عرض مشاركة واحدة
غير مقروء 10-Sep-2003, 10:46 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن نجد
عضو فضي
إحصائية العضو





التوقيت


ابن نجد غير متواجد حالياً

Thumbs up ياشيخ يا شيخ السلف والجهامة … زيزوم ربعه بالنهار الكبيري ( نادرة )

قصة اليوم من قصص البادية التي تجمع بين الحماسه والتسامح ، ويحدث ان تطول معارك لفترة معينه بلا توقف تعرف عند البدو بالمناخ ويكون اللقاء فيها يوميا بين الخياله ويحدث طراد بينهم كل يوم ، والحرب عادة بالسيوف والرماح لقلة البنادق التي ظهرت لاحقا بوقت قريب.

وحصل ان حدثت معركة بين بعض من قبيلة الظفير بقيادة شيخهم بن سويط وبعض من قبيلة عنزة بقيادة شيخهم بن هذال ، وقام طراد بينهم على الخيل ، لكن بدون خيانه ولا غدر ، فكل صباح بعضهم يطرد بعض ومن يقع ذلك اليوم هو حتفه وفي المساء يعودون لاماكنهم بأمان فلا خيانه بعد الغروب ، وفي ليلة من الليالي بعد انتهاءهم من الطراد فقد الشيخ ابن سويط الدخان والقهوة ، ولايمكن تحصيلهن بالشراء لبعد المدن عنه وخاصه ان الوقت حينها ليلا ، فقام ابن سويط وركب ذلوله ، وتسلل في الظلام ولم يخبر قومه من شدة ضيق خاطره من قلة الدخان والقهوة.

وأتجه الى خصومه عنزة الذين كان في الجهه المقابله لهم ، وأناخ ذلوله امام بيت الشيخ ابن هذال وكان القوم مجتمعين عنده على القهوة وتقدم الى ناحية المجلس ، وحين اقترب رآه الشيخ ابن هذال فقال : يامرحبا بالشيخ ابن سويط رحبوا بالرجال ، فقاموا وسلموا عليه ورحبوا به ، واجلسه ابن هذال بجانبه واكرموه وقدموا له القهوة ودارت السوالف كأنه ليس عدوا ، ومن المعروف عند العرب ان الخيانه من اكبر العار فاذا قصدهم احد من الاعداء مسالما او مندوبا فهو في امان حتى يعود لقومه ، يعنى دخل بيتك وشرب قهوتك ، وكان عيبا عند العرب سؤال الضيف سبب مجيئه الا بعد ثلاثة ايام ولايمكن ان يسأل من قبل المعزب الا اذا تكلم الضيف ، فقال ابن سويط : يا الربع ما جيتكم الا وربعي مايدرون عني وماجابني الا خبري بقهوتك يا ابن هذال ، ثم انشد قصيدته في مجلس ابن هذال :

يا شيخ يا شيخ السلف والجهامه
زيزوم ربعه بالنهار الكبيري

جيتك على عوصا بداجي ظلامه
الرأس مني دايخ مستـديـري

على رفيق مالقيـنا غرامـه
حاشه جليل الملك مني لغيري

فعرف ابن هذال ان قاصده ليتزود بالقهوة والدخان لان كما يقال الحال من بعضه فأذا نقص عند العرب من شي فأنه يقصدون بعضهم البعض للتزود بما لديهم رغم شح مالديهم حتي يمدون للمدن ويجلبون الارزاق ثم رد عليه الشيخ ابن هذال قائلا :

يا مرحبا بك يا موارث سلامه
ما هوب بغض مير ربي خبيري

شفك على المله امبنـي خيامه
بيمنى غلام محتفي به بصيري

وشوي في مثل الفهد وايتلامه
قد له بقدحان الولع يستديـري

مع عود ازرق تو فكوا بلامه
عنك العماس الى دحمته يطيري

مع منسف فوقه سواة العدامه
كرامة ما غاب عنها قصيري

وبعد ان سمر عندهم الى اخر الليل قام ليسري ، فقال ابن هذال : قم يافلان عب الخرج بالدخان والقهوة ، فأمتنع ابن سويط اولا عن اخذ الدخان والقهوة التي عبئت له بالخرج حتى امتلى لانه ماجاء الا لهذه الليله ثم يعود ، لكن ابن هذال اصر عليه فقبل الهدية ثم عاد لربعه بدون ان يحسوا به ، وفي الصباح قام الشيخ ابن سويط نشيطا وجمع القوم الذين كانوا مستعدين للهجوم بقوة والطراد ليجهزوا على ابن هذال ، فقال ابن سويط : خلاص ما عاد فيه طراد والصلح خير ، فأستغرب القوم من رجل بالامس كان يحثهم على الهجوم واليوم يمتنع وتبدل حاله ، فقص عليهم ماحصل له البارحه وقال : ان الرجل اكرمني واصبحه اليوم ويهدي لي قهوته وادخل بيته والصبح اركب فرسي عليه لا والله مهوب سلم العرب ، فأرتفع قدره عند قومه وشكلوا وفد وذهبوا لابن هذال الذي كان يترقب ماسيحدث لانه كما يقال حدس العرب مايخيب وهو يعرف ايضا معدن الرجل كل المعرفه وعند قدوم الوفد ومن بينهم ابن سويط رحب بهم واتفقوا على وقف هذه المعركه التي طالت وتم الصلح بينهم ورجعوا كلهم الى منازل قومهم المتعارفين عليها.

نرجوا ان تلقى القصه على استحسانكم والمزيد قادم باذن الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------
زماننا غير زمانهم وحتى نتذكر الاولين
اخوكم ابن نجد















رد مع اقتباس