فـلـو حُرِمـتْ يـوماً على ديـن أحمـدِ لأخذتها على دين المسيح ابن مريـمِ
وقـد حــرم الله الـزنــا فــي كـِتـابـهِ ومـا حـرم الـقـُبــلات بالـخــد والـفـــمِ
يستطيع المتنبي والفرزدق وجرير ويستطيع شعراء من الحاضر والماضي أن ينزلوا الى هذا المستوى المتدني من الأدب وإلى حضيض الشعر .. فهو سهل وجذاب الى النفس البشرية ومن اليسر حبكته والتلاعب بألفاظه الكثيرة وانتشاره بين فئة معينة من الناس تزيد أو تنقص حسب تقاليد المجتمع وآدابه .
ولكنهم شعراء كبار وأدباء حملوا لواء الكلمة الرائعة والأدب الرفيع ، فاحترمهم الناس لشعرهم وأدبهم وعفتهم.
تأمل معي قول جرير:
إن العيون التي في طرفها حور ** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
هذا البيت وحده يساوي تلك القصيدة الماجنة التي فيها تعدٍ على حرمات الله وشرعه وملكوته.
ويقول المتنبي :
أشكو النوى ولهمْ من عبرَتي عَجَبٌ
كذاكَ كنتُ وما أشكو سوى الكِللِ
...
وما صبابةُ مشتاقٍ على أملٍ
من اللقاءِ كمشتاقٍ بلا أملِ
…
مُطاعةُ اللحَظِ في الألحاظِ مالكةٌ
لمقلتيها عظيمُ المُلكِ في المُقَلِ
ويقول أيضاً في رائعته البائية :
هام الفؤادُ بأعرابيةٍ سكنتْ
بيتاً من القلبِ لم تَمددْ له طُنُبا
مظلومةُ القدِ في تشبيهه غُصُناً
مظلومةُ الريقِ في تشبيهه ضَرَبا
بيضاءُ تُطمِعُ في ما تحت حُلّتها
وعزَّ ذلك مطلوباً إذا طُلبا
كأنها الشمسُ يُعيي كفَّ قابضهِ
شُعاعها ويراهُ الطَرفُ مُقتَرِبا
مرّتْ بنا بين تِرْبَيها فقلتُ لها
من أين جانسَ هذا الشادنُ العَرَبا ؟
هل رأيت الفرق بين القصيدتين : من ناحية سمو الكلمة وقوة الفكرة وروعة المضمون .
وتأمل معي قول عنترة بن شداد في الكرامة وعفة النفس وهو شاعر جاهلي :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ** حتى يواري جارتي مأواها.
وغيرها الكثير والكثير من الأدب العربي والاسلامي الراقي الذي لا تخجل أن تقرأه في أي مكان وعند أي أحد ..
ونشكرك على مشاركتك الجميلة التي اتاحت لنا الفرصة لإضافة المزيد وتوضيح الفرق بين النوعين.
تحياتي
التوقيع |
https://twitter.com/abalwled
عَظيمةٌ أنتِ يـا أرضَ الرسَـالاتِ = يا مهبطَ الوحي فِي خَتْـمِ النبـوَّات
أنْتِ السُّعُوديَّةُ العَلْيَـاءُ فِـي شَمَـمٍ = تَعْلُو عَلَى كُلِّ مَنْ تَحْـتِ السَّمَـوَاتِ
|