عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 13-Jan-2007, 09:31 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
كلاشينكوف
عضو فعال
إحصائية العضو






كلاشينكوف غير متواجد حالياً

افتراضي

رائع جدا يا أستاذ هنيدس .. و أنا من المتابعين لكل مواضيعك و كتاباتك .. بارك الله فيك .. واسمحلي أن أهديك هذا الكتاب الجميل .. الذي يتناول جزءا من هذا الإرث الهلالي بالاضافة إلى إرث باقي القبائل العربيه العدنانيه (القيسيه بالأخص) في شمال أفريقيا .. و أتمنى منك التعليق عليه بعد قراءته وهو متوفر في بعض المكتبات العامه و الخاصه في السعوديه .. مع أطيب التمنيات لشخصكم الكريم بالتوفيق في مشروعكم التراثي و العلمي ..


اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي

محمد بن محمد بن عمر العدواني، تاريخ العدواني. كتاب في أخبار هجرة واستقرار بعض القبائل العربية مع ذكر الأحوال والتقلبات السياسية والاجتماعية لمنطقة المغرب العربي وأحوال بعض المدن والقرى، والعلاقات الروحية بين المشرق والمغرب منذ الفتح الإسلامي، تقديم وتحقيق وتعليق: أبو القاسم سعد الله، دار المغرب الإسلامي.


يدخل كتاب "محمد بن عمر العدواني" من جهة فيما يسمى بالتاريخ المحلي، فهو يؤرخ لحياة القبائل التي استوطنت الجنوب الشرقي من الجزائر والجنوب الغربي من تونس، وأوصولها العربية ومسيرتها من المشرق إلى المغرب، وصراعها ضد الحكام من حفصيين وعثمانيين. كما يؤرخ لحياة الناس تحت حكم المغامرين من مختلف المدن: طرابلس، قفصة، القيروان، توزر، بسكرة، قسطنطينة، الخ. وفي أثناء ذلك يتحدث عن المرابطين ودورهم مع العامة، وعن الحكام وعلاقتهم بالأجانب كالإسبان.
وهو من جهة أخرى كتاب يدخل فيما يسمى بالأدب الشعبي. فلغته وعادات الناس الذين يتحدث عنهم، والمرأة، والأساطير التي يرويها والحكايات والمغامرات والكرامات الخ. كل ذلك يجعل منه قطعة من الأدب الشعبي الذي تقرأه فكأنما أنت تقرأ قطعة من تغريبة بني هلال أو ألف ليلة وليلة، أو كما لاحظ بعضهم يصبح كتاباً صالحاً للقراءة في الأسمار والمجالس للتسلية والعبرة والتفكه وتوسيع مجال الخيال. إنه من هذه الناحية أشبه ما يكون بكتب الملاحم، فيها الواقع والخيال والأسطورة.

وفي تاريخ العدواني قصص ومغامرات وحروب ومعارك وفروسية. فبالإضافة إلى حروب طرود وقصة الجازية الهلالية والزناتي خليفة،هناك مغامرات الهادف والعش والمرزوعي والحناشي والصولي، وإضرابهم. وفي هذه القصص والمغامرات بعض السذاجة والاحتكام إلى ا لغرائز ولكنها تأتي في شكل مسرحيات شكسبيرية فيها الحبكة الجيدة والتآمر والقتل والهروب والحيل والغدر. إن تاريخ العدواني يمكن أن يقرأ من هذه الزاوية على أنه قطعة طريفة من الأدب الشعبي الذي يحتوي على الخيال والتنوع والمفاجأة والألفاظ المنغومة ذات الوقع السحري على النفس.