الموضوع
:
الفوزان منافحا عن البريك..
عرض مشاركة واحدة
24-Sep-2006, 11:59 PM
رقم المشاركة :
4
معلومات العضو
النافذ
عضو مهم
إحصائية العضو
مقال الدكتور البريك
زعم الفرزدق والمريب يصيح
د. سعد البريك
في يوم الأربعاء ما قبل الماضي كانت لي محاضرة في المخيم الصيفي بجدة بعنوان ( حماية النبي صلى الله عليه وسلم لجناب التوحيد ) وكالعادة طُرحت عليَّ أسئلة في نهاية المحاضرة ومن بينها سؤال حول الموقف من الصحف التي تسمح للكتَّاب العلمانيين بالكتابة فيها ، هل يقرؤها المرء أم يقاطعها ؟.
وكان جوابي على السؤال مفصَّلاً لحساسية الموضوع من جهة ، وللمناخ الاستعماري العدواني العام الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط حالياً !!، وقد وضعت نص كلامي في المحاضرة كتابة وصوتاً وصورة على موقعي الالكتروني
www.saadalbreik.com
لمن شاء التأكد من كلامي.
لكنَّ ذعراً جماعياً وفزعاً اهتزت له قلوب كتَّاب مُعَيَّنين دون آخرين وأقوال مفتراة زاغت معها أبصارُهم عن نقل الكلام بحرفه وسياقه وسباقه ولحاقه .
زوبعة في فنجان وعاصفة في كوب تذكرني بقول الشاعر جرير الخطفي :
زعم الفرزدق أن سيقتُلُ مَرْبَعاً *** أبشر بطول سلامة يا مربع
فنظرتُ في الكوب ومَنْ يصيح فيه فتذكرت قول الأول :
ولو أني بُليتُ بهاشمي *** خؤولته بنـو عبـد المـدان
لهان عليَّ ما ألقى ولكن *** بلاني فانظروا بمن ابتلاني
صراخُ بعضهم يُجسَّد مرارة ما جنوه مِنْ تُهَمٍ نسوا أنهم ألقَوْها جزافاً في حق علماء ودعاة ومحتسبين وصنَّفوهم قادة ومنتمين لأحزاب دينية خارج البلاد ورموهم بالتطرف والتكفير ، بل تجاوزوهم إلى التشكيك في محاضن ثقافية وتربوية وتعليمية شملت حلقات ومدارس تعليم القرآن الكريم والملتقيات الصيفية والدورات الشرعية وحكمَتْ عليهم في محكمة غيابية بأنهم يوفرون أجواء الإرهاب والتكفير . ولتحقيق ذلك كان لا بد أن يتجنَّى الأول ويصدَّقه الثاني ثم يحلف الثالث حتى يبكي الرابع ... ثم يبدأ النواح ، لكنه نواح المستأجرة وليس نواح الثكالى .
ومن قَعْرِ الفنجان تنوعت الردود بين شتائم شخصية ونَبْزٍ وسخرية واتهامٍ للنية وعباراتٍ نابية يأبى مِداد الشَّهم أن يكتبها فضلاً عمن يدَّعي الانتساب للإصلاح والتربية .
أما على مستوى أمانة النقل...فغالب الردود تعمدت تشويه سياق الكلام بالكذب والتزيد والحذف والفصل .
وقبل أن أتناول تلك الردود في مجملها بالرد ..أود أن أبشر كل ذي شتيمة أو سخرية أو قذف أو اتهام أو فرية في نفسي أو عرضي أو مالي أو شخصي بأن خوفي عليه وليس خوفي منه ، ولِمَ الخوف ممن يلوَّح بالقلم في يده ، والزجاجة في يده الأخرى قد امتلأت حبراً ، وقد سبقه من هدَّد بالخطف والاغتيال . فإذا لم تخش الأسد فلا تجزع من النعامة . وذلك أيُّها الأحباب أن لي قضية عنيد في تعاطيها ، صخر في تبنيها ، لا ألتفت إلى المهاترات بل أزدريها ولا أنتقم لشخصي ولا لنفسي ممن يعاديها بل همي كل همي أن أدافع عنها وأبنيها ثم أفديها بنفسي وعرضي ومالي إلى أن يرث الله الأرض ومن فيها! وثوابث الدين هي القضية! ولهذا أعتبر ما سلف مني تجاه الغلو والتطرف بنوعيه دفاعاً عن الدين والوطن والولاة والعلماء . وقبل الولوج فيما يهمني بيانه ، أود الإشارة إلى ما ورد في تلك الكتابات من النيل من وزارة الشؤون الإسلامية ومهاجمة مناشطها العديدة والمتنوعة في أنحاء الوطن من القريات وعرعر شمالاً إلى الطوال وشرورة جنوباً ومن البحر إلى البحر شرقاً وغرباً ، لم يسلم بعضها من الهجوم واللمز ولعل آخرها معرض "كن داعياً " الذي يشهد إقامته للمرة الثامنة في ظل إقبال متزايد منقطع النظير من الرجال والنساء في كل مدينة عُقد فيها ولم يسلم مع ذلك من الهمز واللمز ، حيث قال أحدهم :" ويعلم القارئ الكريم أن أحد الأنشطة التي صارت في مقدمة اهتمام كثير من المؤسسات والأفراد ما يسمى بـ " الدعوة" فقد أصبحت نشاطاً تمتلئ بأخباره الصحف ... فهناك مخيمات دعوية ومعارض بمسمى " كن داعياً " وتوسع الأمر حتى وصل إلى أن يكتب على فاتورة الكهرباء شعار يقول : " الدعوة إلى الله علم وعمل ووسيلة " لهذا أصبحنا محاطين بـ " الدعوة " و " الدعاة " من كل جانب.