الرياض – صحف :أوضح الدكتور علي الغامدي "أستاذ هندسة المرور والنقل عميد عمادة البحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية لسلامة المرور" لصحيفة الشرق الأوسط أن ظاهرة اتساع نطاق قيادة صغار السن للسيارات خطيرة ومتفشية في المجتمع السعودي وأنها نتاج ثقافة المجتمع.
وقال إن نسبة الوفيات في الحوادث المرورية من صغار السن تتجاوز 20 %، وغالباً في الحوادث الكبيرة والخطيرة والتي طرفها أحد صغار السن ويكون الخطأ عليه.
وقد ذكرت دراسات وإحصائيات سابقة في السعودية و التي أجريت على طلاب مقيدين بالصف الثالث المتوسط وبالمرحلة الثانوية بمدن الرياض وأبها وحائل للعام الدراسي 1419هـ، والبالغ عددهم 96560 طالباً طبقاً لإحصائية مركز المعلومات الإحصائية بوزارة المعارف (1419هـ).
وقد تم اختيار المدن الثلاث مجتمعا للدراسة على أساس أن هذه المدن تنتشر بها ظاهرة قيادة صغار السن للسيارات، وقلة البحوث التي أجريت بها مقارنة بالمدن الأخرى، فضلاً عن ارتفاع معدلات الحوادث المرورية فيها.
هذا بالإضافة إلى تمثيل هذه المدن الثلاث نسبياً للمملكة، فالرياض من وسط البلاد وحائل من الشمال وأبها من الجنوب. وتكونت عينة الدراسة من 2962 طالبا من طلاب المرحلتين الثانوية والمتوسطة ممن لم يبلغوا بعد سن 18 عاما.
واتضح أن 86.76 % من إجمالي عينة الطلاب يقودون السيارات منهم 58.98 % من الثانوي و27.78 % من المتوسط، بينما يقود السيارات 89 % من إجمالي عدد طلاب المرحلة الثانوية، و82.3 % من إجمالي طلاب المرحلة المتوسطة. وبلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا مخالفات مرورية ممن يقودون السيارات 32.5 %، بينما بلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا حوادث مرورية 48.3 %.
والدلالة المهمة لهذه النتائج أنه مع اتساع نطاق قيادة صغار السن للسيارات كان من المتوقع زيادة عدد الحوادث التي يقع فيها هؤلاء الصغار وما يترتب على ذلك من أضرار.
ويتابع الغامدي الحديث عن أسباب هذه الظاهرة: الأسباب اجتماعية من الدرجة الأولى، وأيضاً ظاهرة التقليد فعندما يصبح عمر الطفل 14 عاما، يبدأ بطلب سيارة ويضغط على الأسرة رغبة منه أن يصبح مثل أصدقائه وزملائه.
وطالب الغامدي المجتمع بالوقوف بشكل جماعي للحد من هذه الظاهرة الخطيرة. وعن الدور الأمني قال الغامدي: الرقابة المرورية غائبة والأنظمة يتم التساهل في تطبيقها بشكل كبير من قبل رجال المرور.
وبشأن دور اللجنة الوطنية يقول الغامدي: نحن جهة استشارية وبحثية ومشاركاتنا في التوعية تقتصر على المناسبات في المدارس وخلال أسبوع المرور الخليجي، مشيرا إلى أن اللجنة في صدد إجراء أبحاث لحملة وطنية كبرى للتخلص من هذه الظاهرة، ونحن في فترة سابقة كانت لنا مساهمة في الحملة لحزام الأمان واستمرت قرابة 20 عاماً ولم يجد ذلك نفعا، ولكن عندما بدأ المرور في تطبيق النظام نجحت الحملة في أهدافها وكان نجاحا باهرا وغير متوقع.
وذهب إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية هذه الظاهرة من إعلام ومدارس وأسر وأنه لا بد من تكاتف الجميع حتى نستطيع اجتثاثها.
=====
* ما هي الحلول التي تراها مناسبة للحد من قيادة المراهقين للسيارات?
- حلها في نظري ينطلق من إدراك حقيقة أن المراهق عندما يرى مراهقاً آخر يمارس قيادة السيارة يجد في نفسه رغبة عارمة لقيادة السيارة، ويسعى لتنفيذها بكل الوسائل الممكنة، لذلك فإن قيادة المراهقين للسيارات أشبه ما تكون بالمرض المعدي، وأول مبادئ علاج الأوبئة المعدية عزل المصاب عن المجتمع لمنع انتشار العدوى، وهو ما يبرر أهمية تطبيق أنظمة القيادة بحزم على الجميع.
ولا شك أن توعية الآباء والأمهات والمراهقين حول الكوارث التي تنتج عن تلك الممارسة - وبكل الوسائل المتاحة - عامل آخر مهم في الحد منها.
منقول