثه يحني
حس التواير يكشطن في حصاهن
اثنين منهن للحويه مشني
لاهل الركايب و الدور يكملن
و هافين للنفود و وادعني
و اقصى القعوره بالنفود ادخلوا هن
و هافين لحدود الكويت اقفني
دارن و حامن لا لقنه و لا جن
و هافين لحدود العراق اعمدني
و مسلحات عن الخطر وين ماهن
و اجي على هافين بحسن يحني
كل الينه شيف بالقلب يشطن
جنك العشره كلهن ينشدني
على حبيبي في ديار اعرفهن
و قال شاعر اخر :
يا راكبٍ من فوق بنت العماني
وقم الرباع و تو ما شق نابـه
بينما أصول الأنواع الأخرى متفرقة في انحاء الجزيرة العربية و قد ذكرها الشاعر اليامي صاحب ملحمة الابل في البيت الأول مجملة ثم نسبها الى عمان ، والمعرف مثلا أن: الذلول الحرة : و هي من سلالة الإبل الحرة القديمة و التي كانت عند بعض قبائل الجزيرة العربية مثل قبيلة الشرارات و بني عطية و الحويطات والرشايده ، و أنتشرت و أشتهرت منها التي تنحدر من جيش قبيلة الشرارات و ذلك لمحافظتها على أصالتها فصارت تسمى بالشرارية ، أو الحرة الشرارية أو الحرة و جمعها حراير ، يقول الشاعر
يا راكب حمرا من ركاب الشرارات
لولا الرسن بالراس ما ينقوي لـه
و يقول شاعر آخر :
من فوق حمرا شرارية
ليا روّحت بالطلب ياتي
و يقول شاعر آخر في العمانيات من جيش ابن ثاني راعي قطر :
يا راكب اللي بعيد الـدار ياطنـه
(حراير)من ضرايب جيش ابن ثاني
أما الذلول الصيعرية : فنجد أنها تنسب في أصولها إلى(قبيلة الصيعر)إحدى قبائل اليمن القديمة ، و لا زالت معروفه عند العرب بإسمها ، و تتميز بالصبر و قوة التحمل و مقاومة الظروف الصحراوية القاسية فلذالك هجنتها القبائل بالعمانية يقول الشاعر :
يا ذلولي ناسف فوقـك شـدادي
جاني المطراش و انتي صيعريـة
و هكذا بقية الأنواع فكل شيء له أصل . و اهمها العمانية و التيهية من نجائب بني كلب المسماة حاليا بالشرارية الشماليه التيهيه و الحرار مع هتيم بني رشيد قال سليمان بن شريم من حرار هتيم ما خلطهن بالجمل خلاطي و عند بعض البوادي يختلف تعريف الحرة عن غيرها بان ما كان وبرها رقيق و لا يتكاثف على السنام و الغارب و اللحا والذيل فحرة وما عداها فنجيبة وعليه تكون الشرارية نجيبة شماليه كلبية تيهيه يتكاثف وبرها فيما ذكر بعكس الحره و ناقة الرسول صلى الله عليه و سلم العضباء من حراير بني عامر وكانت تسمى سابقة الحاج اخذها الرسول صلى الله عليه و سلم فلما ساله العامري بما اخذتها يارسول الله اجابه بجريرة حلفائك من ثقيف عن عمران بن حصين قال كانت العضباء لرجل من بني عقيل وكانت من سوابق الحاج قال فأسر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في وثاق والنبي صلى الله عليه وسلم على حمار عليه قطيفة فقال يا محمد علام تأخذني و تأخذ سابقة الحاج قال نأخذك بجريرة حلفائك ثقيف قال و كان ثقيف قد أسروا رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال و قد قال فيما قال و أنا مسلم أو قال و قد أسلمت فلما مضى النبي صلى الله عليه و سلم قال أبو داود فهمت هذا من محمد بن عيسى ناداه يا محمد يا محمد قال و كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك قال إني مسلم قال لو قلتها و أنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال أبو داود ثم رجعت إلى حديث سليمان قال يا محمد إني جائع فأطعمني إني ظمآن فاسقني قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم هذه حاجتك أو قال هذه حاجته ففودي الرجل بعد بالرجلين قال و حبس رسول الله صلى الله عليه و سلم العضباء لرحله قال فأغار المشركون على سرح المدينة فذهبوا بالعضباء قال فلما ذهبوا بها و أسروا امرأة من المسلمين قال فكانوا إذا كان الليل يريحون إبلهم في أفنيتهم قال فنوموا ليلة و قامت المرأة فجعلت لا تضع يدها على بعير إلا رغا حتى أتت على العضباء قال فأتت على ناقة ذلول مجرسة قال فركبتها ثم جعلت لله عليها إن نجاها الله لتنحرنها قال فلما قدمت المدينة عرفت الناقة ناقة النبي صلى الله عليه و سلم فأخبر النبي صلى الله عليه و سلم بذلك فأرسل إليها فجيء بها و أخبر بنذرها فقال بئس ما جزيتيها أو جزتها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصية الله و لا فيما لا يملك ابن آدم قال أبو داود و المرأة هذه امرأة أبي ذر( صحيح ) وأخرجه مسلم . منقول بتصرف و انتم سالمين و غانمين و السلام
آخر تعديل طنيان يوم 23-Aug-2007 في 01:37 AM.