(جريدة الوطن عدد 921). وزارة الشؤون الإسلامية معنية بما يتعلق من برامج تحت مظلتها وهي أدرى بالطريقة التي ترد بها وربما تختار نفس الأسلوب الذي ردت به وزارة العدل على ما كتبه أحد الصحفيين حول كذبة نشرها ولم يتثبت منها كعادته ثم عاد واعتذر عنها بعد أن بينت الوزارة كذب الرواية المفتراة على فضيلة القاضي المفترى عليه ، وربما تختار سبيلاً آخر . وما دام الكذب المنقول عقدة لا يستطيع أحدهم التخلص منها حتى ولو علم أنه سيعود للاعتذار ، فلا غرابة أن أسمع وأرى من أقسموا مصبحين وانطلقوا وهم يتخافتون أن لا يفوتنكم التواطؤ على تحريف الكلم عن مواضعه وتحويل عبارات بهذا النص : " يربطهم تنظيم أو علاقة أو مخطط أو استراتيجية واحدة " إلى عبارة " التنظيم السري " فإذا انتشرت الفرية والكذب بدأنا بما تتمناه مما نظنه يترتب عليها وهيهات ... وأنى لهم التناوش من مكان بعيد .
هل هذا العمل المنظم والترتيب المسبق في النيل والاتهام والتشكيك في بعض العلماء والدعاة وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومدارس تحفيظ القرآن الكريم ومحاضن الشباب الصيفية والذي بلغ حداً بات أمراً يراه العُمْيُ ويسمعه الصم جاء بمحض الصدفة ؟ ، ربما يصح ذلك بشرط أن نصدق بكل سذاجة أن عدداً من القردة هربت من أقفاصها في حديقة الحيوان ثم دخلت معهداً لتعليم الطباعة وعبثت بالآلات ، وجاء حارس المعهد وطردها وجمع الأوراق التي طبعتها القردة فكانت المفاجأة كتابًا في الطب أو في الفلك جاء بمحض الصدفة .
أليس التنظيم أمراً ضرورياً لمؤسسات المجتمع المدني في الدولة المدنية فلماذا البراءة فيه ، أم أننا بحاجة إلى أن نعيد قصة كليلة ودمنة في الدولة المدنية في نسختها المعدلة بعلمنة الإسلام وأسلمة العلمانية .
إن العمل المنظم ضرورة لكل مصلح ومفسد ، لكن المصلح الحق ينظم عمله تحت مظلة مؤسسات الدولة وتحت سمعها وبصرها وأما المفسد فينظم عمله على حال النقيض من ذلك ، ولو احتاج إلى تنظيم العمل في بلد آخر لم يتردد في ذلك لحظة واحدة .
والعجب من ذلك أن صياح التائهين في زوبعة الفنجان لم يتضمن براءة إلى الله من النيل من بعض العلماء والدعاة والمحتسبين أو المناشط العلمية والمحاضن التربوية ولم يتضمن البراءة إلى الله من العلمنة واللبرالية بالرغم من كلمات خادم الحرمين الشريفين أيده الله وهو يوجه إلى المحبة والإخاء ونبذ التنابز بالتطرف والعلمنة وغيرهما والمحافظة على سفينة اسمها الوطن تحمل الجميع في محيط تتلاطم أمواجه بالحروب والمجاعات والفتن والإرهاب ، فأقحمت كلمة ( السري ) المضافة إلى (التنظيم ) تلفيقاً وزيادة في الكلام قصداً وليس صدفة ولا أصل لها في كلامي ، والمقصود تحويل الكلمة إلى مصطلح ومدلول سياسي صالح للاتهام.
ففرق بين ( التنظيم ) ككلمة مطلقة كلياً وبين ( التنظيم السري ) بالألف واللام كالفرق بين كلمة ( نظام ) وبين كلمة ( النظام الحاكم ) مثلاً.
فكلمة تنظيم هي توصيف لحالة من العلاقة بين أشياء على كل الأصعدة على مستوى الدولة والمجتمع والأسرة والهيئات وعلى مستوى الجمادات والذرة والكون.
