قال أبو عمرو وأبو عبيدة : جمع العباس بن مرداس بن أبي عامر- وكان يقال للعباس: مقطع الأوتاد جمعا من بني سليم فيه من جميع بطونها، ثم خرج بهم حتى صبح بني زبيد ( مذحج ) بتثليث من أرض اليمن بعد تسع وعشرين ليلة فقتل فيها عدداً كثيراً وغنم حتى ملأ يديه
فقال في ذلك:
لأسماء رسم اصبح اليوم دارسا=وأقفر منها رحرحان فراكسا
فجنبي عسيب لا أرى غير مائل =خلاء من الآثار إلا الروامسا
ليالي سلمى لا أرى مثل دلها =دلالاً وانساً يهبط العصم انسا
واحسن عهدا للململ ببيتها =ولامجلسا فيه لمن كان جالسا
تضوع منها المسك حتى كانما =ترجل بالريحان رطبا ويابسا
فدعها ولكن هل اتاك مقادنا =لاعدائنا نزجي الثقال الكوانسا
بجمع يريد ابني صحار كليهما =وآل زبيد مخطبا وملامسا
تشد بتعطاف الملاء رؤسنا =على قلص نعلو بهن البسابسا
على قلص نعلو بها كل سبسب=تخال به الحرباء اشمط جالسا
سمونا لهم تسعاً وعشرين ليلة =نجوب من الاعراض قفراً امالسا
فبتنا قعودا في الحديد واصبحوا =على الركبات يجزؤون الافانسا
فلم ار مثل الحي حيا مصبحا = ولامثلنا لما التقينا فوارسا
اكر واحمي للحقيقة منهم =واضرب منا بالسيوف القوانسا
اذا ماشددنا شدة نصبوا لها =صدور المذاكي والرماح المداعسا
وأحصننا منهم فما يبـلـغـونـنـا=فوارس منا يحبسون المحابـسـا
اذا اجلت عن قتيل نكرها = عليهم فما يرجعن الا عوابسا
نطاعن عن احسابنا برماحنا = ونضربهم ضرب المذيد الخوامسا
وكنت امام القوم اول ضارب =وطاعنت اذ كان الطعان تخالسا
وكان شهودي معبد ومخارق = وبشر وماستشهدت الا الاكايسا
ومعي ابنا صريم دارعان كلاهما =وعزرة لولاهم لقيت الدهارسا
ومارس زيد ثم اقصر مهره=وحق له في مثلها ان يمارسا
وقرة يحميهم اذا ماتبددوا= ويطعنهم شزرا فأفبرحت فارسا
ولو مات منهم من جرحنا لاصبحت =ضباع باكناف الاراك عرائسا
ولكنهم في الفارسي فلا ترى = من القوم الا في المضاف لابسا
فإن تقتلوا منا كريما فإننا =أبأنا به قتلى تذل المعاطسا
قتلنى به في ملتقى القوم =وقاتله زدنا الليل سادسا
فأبنا وابقى طعننا في رماحنا =مطارد خطي وحمرا مداعسا
وجردا كان الاسد فوق متونها=من القوم مرؤسا كميا ورائسا