عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 14-Jun-2007, 02:35 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
متعب العصيمي
مشرف سابق
إحصائية العضو







متعب العصيمي غير متواجد حالياً

افتراضي فضائيات الشعوذة... إرهاب عقدي خطير!

فضائيات الشعوذة... إرهاب عقدي خطير!

خالد بن فائز الحقباني

لما تفجرت في مطلع العشرية الأخيرة من القرن الماضي (تكنولوجيا) المعلومات، صار روادها يعتبرون أنفسهم سادة العالم لظنهم بأنهم قد وصلوا إلى أرقى مستويات العلم، فانبهر العالم بهم وبهذه (التكنولوجيا) التي أحدثت تغييرا جذريا في حياة البشرية، فقد أضحى العالم قرية صغيرة بفضل سهولة الاتصال بواسطة مختلف التقنيات المستحدثة التي ساعدت على ظهور عدد لا حصر له من القنوات العالمية التي انتشرت انتشار واسعا، فرحب بها العالم أجمع بما في ذلك العالم العربي، خاصة مع بث قنوات عربية أقبلنا عليها جميعا كعرب وكمسلمين إقبالا لا نظير له، حتى صارت تشكل جزءا لا يتجزأ من حياتنا لأننا اخترناها عن غيرها من القنوات الأجنبية ظنا منا بأنها ستهتم بقضايانا كعرب وكمسلمين، وبأنها ستكون صوتنا الذي نريد إيصاله إلى العالم أجمع، وبذلك صارت هذه القنوات بالنسبة لنا عبارة عن نافذة نطل منها على العالم بأسره، ونتعرف منها على مختلف الحضارات المنتشرة عبر المعمورة، الأمر الذي أعطاها مصداقية وقوة كبيرين، فزاد عددها بشكل خطير، لكن مضمونها بالمقابل تدهور بشكل أخطر لأنها استباحت لنفسها بنشر كل ما هب ودب من برامج.
فقد ظهرت قنوات لا غاية لها إلا البث دون أن تكون لها سياسة ذات مصداقية، كأن تكون دعوية دينية، تعليمية، تثقيفية، إخبارية، ترفيهية أو فنية راقية، بل أصبحت أغلب القنوات لا فائدة منها خاصة منها القنوات الفنية التي تنشر الفن الهابط بالتركيز على فنانات ومغنيات (هز الوسط)، وقد كنا كتبنا مقالا (منذ مبطي) أسميناه "هل من دواء مضاد لفيروس الإرهاب الجنسي" بجريدتنا الغراء "الرياض" العدد 13689، وأسهبنا فيه الحديث عن مأساة هذه القنوات التي أصبحت كالفطريات تماما تصحو صباحا فتجدها قد غزت حديقتك بعد أن كانت عدما، وقد عبرنا في ذلك المقال عن أسفنا للمستوى المتدني الذي انحدرت إليه هذه القنوات (العربية اللغة) التي تبث ثقافة (سخافة) الرقص و(النط)، لكننا لم نكن يومها نتصور أبدا أنه قد تظهر بعدها قنوات أشد خطرا منها، حتى فوجئنا ذات يوم بظهور قنوات متخصصة في السحر والشعوذة، فصارت صدمتنا هذه أشد بكثير من الأولى، لأننا وبعد أن كنا نشتكي خوفا من خطر قنوات (هز الوسط)، هوجمنا على حين غفلة بقنوات تشويه العقيدة الإسلامية السنية الصافية، بسبب قنوات الشعوذة التي يبثها ويشرف عليها بعض المغفلين من أبناء جلدتنا بتحريض ممن خططوا ومازالوا يخططون لهدم قيمنا، ومسخنا من ديننا الإسلامي الصافي بجرنا إلى هاوية الخرافات والبدع والخزعبلات لإغراقنا في الجهل والتخلف.