أما كلمة " التنظيم السري " بتعريف التنظيم وإضافة كلمة سري معرفة بالألف واللام أيضا فهو مصطلح سياسي جاء تعريفه في الموسوعات السياسية بشكل مختلف عن تعريف كلمة تنظيم في القواميس اللغوية.
وإذن فالذي يحول كلمة ( تنظيم ) ويخرجها من سياقها وسباقها ولحاقها وتعميمها ثم يعرفها ثم يضيف إليها كلمة ( سري ) معرفة ثم يسقطها بالتعسف والتعيين على كافة الكتَّاب والصحفيين ولا يجعلها مخصوصة بمن هذا ديدنه وشغله في كثير من كتاباته فهو بلا شك يفعل ذلك عن عمد وتربص وقصد فلا يعدل أحد من تعبير إلى تعبير مزيد فيه زيادات متنوعة مع اعترافه بأن الكلام الأصلي لمن ينتقده بين يديه.. إلا وهو مبيت ومُصرٌّ على التبديل والتحريف لحاجة في نفسه.
إن التزيد والكذب الذي افتري في المقال الأول وما تبعه في بعض الكتابات التي تواطأت بتنسيق منظم من الذين ينكرون فيه التنظيم ، يذكرني بتلك الطرفة التي تقول إن أحد مروجي الحشيش وهو يقود سيارته استوقفه رجل المرور عند نقطة تفتيش فسأله عن رخصة القيادة فأجابه السائق : أي حشيش تقصد ؟.
ولعل هؤلاء الذين انبروا لنشر الفرية والدفاع قبل التثبت وتسابقوا إلى الكتابة والفزعة بطريقة ( لا تنم عن التنظيم والتنسيق مطلقاً !! ) لعل هؤلاء يسألون أنفسهم : لم انبروا لذلك وحدهم دون بقية كتَّابنا وصحفيينا النبلاء الذين لم يعرف لهم في النيل من العلماء والدعاة والهيئات ومدارس القرآن كلمة نابية أو تشكيك وغمز أو همز ولمز ، بل تتابعت كتاباتهم كالبنيان المرصوص غيرة على الدين والوطن والأخلاق والقيم ومناصرة قضايا المسلمين خلافاً لآخرين لا تظهر فصاحتهم إلا في النيل والطعن ممن ذكرت وأما صمتهم وغيابهم عن المشروع التغريبي وتمريره وإضعاف المناعة الدينية في أبناء الأمة فصمت غريب وغياب مريب .
المتأمل في الكلام نصاً وسياقاً ولحاقاً يتساءل فعلاً : لماذا انبعث أول من كتب ليتبعه مَنْ بعده مصدقين ومعلَّقين على الزيادات التي تبرع بها من تبرع من عنده على كذبات مفتراة.
ما الذي جعل القوم يصابون بالذعر بسبب كلمة تنظيم ، هل اقتربنا من معرفة شيء جديد غير الذي قلنا به ؟.
وعلى كل حال ، فإذا كان مثل هذا السياق حقيقاً وجديراً ليتأهل لدرجة الضجيج والتواطؤ على نفي التواطؤ والتنظيم لنفي التنظيم فإن نفس القدر كاف لإدانة الأستاذ وبعض التلاميذ فيما كتبوه عن العلماء والمناهج والهيئات وتعليم القرآن ويكفي البحث عن الكلمات التالية في كتابات هؤلاء الذين يحسبون كل صيحة عليهم ومنها كلمات الاتهام الموجهة لعدد من العلماء والدعاة بأسمائهم ومن أبرزها الانتماء لحزب الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي ودعاة التطرف والتكفير وغيرها من العبارات التي لو تفرغ بعض الشباب في المرحلة الثانوية وليست الجامعية لجمعها وبيان عدد ورودها في مقالاتهم لأدركنا أن بالإمكان الإدانة ، اللهم إلا إذا كانت الإدانة تجوز في جانب العلماء والدعاة والهيئات والمصلحين .
وأما دعاة التبرج والمتّهِمون للمناهج والمدارس القرآنية والمكاتب الدعوية، فهؤلاء يجب حمل باطلهم على الحق وكذبهم على الصدق واتهاماتهم على النزاهة والبراءة ، ولا ندري حينئذٍ من الذي يستدرج صاحبه إلى الإدانة وما بعدها؟!.
قيل للإمام احمد وقد شرق أهل البدع برده عليهم : لو تركتهم يا أبا عبد الله ! . فقال : لو سكتوا لسكتنا .
وأقول : لو سكتوا عن الطعن والنيل من العلماء والأخيار والصالحين بالكلمة أو المسلسل أو الكاريكاتور ، ولو كفوا عن اتهام الدعوة والدعاة والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومدارس تحفيظ القرآن ومناشط الدعوة إلى الله لكففنا ، وإن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ، وإن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً ).
النافذ
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى النافذ
زيارة موقع النافذ المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها النافذ