عمرو بن كدام الجدلي
قائد عدوان وفهم في حرب الفجار الثاني.
عمار الوابشي
وكان حليفاً لبني صاهلة الهذليين، قاتل معهم بنو لحيان في يوم الأحث فقتله أبو قلابة اللحياني وفيه يقول:
يا ويك عمار لِم تدعو لتقتلني @@ وقد أجيب إذا يدعون أقراني
ذو الإصبع العدواني
واسمه حرثان بن محرث بن الحارث بن شباه بن ربيعة بن وهب بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان ، وهو أحد أبرز شعراء العصر الجاهلي، كان فارسا شجاعاً له وقائع مشهورة وغارات كثيرة، عمر طويلا ومات في سنة 22 قبل الهجرة (600م)، وعمره حينئذ 170 عاما لقب، بذي الإصبع وذلك أن حية نهشت ابهام قدمه، وقيل لأن له إصبعا زائدا في قدمه، شعره مليء بالحكمة والعظة والفخر.
وهو القائل مادحاً نفسه:
السيـف والـرمح و الكنـانة قد @@ أكمـلت فيهـا معابـلا صنـعا
والمهـر صـافي الأديـم أصنـعه @@ يطـيـر عـنه عفـاؤه قـزعـا
وله أيضاً:
وإنّنـي سـوف أبتـدي بندّى @@ يـا صاحـبيّ الغـداة فآستمـعا
ثـم سلا جـارتـي وكنّتهـا @@ هل كنت فيمن أُراب أو خدعـا
أو دعتـاني فلم أُجِـب ، ولقد @@ تأمـن منّـي حليلتي الفجـعا
آبـى فـلا أقـرب الخِبـاء إذا @@ ما ربُّـه بعـد هـدأة هجـعا
و لا أرُوم الـفـتـاة زوْرتهـا @@ إن نـام عنها الحليل أو شسـعا
ويقول في قصيدة طويله يعاتب ابن عم له:
ياعمرو إن لم تدع شتمي ومنقصتي @@ أضربك حتى تقول الهـامه أسقوني
كل امرىء صائراً يـوما لشـيمته @@ و إن تـخلق أخـلاقا إلى حـين
إني لعمـرك مابـابي بذي غلـق @@ عن الصديق و لا خـيري بممنـون
و لا لساني عـلى الأدنى بمنـطلق@@ بالمنـكرات و لا فتكي بمأمــون
لا يخـرج القسر مني غـير مغضبة @@ و لا ألِـين لمـن لا يبتغـي لينـي
حتى يقول:
يـارُبّ ثوب حواشـيه كأوسطه @@ لا عيب في الثوب من حُسن ومن لين
عاش ذو الإصبع فترة اختلاف عدوان وتفرق أمرها، وحاول مراراً أن يصلح بين الفرقاء من قبيلته ويوحد شملهم إلا أن محاولاته باءت بالفشل، وانعكس ألمه وحسرته في ما آلت إليه عدوان من فرقة وضعف بعد قوة ومنعة في شعره. ولما احتضر ذو الإصبع قال لإبنه ينصحه: يابني، إن أباك قد فنى وهو حي وعاش حتى سئم العيش، وإني موصيك بما إن حفظته بلغت في قومك مابلغته، فاحفظ عني: ألِن جانبك لقومك يحبوك، وتواضع لهم يرفعوك وابسط لهم وجهك يطيعوك، ولا تستأثر عليهم بشيء يُسوّدوك، وأكرم صغارهم كما تكرم كبارهم يكرمك كبارهم ويكبر على مودتك صغارهم، واسمح بمالك، وأحم حريمك، وأعزز جارك، وأعن من استعان بك، وأكرم ضيفك، وأسرع النهضة في الصريخ فإن لك أجلا لا يعدوك، وصن وجهك عن مسألة أحد شيئاً فبذلك يتم سؤددك ثم أنشأ يقول:
أأسيـد إن مـال مـلكـ @@ـت فسر به سيراً جميـلا
آخ الكـرام إن استـطعـ @@ ـت إلى إخـائهم سبيـلا
وأشـرب بكأسهـم وإن @@ شربـوا به السم الثمـيلا
أهـن اللئـام ولا تـكـن @@لإخـائهم جمـلا ذلـولا
إن الكــرام إذ تـــوا @@خيهم وجدت لهم فضـولا
ودع الـذي يعـد العشيـ @@ ـرة أن يسيلو ولن يسيـلا
أبنـــي إن الــمال لا @@يبكي إذا فقـد البخـيلا
أأسـيد إن أزمعـت مـن @@ بلـد إلـى بلـد رحـيلا
فاحفظ وإن شحط الـمزا @@ ر أخا أخيـك او الـزميلا
واركب بنفـسك إن هممـ @@ ـت بها الحزونة و السهولا
وصـل الكـرام وكن لمن @@ ترجـو مـودته و صـولا
ودع التـواني في الأمـو @@ ر وكن لها سلـسا ذلـولا
وابسـط يمـينك بالنـدى @@ وامـدد لها بـاعا طويـلا
وابسـط يديـك بما ملكـ @@ ـت وشيد الحسب الأثيلا
واعـزم إذا حـاولت امـ @@ ــرا يفرج الهم الدخـيلا
وابذل لضيفك ذات رحـ @@ ـلك مكرما حتى يـزولا
و احلل على الأيفـاع للـ @@ ـعافين و اجتنب المسـيلا
وإذا القـروم تخـاطـرت @@ يوما و أرعدت الخصـيلا
فاهصر كهصر الليث خضـ @@ ـب من فريسـته التلـيلا
وانـزل إلى الهيـجـا إذا @@ أبطـالها كـرهوا النـزولا
وإذا دعيـت إلـى المهـ @@ ـم فكن لفادحه حمولا