[نبض المشاعر]

	الهلل جمع هللة وهي من اجزاء الريال, حيث يتكون الريال السعودي من مائة هللة. وقد لعبت الهللة قديما دورا في الحياة عندما كانت تلك الحياة بسيطة جدا وغير مكلفة كايامنا هذه. اما اليوم فهي غير ملاحظة بل منسية حتى اصبحت الهللة لعبة خفية بيد التجار وصرافي البنوك - فاغلب البضائع المعروضة في الاسواق المركزية لابد من وجودها في السعر كذلك الحال مع الادوية الطبية وفواتير الخدمات ككهرباء وماء وهاتف. وكثيرا ما تستعمل الهللة في الترويج لبضاعة ما وذلك بعد وضعها صغيرة جدا امام السعر بحيث تكون هكذا 10.95 بحيث لا يشعر المستهلك ان السعر الحقيقي هو 11.00 . ومع وجودها في القيمة الا انك لن تسترد الباقي كهلل سواء من البنك او السوق المركزي او الصيدلية وقد لعب عمال محطات تعبئة الوقود فيما سبق هذه اللعبة بحيث يترك العداد عمدا حتى يصل الى اي رقم بالهللة ومن ثم يحتسبها عليك ريالا كاملا, وبحصيلة يوم كامل يتكون عنده مبلغ لا باس به يحتفظ به لنفسه ولكن مع كثرة المشاكل توقف جميع عمال التعبئة عن هذا وتبقى الامر عند الباقين بحيث اذا اصر الزبون على طلب الباقي اعطي علكا من اي نوع لاسكاته, وقد انتبهت بعض الجمعيات الخيرية لهذا لامر فوضعت حصالات للتبرع بهذه الهلل البسيطة. ولكن بحسبة بسيطة لهذا المال المهدور اذا اخذنا في الاعتبار ان هامش الربح في جميع البضائع والادوية وفواتير الخدمات قد يصل 400% فلماذا وضعت هذه الزيادة - نجد ان الامر فعلا محير, فلا يجب الاستهانة بضآلة الهللة فالبنوك كثيرا ما تقوم بعمليات كبيرة على اساس ربح 25 هللة او اقل وتجني منها ارباحا لا بأس بها قد تكون مدتها الزمنية ساعات قليلة فقط لكل عملية. خاصة اذا عرفنا ان بيع وشراء العملة في العالم كله يكون هامش ربحه بهذا الحجم اي بحجم الهلل. فلو فكرنا باستثمار هذه الهللات التي تاتي كزيادة اصبحت واقعا يجب التعامل معه وذلك بخصمها من ارباح المستفيد كتاجر او مستورد لادوية او شركات الخدمات بعد عملية حسابية لمدة عام لتكون عندنا مبالغ كبيرة جدا نستطيع منها دعم الاسر المحتاجة, سد الديون, دعم الجمعيات الخيرية, الزواج الجماعي. قد لا يصدق قارىء هذه السطور حجم المدخول اليومي من الهلل. فلنتصور مبيعات يوم واحد عند جميع الصيدليات والاسواق المركزية وقيمة سداد فواتير الخدمات على مستوى المملكة مع الاخذ بالاعتبار هامش الربح لكل منهم, لنكتشف ان دس قيمة الهلل متعمد بقصد خفي للربح الاكثر - فلابد من الالتفات لهذا الامر. م ر و ر ي مـــع كلــــ الودـــ

التوقيع

دنيــــا ومــن يـــــدري كلــــ شــــئ يصـــير فيهــــا