لذا، فنحن نرى بأنه من العار و(الخزي) أن يساعد أجدادنا الدول الغربية على كسر قيود الجهل وتحقيق خطوات عملاقة في التقدم العلمي، حتى يخترعوا لنا (تكنولوجيا) المعلومات كي نستعملها نحن للرجوع إلى كهوف الجهل والتخلف بانكبابنا (بالتسدّح والتبطّح) على قنوات السحر والشعوذة التي دخلت عقر بيوتنا دون إذن مسبق منا، وبدأت تبث سمومها فينا، فإن ما يتم مشاهدته فيها مناف تماما لتعاليم الشريعة الإسلامية بما تحمله من معتقدات فاسدة ومضرة بمعتقدات مجتمعاتنا الإسلامية المبنية على الأصول المستقاة من المصدرين الأساسيين للشريعة الإسلامية وهما: القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وتعاليم ديننا الحنيف كانت دائما حاثة على النفور من مثل هذه الشركيات، ومحفزة على طلب العلم والابتعاد عن الخرافات والبدع، فقد جاء في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى: ((ولا يفلح الساحر حيث أتى))/ (طه/69)، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد نهى عن إتيان الكهنة والعرافين في حديثه الشريف الذي رواه أحمد والأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، والذي وردت روايته على النحو التالي: ((من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)).

إن الوضع متأزم وخطير جدا، ويدعو إلى التفكر والتدبر لإيجاد مخرج له، وقد تنبهت حكومتنا الرشيدة إلى هذا الوضع بإصدار اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (هيئة كبار العلماء) لفتوى تؤكد فيها على حرمة مشاهدة هذه القنوات الفضائية التي تسعى إلى نشر الباطل والترويج له أو الاتصال بها للسؤال عن أي أمر مهما كان، كما أن حكومتنا حسب توجيهات وزارة الداخلية الأخيرة، باعتبار هذه الوزارة هي الجهة المسؤولة عن الأمن الفكري للبلاد، قد سعت إلى الحد من تفاقم هذا الوضع الموشك على التدني أكثر فأكثر، باقتراح حلول نراها فعالة للتصدي لهذه الهجمة، بالدعوة إلى توعية أفراد مجتمعنا من مزالق السحر والشعوذة، وحث العلماء وخطباء المساجد لتحذير المجتمع من الإيمان بمثل هذه الشركيات ومن القيام بأعمال السحر والشعوذة، بالإضافة إلى دعوتها وسائل الإعلام المختلفة إلى مناقشة الموضوع وتبيان سلبياته ومخاطره بعقد ندوات وبرامج تهدف إلى ذلك، وبالقيام بحملات (توعوية) في الجامعات والكليات والمدارس، وإصدار مطويات وكتيبات تحذر من مغبة الوقوع في أعمال السحر والشعوذة، مع تكثيف حملات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتتبع السحرة والمشعوذين والقبض عليهم بالتعاون مع الجهات الأمنية المعنية وإنزال عقوبات رادعة بحقهم، مع قيام وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحظر الاتصال بأرقام تلك القنوات من داخل المملكة حسب ما لديها من تقنية بهذا الشأن.

نرجو (فقط) أن يتم الشروع في تطبيق هذه التوجيهات بسرعة لأننا في أشد الحاجة إليها لإيقاف خطر الفطريات السامة (قنوات الشعوذة) التي ظهرت حديثا في حديقة حياتنا الإيمانية المزهرة، في مملكتنا(بلاد الحرمين الشريفين) التي عملت دائما على نشر تعاليم ديننا الإسلامي خالية من كل البدع والشركيات، فحملت مشعلا سيظل منيرا إلى الأبد، وستحرق نيرانه كل الخفافيش (المموّلة) التي تسعى في الظلام لتحطيمنا وسحق هويتنا وتضييع إيماننا، لكننا متأكدون أن هؤلاء لن يفلحوا لأنه وعيد من الله (عز وجل) بأن لا فلاح لهم أبدا حيثما أتوا ومهما تحايلوا.

@ الملحق الثقافي

بسفارة خادم الحرمين الشريفين في الجزائر















رد مع اقتباس